العدد 4820 - الثلثاء 17 نوفمبر 2015م الموافق 04 صفر 1437هـ

صدور رواية "حانة فوق التراب" لقاسم توفيق

صدر عن دار الأهلية للنشر في عمان أخيرا رواية قاسم توفيق الجديدة "حانة فوق التراب" والتي تطالعنا من البدايةبأحدى عشرة وصية للمصري التي تدعوك لأن"لا تعبد إلهاً يقودك إلى الشر،و أن تقرأ لأن الكتاب الذي يخالفك أكثر قيمة من الكتاب الذي يوافقك، و ان تحبب الناس لما هم عليه وليس لما هم لك، وأن لسانك هو قلبك، فلا تهرق دمه إلّا بما تؤمن به".

قد لا تكون مهمة بطلي الرواية شيراز وايهم فتح رزم الرسائل والأوراق وقراءة هذه الوصايا التي تُركت لهما وحدهما، فمن لحظة أن تبدأ في الدخول بين أسطرهذه الرواية تشعر بأنك معني معهما بهذه المهمة. يتملكك شعور المغامر الذي يبحث عن حل لغز وجوده،و تتملكك الحيرة في البحث عن كينونة هذا المصري وفي وجوده المفترض كمتنسك، و بانه هو حقيقة كاتب هذه الوصايا التي تتلبس شخصيات الرواية لتتسأل هل للمصري هذا كيان و وجود بحق؟ ام هو وعي وضمير كل واحد منا؟

تجمع رواية قاسم توفيق "حانة فوق التراب" كائنات تحمل في دواخلها ذات الحالة من الحب والكره والخوف والضياع، لكن ومن خلال اسلوب السرد الذي اعتمده الروائي تجد أن لكل شخصية رؤيتهاوالتي تستفزك لأن تبحث عن رؤيتك أنت للحياة، وعن اتجاه بوصلتك الخاصة معهم. فانت لن تقدر ان تقف محايداً عندما تقرأ هذه الرواية و تجد بأنك صرت معنياً بفك رزم الاوراق والرسائل واحاجي المصريووصاياه.

من مناخات الرواية (هو يعرف بأن رد المرأة العجوز العمياء على ما حدث معه سيرسم سبيل حياته القادمة. كان يتساءل وكأنه يُذبح بخنجر صدئ: لماذا حتى يخسر هذا العمر الذي يريده ويحلم فيه؟ لم يكن ليتخيل بأن اسمه الجديد سيغيّر له دينه ليصبح مسيحياً، وبأن هذا الرجل الذي يعمل معه سوف يسحبه إلى دائرة الصحة، ويعمل له هوية ليصبح فلسطينياً).

في هذه الرواية سوف تقرأ قاسم توفيق كما لم تقرأه من قبل، فقد تمكن هنا من سبر اغوار شخوصه وفهمهم للحياة دون أن يعطي العذر لأي واحد منهم لأن يتجّمل.

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً