تنكب الفصائل الفلسطينية بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والأجهزة الحزبية، على تعزيز الإجراءات المتخذة داخل مخيمات اللاجئين في معظم المناطق اللبنانية، مع تركيز الجهود على مخيمي برج البراجنة وشاتيلا في العاصمة بيروت، وذلك بعيد التفجير الانتحاري المزدوج الذي هّز أحد معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية المتاخم لمخيم البرج للاجئين الفلسطينيين الأسبوع الماضي ، حسبما قالت صحيفة الشرق الاوسط اليوم الأربعاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).
ونجحت القيادات الفلسطينية ونظيرتها اللبنانية، بالقفز فوق الألغام التي أعدها المخططون للتفجير والذين سعوا ومباشرة بعد إتمام العملية، لتعميم أسماء 3 انتحاريين لفلسطينيين وسوري، معولين على فتنة سنية – شيعية، فلسطينية – لبنانية – سورية، لم تجد أرضا خصبة بعد مسارعة الجهات المعنية على دحض المعلومات المتناقلة والتأكيد على أن الأسماء المتداولة هي لأشخاص سبق أن قضوا في سوريا. وسارع مستشفى حيفا التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفور وقوع التفجير، لإعلان حالة الطوارئ والمشاركة في عمليات الإنقاذ، واستنفر عناصره وممرضيه وأطباءه، بينما توجه العشرات من اللاجئين للتبرع بالدم، علما أن 3 فلسطينيين كانوا في عداد قتلى التفجير الذي ذهب ضحيته ما يزيد على 43 شخصا.
وعلى الرغم من كشف التحقيقات عدم تورط أي من اللاجئين الفلسطينيين بالتفجير الأخير، فإن الاستنفار الذي حصل في صفوف عناصر حزبية تابعة لحزب الله وحركة أمل من جهة، مقابل استنفار عناصر فلسطينية متعددة الانتماءات مباشرة بعد وقوع الانفجار، دفع القيادات الفلسطينية لتعزيز إجراءاتها في إطار عملية استباقية لتفادي ضلوع أي لاجئ فلسطيني أو استخدام المخيمات في أي عمل تخريبي، خاصة وأن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق نبّه مؤخرا من تفجيرات جديدة قد تستهدف مناطق لبنانية.
وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله دخلا على خط تهدئة النفوس، فرفضا تحميل اللاجئين السوريين والفلسطينيين مسؤولية تفجير برج البراجنة، وحذر الأخير من أن هناك من يحاول إحداث فتنة بين أهل الضاحية ومخيم برج البراجنة. وتشمل الخطط الأمنية الجديدة التي وضعتها الفصائل الفلسطينية بالتنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية كل المخيمات، إلا أنها ترّكز بشكل خاص على مخيم برج البراجنة باعتباره متداخلا مع منطقة الضاحية الجنوبية حيث معقل حزب الله في بيروت.
وُعقد أكثر من اجتماع في الأيام القليلة الماضية داخل المخيم المذكور بهدف التوافق على خطوات تنفيذية سريعة للخطط التي تم اقتراحها. وقد تمت المباشرة بتعزيز القوة الأمنية المنتشرة في برج البراجنة (المخيم) على غرار ما حصل قبل نحو عام في مخيم عين الحلوة الواقع جنوبي البلاد، وهو ما أشار إليه أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، الذي تحدث أيضا عن إجراءات جديدة تمثلت بتفعيل دور اللجنة المشتركة مع الجهات المعنية في الضاحية الجنوبية (بإشارة إلى حزب الله)، كما عمليات التنسيق مع أجهزة الدولة اللبنانية.
ولفت أبو العردات في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنّه تم أيضا تفعيل لجنة إحصاء الوافدين إلى المخيم والتي يتركز عملها على التأكد من هويات وانتماءات من يقصدون المخيم للسكن فيه، وقال: «معلوماتنا تؤكد ألا وجود لقواعد أو مراكز لتنظيم داعش في أي من المخيمات.. ونحن حريصون كل الحرص على عدم السماح لهؤلاء باستخدام المخيمات كمنطلق لأي عمل تخريبي». وأشار ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، الذي أشار إلى سلسلة إجراءات يتم اتخاذها للحفاظ على أمن المخيمات وجوارها، تشمل تكثيف الدوريات وإحصاء النازحين الذين جاءوا من سوريا والتثبت من هويات كل الذين نزحوا من سوريا إلى المخيمات اللبنانية.