واصلت القوات الأمنية العراقية المشتركة، أمس، تقدمها في عمليات تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وتمكنت من عبور نهر الفرات الذي يشطر المدينة نصفين، وتحرير مبنى مجلس المحافظة، ووصلت إلى مواقع فقدتها منذ أشهر عدة في المحورين الشمالي والغربي، فيما سيطرت على مواقع رسمية مهمة على رأسها مقار محكمة استئناف الأنبار، وقيادة العمليات، والمباني الجديدة للحكومة المحلية، ومجمع القصر العدلي، وناظم الورار، وجسر عمر بن الخطاب، وأصبحت على بعد مائة متر من سد الرمادي، حسبما قالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).
جاء ذلك بعد أربعة أيام من القصف الجوي المكثف للطيران العراقي والتحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش في عمق المدينة.
وبينما تتواصل العمليات، تعاني مئات العائلات المحاصرة داخل المدينة من منع المسلحين لهم من مغادرة مناطقهم، وتهديدهم الأهالي بـ«القتل». وأشار مسؤول محلي إلى أن عدد المدنيين المحاصرين بلغ نحو 10 آلاف شخص، ودعا القوات الأمنية إلى إيجاد ممرات آمنة لخروج تلك العائلات.
وأعلن رئيس مجلس المحافظة، صباح الكرحوت، دخول القوات الأمنية ومقاتلي العشائر مبنى مجلس المحافظة، لافتا إلى أن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة. وقال إن «القوات المشتركة تمكنت من دخول مبنى مجلس المحافظة بعد معارك واسعة مع عصابات (داعش) الإجرامية»، مبينا أن «العمليات العسكرية ما زالت مستمرة لتطهير المبنى بالكامل».
وأضاف أن «القوات الأمنية تجري الآن حملة دهم وتفتيش للمباني القريبة من المنطقة»، لافتا إلى أن «هناك أنباء عن مقتل العشرات من المسلحين».
وأشار الكرحوت إلى أن «تلك القوات تمكنت من إعادة فتح الطريق الرابط بين بغداد وناظم التقسيم، وإعادة فتح الطريق الواصل بين بغداد والثرثار، والعمليات العسكرية تجري بمساندة طائرات التحالف الدولي والطيران الحربي العراقي».
إلى ذلك، قال الناطق باسم التحالف الدولي ستيف وارن في حديث صحافي لعدد من وسائل الإعلام إن «50 في المائة من ضرباتنا الجوية تتركز في الرمادي، وأسفرت عن مقتل ألف عنصر من (داعش) في عموم العراق»، موضحا أن تحرير الأنبار له أولوية لدى التحالف، ثم الرقة السورية، لافتا إلى «تزويد العراق بـ10 آلاف بندقية ومثلها من الخوذ، فضلا عن سترات واقية، وأكثر من مليون قطعة ذخيرة، و3 آلاف شاحنة لإزالة العبوات».
وأكد أن طيران التحالف نفذ حتى الآن 4 آلاف و583 ضربة جوية على مواقع التنظيم، مبينا أن الطيران الأميركي نفذ 3 آلاف و500 منها، ودعمت واشنطن القوات العراقية بمبلغ 2.3 مليار دولار.
في غضون ذلك، أفاد مصدر أمني في المحافظة أن «طائرات مقاتلة كندية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في أطراف قضاء حديثة، غرب الأنبار، مما أسفر عن مقتل أربعة من المقربين من زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي؛ أبرزهم المدعو أبو طلحة الشامي، وعبد الله الأنباري، واثنان آخران يحملان جنسية عربية»، موضحا أن «التنظيم تكتم على الضربات الجوية».
وعن أوضاع المدنيين داخل مدينة الرمادي، قال نائب مجلس المحافظة فالح العيساوي، إن «تنظيم داعش منع أهالي الرمادي المحاصرين داخل المدينة من الخروج من منازلهم ومناطقهم، وهدد بقتل كل من يحاول الخروج من منزله، ومنعهم من رفع الرايات البيضاء، في حين تمكنت عائلات أخرى من الهرب والاتجاه صوب مواقع القوات العراقية».
وأضاف العيساوي أن «عدد المدنيين المحاصرين في الرمادي بلغ الآن ما يقارب 10 آلاف مدني، بينما تمكن عدد كبير منهم من الهروب من حصار المسلحين بعد انسحابهم إثر الضربات المركزة من قبل طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي، إضافة إلى تقدم قطعاتنا المسلحة من 3 محاور رئيسية للمدينة، كما أن هناك أعدادًا هائلة تقدر بـ30 ألفا من المدنيين تمكنوا من الخروج من المدينة خلال الأشهر الماضية، لكنهم منعوا من عبور جسر بزيبز وعادوا إلى الرمادي لأنهم تعرضوا لظروف إنسانية وصحية صعبة في العراء لعدة أيام، مما أدى إلى ارتفاع عدد المدنيين داخل مركز الرمادي، الذي أعاق كثيًرا تقدم القوات الأمنية.