قررت منتخبات ألمانيا وهولندا بالإضافة إلى فرنسا وانجلترا خوض مباراتيهما المقررة اليوم الثلثاء في تحد واضح للإرهاب وتأكيد على تضامنها مع الفرنسيين وضحايا هجمات باريس. فيما تقرر إلغاء مبارة بلجيكا وإسبانيا بسبب تهديدات إرهابية.
تدور اليوم الثلاثاء (17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015) في مدينة هانوفر الألمانية مباراة ودية بين المنتخب الألماني ونظيره الهولندي بعد تردد في إقامتها عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس.
وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم، أمس الاثنين إن فريقه سيخوض "مباراة رمزية" عندما يستضيف نظيره الهولندي في هانوفر، مشيرا إلى أن النتيجة ستكون أمرا ثانويا في هذه المباراة. واعترف لوف أنه في البداية لم يكن يرغب في إقامة هذه المباراة بعد الليلة العصيبة التي قضاها مع فريقه في "استاد دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي إثر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس.
وأوضح أن المباراة يجب أن تكون "رسالة واضحة ورمزا جليا للحرية والديمقراطية". وكان معتادا في الماضي أن تتسم المواجهة بين المنافسين العنيدين الألماني والهولندي بالأجواء العدائية وذلك بسبب التنافس الشديد بين الجماهير المتعصبة للفريقين. ولكن لوف قال إن النتيجة لن تكون مهمة في هذه المباراة غدا. وأوضح "قلوبنا غدا سيكون مع أقارب وأصدقاء الضحايا (في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس) ". وأشار "سننعي ونفكر في كل المتأثرين بهذه الهجمات ولها أتمنى كثيرا ان هذه المنافسة الرياضية الشرسة تتوارى إلى الخلف وأن يكون للمباراة معنى مختلفا.. إذا نظرنا للمباراة بهذا المفهوم ، فإننا نكون فزنا بغض النظر عن النتيجة التي تنتهي إليها المباراة".
ميركل تحضر مباراة ألمانيا وهولندا
وتحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والعديد من الوزراء بالحكومة الألمانية هذه المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة. وخسر المنتخب الألماني مباراته أمام فرنسا صفر / 2 يوم الجمعة الماضي والتي جاءت في إطار استعدادات الفريقين لبطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) .
من جهته، أكد داني بليند، المدير الفني للمنتخب الهولندي، أن نتيجة المواجهة الودية التي تجمع فريقه بمضيفه الألماني اليوم الثلاثاء تأتي في المرتبة الثانية، موضحا أن اللقاء سيكون بمثابة تأكيد على الوحدة ضد الإرهاب في أعقاب الهجمات الارهابية التي ضربت باريس. وقال بليند في مؤتمر صحفي أمس الاثنين "إنها مباراة ودية بكل معنى الكلمة"، مضيفا أن "الفوز ليس بالشيء المهم، الهدف الوحيد من المباراة هو إظهار الوحدة وعدم الرضوخ أمام الإرهاب".
فرنسا ستلعب من أجل الفرنسيين وضحايا باريس
من جهته، أكد قائد المنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم هوجو لوريس أن منتخب بلاده سيخرج لمواجهة إنجلترا وديا اليوم الثلاثاء باسم الضحايا الذين سقطوا بسبب العمليات الإرهابية في باريس. وقال لوريس الذي أكد على صعوبة العودة للملعب بعد التفجيرات التي وقعت في محيط ملعب ستاد دو فرنس بباريس يوم الجمعة الماضي: "علينا أن نلعب من أجل بلادنا ومن أجل الضحايا". ويتوقع لوريس أن عزف النشيد الوطني الفرنسي في ملعب ويمبلي سيخلق حالة "انفعالية مؤثرة". ويرى المدير الفني لمنتخب الديوك ديديه ديشامب أن مباراة اليوم ستكون لها معنى رمزي يغلب على طابعها الرياضي: "هذه المباراة ليست لها أبعاد رياضية فحسب ولكن أكبر من هذا بكثير .. سنبرهن على فخرنا بكوننا فرنسيين .. نحن هنا لتمثيل بلادنا". الواردة بشأن الهجمات: "الأيام الثلاثة الأخيرة كانت درامية". وطالت نتائج وتوابع الهجمات الأخيرة اثنين من عناصر المنتخب الفرنسي بشكل مباشر، حيث فقد لاعب وسط الميدان لاس ديارا ابنة عمه التي قتلت خلال الهجمات، فيما كانت شقيقة المهاجم أنطوني جريزمان من الناجين من بين الرهائن الذين تم احتجازهم داخلة قاعة باتاكلان.
إلغاء مباراة بلجيكا وإسبانيا لدواع أمنية
في غضون ذلك، ألغيت المباراة الدولية الودية في كرة القدم بين بلجيكا وإسبانيا التي كانت مقررة مساء اليوم الثلاثاء في بروكسل، بحسب ما أعلن الاتحاد البلجيكي في وقت متأخر من مساء أمس. وجاء قرار التأجيل بطلب من مركز الأزمات الوطني وهو جهة تابعة لوزارة الداخلية البلجيكية جراء رفع نسبة التهديدات الارهابية الى اعلى درجة اثر الهجمات على العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي. وجاء في بيان أصدره مركز الازمات الوطنية "قامت الحكومة البلجيكية بالاتصال بالاتحاد البلجيكي لكرة القدم ونصحته بعدم إقامة المباراة ذلك لأن التهديدات تتعلق بالأماكن المكتظة بالاشخاص". وكان من المتوقع ان يحضر المباراة حوالي 50 الف متفرج بين بلجيكا متصدرة التصنيف العالمي للمنتخبات واسبانيا بطلة اوروبا. وكانت هجمات باريس ادت الى مقتل 129 شخصا علما بانها استهدفت مباراة ودية اخرى بين فرنسا والمانيا على ملعب ستاد دو فرانس.