يتحدث الكثير من المهتمين بالرياضة وفي مقدمتهم مسئولون على رأس الهرم الرياضي، من أن الإعلام الرياضي شريك استراتيجي في كل إنجاز أو إخفاق يطرأ على المنظومة الرياضية للبلد، باعتباره ركناً أساسياً من أركان تطور الألعاب الرياضية.
يبدو على أرض الواقع الأمر مختلفاً تماماً، فالسواد الأعظم من الاتحادات الرياضية لا تتعامل مع الإعلام الرياضي بما ينسجم مع الإطار الذي حدده مسئولوها، وهي تدير ظهرها تماماً لما أقرّت به لتعزف على وتر مخالف تماماً فيه نكران لجهود الإعلام الذي يعتبره المتابعون متقدماً على مسيرة الرياضة البحرينية نفسها.
هذه الأيام والقادمة، ستكون الاتحادات الوطنية وخصوصاً الجماعية منها على وقع مشاركات خارجية كثيرة، لكن هذه الاتحادات تتهرب مما تؤكده في أحاديثها في توفير كل أشكال التعاون مع الصحف ووسائل الإعلام على عكس، فهاهي ترسل منتخباتها إلى البطولات من دون إعطاء الإعلام دوره في الشراكة التي يتم التحدث عنها فقط للدعاية، من خلال ابتعاث أحد الإعلاميين لتغطية الحدث، ليضع المتابع عند كل شاردة وواردة، وبالتالي تسهيل العملية على جميع الإعلاميين المتخصصين في متابعة شئون كل لعبة.
سيخرج بالطبع من يقول إن هؤلاء الإعلاميين يطالبون بذلك من أجل السفر، وفي الأخير فإن السكوت مشكلة والبوح بها مشكلة أكبر، على رغم أن كثيراً من الاتحادات تستغل هذه المشاركات بوضع أعضائها في قائمة الوفود، للخروج للسياحة، حتى وصل أن أحد الاتحادات تعطل عمله المحلي بسبب مغادرة أكثر من 6 أعضاء من الإدارة مع المنتخب.
حقيقة يجب ذكرها... فليس كل الاتحادات تصر على عدم مرافقة الإعلامي لوفود منتخباتها في مشاركاتها الخارجية، فهناك اتحاد كرة القدم يحرص دائماً على تواجد الإعلامي بشكل أساس ضمن وفوده لإيمانه بالدور المحوري الذي يقوم به الإعلام من أجل المساهمة في الارتقاء بالرياضة إلى حيث الطموحات. إلى ذلك، نجد أن الاتحادات الرياضية كافة وفي مقدمتها تلك التي توغل في إصرارها على عدم مرافقة الإعلامي لوفودها، تسارع بطريقة لافتة إلى الطلب من لجنة الإعلام الرياضي تشكيل لجان إعلامية للبطولات التي تستضيفها مهما علا أو صغر شأنها!! كما أنها تسارع إلى الاتصال مع وسائل الإعلام لتغطية مؤتمراتها الصحافية على رغم عدم أهميتها في بعض الأحيان أو لتغطية البطولات التي تستضيفها.
لكن على ما يبدو فإن المسألة ستراوح مكانها مع عدم رغبة مسئولي الاتحادات على تأكيد ما يقولونه في أحاديثهم، ودليل ذلك هاهو المنتخب الوطني لكرة اليد يبدأ مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 من دون موفد إعلامي مرافق، لذلك فإن تدخلاً من اللجنة الأولمبية المعنية بعمل الاتحادات الوطنية سيكون هو الحل الذي من خلاله يمكن فرض هذا التواجد الإعلامي على كل اتحاد، المعني الأول والأخير عن هذه العملية وليس لجنة الاتحاد الرياضي، بعده يمكن القول إن الإعلام الرياضي شريك حقيقي في تواجد المنتخبات الوطنية في المحافل الخارجية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4820 - الثلثاء 17 نوفمبر 2015م الموافق 04 صفر 1437هـ