اختتمت اليوم الثلثاء (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) أعمال مؤتمر تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين الذي أقيم برعاية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وبمشاركة عدد من ممثلي الأديان والطوائف والمذاهب الموجودة في البحرين، وتم تكريم المتحدثين ورؤساء الجلسات، والمشاركين بتقديم الأوراق والمشاركين من ممثلي الأديان والطوائف والمذاهب الموجودة في البحرين.
وتقدم المشاركون في المؤتمر بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والى شعب البحرين الوفي على ما جسدوه عبر تاريخ الآباء والأبناء من أواصر الألفة والمحبة والسلام حتى أصبحت مملكة البحرين رمزا للعطاء والوئام وبلدا يشار إليها بالبنان.
كما شكروا رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ورئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذي يرسخ روح الانتماء الوطني والتكامل المجتمعي، مثمنين الجهد الكبير للجان المؤتمر بمركز عيسى الثقافي على حسن الإشراف والتنظيم لأعمال المؤتمر والذي تميز بمناخ علمي وودي في غاية الأخوة والمحبة.
وأكد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر أن تاريخ البحرين يدلل على إنسانية الأديان المختلفة وأخلاقية نهجها وعطاءها في خدمة البشرية، مشيرين إلى أن هذا التاريخ يشجب كل محاولات تفريق الناس في الوطن الواحد وشق وحدة الصف الشعبي ويبطل كل جهود التحريض على العنف وبث الكراهية باسم الدين والمذهب والعقيدة، مؤكدين بأن التسامح الديني والمذهبي في البحرين هي سمة متأصلة ومتجذرة في ثقافة الشعب البحريني القائمة على الانفتاح الحضاري العريق، وليست فكرا حداثيا مفتعلا أو مبتكرا.
كما أشار المشاركون إلى أن القرن الـ 19 الميلادي، وما عاصره من أحداث وأشخاص، كان المنطلق الرئيسي لمسيرة التسامح والتعايش الديني والمذهبي، ومرتكز مبادئ احترام الاختلافات الفكرية والعقائدية بين كافة أطياف المجتمع البحريني، وأن تاريخ البحرين يزخر بمظاهر اللحمة الوطنية الحقيقية والتي لم تمسها شوائب الفكر الضال والعقائد الهدامة، وبالتالي هو مرجع أصيل لبناء قواعد راسخة لمستقبل واعد ومزدهر.
وأوضحوا أن تاريخ البحرين اثبت فعليا بان أخلاقيات التسامح السائدة في الموروثات الثقافية لشعب البحرين كانت عاملا رئيسيا في ثبات مسيرة عجلة التنمية الشاملة والاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي والرقي الثقافي والفكري وفي تمكين الأمن والأمان والسلم المجتمعي، وأن تاريخ البحرين يرسخ فكرة أن المجتمع يتكون من عدة طوائف وانتماءات دينية وعقائدية وبهذا فهم عناصر رئيسية فاعلة وبناءة في كيان الوطن وبالتالي يقام عليهم مبدأ وحدة المصير.
وأوصى المشاركون في البيان الختامي بالعديد من التوصيات التي تعزز قيم التسامح في مملكة البحرين داعين إلى مواصلة الاهتمام بتاريخ مملكة البحرين من خلال عقد المزيد من المؤتمرات والندوات العلمية التي ترفد واقع المجتمع بالمزيد من الجهود العلمية والعملية الرصينة، والنابعة من الاستدلال بالتاريخ الفعلي والاعتبار بالماضي العريق.
كما دعوا إلى تبني المشروعات المشتركة المحلية والعالمية والتي تعنى بنشر المطبوعات والوثائق والمخطوطات ذات الصلة بتأريخ مسيرة التعايش والتسامح الديني والمذهبي في البحرين، سعياً لإبراز الصورة الحضارية الحقيقية لمملكة البحرين، وتعزيز التعاملات الحضارية والأخلاقيات الإنسانية ومفاهيم الانتماء الوطني، المبنية على قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل والقبول بالآخر، والتي سطرها الآباء والأجداد عبر مراحل تاريخ البحرين، وذلك عبر فتح قنوات التواصل مع المعنيين في صياغة المناهج التعليمية والتربوية والمقررات الدراسية، وإثراءها اجتماعيا وتاريخيا، لبناء أسس فكرية جذرية تحصن الأجيال القادمة.
ودعوا الى توثيق أعمال هذا المؤتمر عبر إصدار مجلد محكّم يتضمن أوراق المشاركين، ليكون مرجعا علميا تاريخيا يعتمد عليه في صياغة الاستراتيجيات الوطنية العليا؛ لترسيخ قيم المواطنة والهوية والانتماء والحريات وحقوق الإنسان، ونشره على كافة المستويات والأصعدة للتعريف بثقافة وتاريخ البحرين العريق دينيا وفكريا وحضاريا، وتسليط الضوء على ادوار القيادات التاريخية والشخصيات المؤثرة في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والتي كان لها دور مهم في إزكاء روح الألفة والسلام بين أطياف المجتمع، والتعريف بهم، وتخليد ذكراهم ومناقبهم في مظاهر التعايش، ليكونوا قدوة لحاضر ومستقبل أبناء هذا الوطن.
وأكدوا على الاهتمام بعنصر الشباب في التركيز على حضورهم في المؤتمر المقبل، بدعوتهم ومشاركتهم بتقديم أوراق والاستماع لرؤيتهم حول التسامح وأهمية تاريخ البحرين في التسامح والتعايش المذهبي لديهم.
وفي رده على سؤال لوكالة أنباء البحرين "بنا" حول تقييمه لنجاح المؤتمر قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي رئيس اللجنة التنظيمية نائب راعي المؤتمر الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة " أن المؤتمر بفضل الله تعالى قد نجح وهذا هو المتوقع من الشعب البحريني من خلال المشاركات التي تهدف إلى توحيد الصف البحريني خاصة على الصعيد الديني والمذهبي والطائفي والعقائدي وبالتالي ان نجاح هذا المؤتمر بفضل الله تعالى برز في التوصيات التي خرج بها ومن أهمها أننا سنواصل هذه المؤتمرات في العام المقبل إن شاء الله داعين دوما للتسامح وسنركز على الشباب وما يتصل بالتطرف الديني".
وأضاف "نرفع شكرنا وتقديرنا لجلالة الملك المفدى من المشاركين في المؤتمر من ممثلي الطوائف المختلفة والمذاهب لما لمسناه طوال فترة تقلده الحكم في سعي جلالته الحثيث لتوحيد الصف البحريني، ودعم العيش المشترك وترسيخ وتعزيز قيم التسامح بين البحرينيين وذلك بناء على دعم جلالته لهذه القيم العظيمة التى جاءت استنادا لارث الاباء والاجداد الكرام الذين دعموا ورسخوا هذا المبدأ العظيم في التسامح.