المشاكل التي تمر بها الرياضة العالمية عموماً وكرة القدم خصوصاً هي من الكثير والتعدد ما يضع الرياضة في موقف محرج جداً سواء تعلقت بمشاكل الفساد المالي أو الفساد الأخلاقي من خلال التلاعب في النتائج أو مشاكل المنشطات التي ضربت بفضيحة مدوية رياضة أم الألعاب.
لم يعد بالفعل ينقصنا إلا الإرهاب لكي تكتمل الصورة وتتحول الرياضة من أداة للتنافس الأخلاقي والتقارب بين الشعوب وكسر الحواجز الثقافية والدينية والعرقية أن تتحول هي نفسها إلى مسرح للقتل ومرتع للفساد وموقع للفضائح المدوية على مختلف المستويات.
فبعد أن بدأنا بمرحلة استخدام الرياضيين للمخدرات ومن ثم مرحلة التلاعب بنتائج المباريات في أوروبا وفي إيطاليا تحديداً ودور مكاتب المراهنات وعصابات المافيا، وصولاً إلى فضائح الفساد المالي التي ضربت الاتحاد الدولي للعبة وأدت إلى استقالة رئيسه السويسري جوزيف بلاتر والإطاحة بكثير من أعمدة الرياضة العالمية في القارات الخمس، والتحقيق المتواصل في الكيفية التي يتم فيها منح الدول حق تنظيم كأس العالم ومقدار الرشاوى التي تدفع في هذا المجال، وانتهاء مؤخراً بفضيحة تناول عدائي روسيا للمنشطات والتي تفاعلت بشكل كبير على الصعيد العالمي.
كل ذلك وغيره الكثير من المشاكل باتت كلها في كفة وقضية الإرهاب المستجدة في كفة أخرى.
تفجيرات انتحارية واستهدافات مسلحة بقصد قتل أكبر عدد من الجماهير الحاضرة لمباراة منتخبي ألمانيا وفرنسا في باريس كان بالفعل حدثا استثنائياً وفارقاً في تاريخ الرياضة العالمية عموماً وكرة القدم خصوصاً.
فرنسا التي ستستضيف بطولة أمم أوروبا 2016 للمنتخبات في الصيف المقبل لم يعد في سلم أولوياتها تهيئة ملاعبها وإعداد منتخبها وإنما بات تأمين أمن البطولة متقدماً على كل الاعتبارات هذا إن لم يتم إلغاؤها!
الجماهير الرياضية التي كانت ستتقاطر من كل أوروبا والعالم لحضور هذا الكرنفال العالمي الأوروبي في باريس ستفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار الحضور.
ملاعب كرة القدم التي كانت مسرحاً للأمل والمتعة والإثارة ستتحول عما قريب إلى قلاع أمنية بعد أن دخلت بنك الأهداف بالنسبة للانتحاريين.
كرة القدم حول العالم لم يعد ينقصها إلا الإرهاب والعسكرة والأمن بعد أن حولها الإرهابيون في ليلة واحدة إلى مكان للخوف ومواقع للريبة والشكوك ستدفع لمزيد من التعقيدات في الدخول والخروج وقد تؤدي كل هذه المشاكل مجتمعة إلى ضرب الرياضة العالمية في مقتل.
ملاعب فرنسا خصوصاً وحتى في الدوري المحلي كانت وإلى وقت قريب تضم الجميع فتشاهد أعلام فرنسا إلى جانب أعلام الجزائر وتونس ومصر وسورية ودول عربية كثيرة.
بعد الذي حدث من سيجرؤ على حمل مثل هذه الأعلام مستقبلاً بل من سيجرؤ على تبيان هويته.
كنا سابقاً نفرح كثيراً عندما نشاهد علم إحدى الدول العربية حاضراً في الملاعب الأوروبية وأعتقد أن هذه العادة باتت من الماضي إن لم يتم منع العرب أصلاً من دخول الملاعب والمتاحف والمراكز الثقافية وحتى المقاهي وغيرها من مواقع التجمعات.
أن يصل الأمر إلى أن تتحول ملاعب كرة القدم إلى مسارح للقتل الجماعي ومواقع لاستهداف الانتحاريين باسم الدين فإن الأمور بالفعل بدأت بالخروج من عالم المعقول إلى عالم الجنون.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4819 - الإثنين 16 نوفمبر 2015م الموافق 03 صفر 1437هـ
الأرهاب سبق ما اشرت اليه
اتذكر في السبعينات اطلقة النار علي احد حراس المرمي اثناء المباراة واعتقد في امريكا اللاتيهية وايضا قتل مدافع كولمبيا في احد البارات من فبل احد المشجيعين لأنه تسبب بخسارة المنتخب وايضا الخلاف بين مصر ودولة عربية افريقية لا اتذكرها والذي كادت تحدث جرب بين الدولتين وايضا الحادثة بين نادي الاهلي والزمالك والتي توفي بها عدد كبير من الجمهور كل هذه الحوادث وغيرها من صنع البشر يعتبر تفكيرهم ارهابي