توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام بعد أن أكدت السلطات الروسية أمس الثلثاء (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) أن انفجار قنبلة على متن الطائرة التي كانت متوجهة من مصر إلى روسيا الشهر الماضي، أدى إلى تحطمها ومقتل جميع ركابها الـ 224.
وتعهد بوتين بتكثيف حملة القصف الجوي في سورية رداً على تفجير الطائرة، إلا أنه لم يحمل أية مجموعة أو تنظيم المسئولية، فيما أعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة 50 مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أية معلومات تؤدي إلى القبض عن المسئولين عن تفجير الطائرة.
وقال بوتين أثناء اجتماعه مع القادة الأمنيين في بلاده «هذه ليست أول مرة تواجه فيها روسيا جرائم إرهابية وحشية».
وأضاف أن «قتل مواطنينا في سيناء هو من أكثر الجرائم دموية من حيث عدد الضحايا. وسيلازمنا هذا الحادث إلى الأبد، لكننا لن نتوقف عن البحث عن المجرمين ومعاقبتهم».
ويأتي تأكيد تفجير الطائرة، وهو الهجوم الأكثر دموية ضد هدف روسي منذ مجزرة مدرسة بيسلان التي ارتكبها متمردون إسلاميون من شمال القوقاز في 2004، بعد أيام من اعتداءات في العاصمة الفرنسية.
وأبلغ رئيس الأمن الروسي، الكسندر بورتنيكوف بوتين أن الطائرة التي كانت عائدة بسياح روس من منتجع شرم الشيخ المصري في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، أسقطت بعد فترة وجيزة من إقلاعها فوق شبه جزيرة سيناء بقنبلة مصنعة يدوياً تحتوي على متفجرات تعادل قوتها 1 كلغ من مادة «تي إن تي» المتفجرة. وصرح بورتنيكوف «نستطيع أن نقول بكل تأكيد إن (تحطم الطائرة) هو نتيجة عمل إرهابي».
وقال «أثناء الرحلة انفجرت عبوة يدوية الصنع توازي قوتها كيلوغرام واحد من مادة تي إن تي».
وأوضح أن «الطائرة تفككت في الجو ما يبرر (عثورنا) على حطامها في أنحاء واسعة» من صحراء سيناء.
وأعلن جهاز الأمن القومي الفيدرالي لاحقاً أنه سيدفع «50 مليون دولار لقاء أية معلومات تساعد في القبض على المجرمين».
ولم يلق بوتين باللوم صراحة على تنظيم «داعش» في تفجير طائرة الركاب، إلا أنه تعهد بتكثيف الضربات الجوية في سورية التي تشن فيها موسكو حملة قصف تقول إنها تستهدف التنظيم وغيره من الجماعات «الإرهابية».
وقال «سنواصل الأعمال العسكرية لسلاحنا الجوي في سورية وسنكثفها ليدرك المجرمون أن لا مفر من العقاب». وأكد «علينا كشف هوية المسئولين بسرعة. سنعثر عليهم أينما كانوا في العالم وسنعاقبهم».
وأمر بوتين وزارة الخارجية الروسية بالاتصال بجميع شركاء موسكو لتقديم المساعدة، وقال إن بلاده تعول على «أصدقائنا» للمساعدة على العثور على المسئولين عن تفجير الطائرة ومعاقبتهم.
وجاء الاجتماع الأمني والإعلان عن تفجير الطائرة بعد عودة بوتين من مشاركته في مجموعة قمة العشرين في تركيا والذي ناقش خلالها النزاع في سورية مع قادة العالم ومن بينهم الرئيس باراك أوباما.
العدد 4820 - الثلثاء 17 نوفمبر 2015م الموافق 04 صفر 1437هـ