قالت عضوة مجلس الشورى اليهودية نانسي دينا إيلي خضوري، إن «اليهود عاشوا في البحرين منذ دخولهم البحرين بكل سلام، بل التمسوا الحفاوة والتقبل من حكام البحرين وعموم المواطنين»، مضيفةً أن «المجتمع تقبلنا بسجيته الطيبة من دون تمييز ورحابة وتسامح مع كامل التفهم لطقوسنا وطريقة عبادتنا وديانتنا بشكل عام». جاء ذلك خلال مؤتمر «تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين» ضمن جلسة خصصت عن تاريخ التسامح والمجتمع المسيحي في البحرين، وأخرى عن تاريخ التسامح والمجتمع اليهودي في البحرين، والتي شارك فيها راعي الكنيسة الإنجليزية الوطنية البحرينية ورئيس مجلس إدارة الطوائف الإنجيلية بالبحرين القس هاني عزيز، والاستاذة نانسي خضوري، أمس الاثنين (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).

ويعقد المؤتمر الذي يستمر حتى اليوم برعاية رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، ويقيمه مركز الوثاق التاريخية بمركز عيسى الثقافي. هذا وتحدثت خضوري عن وصول اليهود للبحرين من العراق في عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حيث طلبوا منه بناء حياة أفضل ويساعدهم في ذلك. وقالت: «اليهود سكنوا في فريق الحطب والفاضل والزامل، وسكنوا في شارع الحكومة في المنامة وغيرها. ولهم تاريخ طويل في الخدمة والتعاطي مع المجتمع سواء على صعيد الاجتماع أو الاقتصاد والتجارة أو التعليم». وأضافت أن «اليهود استمتعوا بحياتهم الطبيعية مع مختلف الفئات في المجتمع البحريني، ويجتمعون مع البحرينيين المسلمين وغيرهم من دون أي مشكلات. وقد عملوا في مناصب ومهن كثيرة أسوة بكل أطياف المجتمع الأخرى، وذلك ما يدل على حجم التآخي والتسامح في المجتمع البحريني حتى مع من هم من غير ديانتهم».

كما تطرقت خضوري إلى تعاطي اليهود مع المذهبين الجعفري والسني الرئيسيين في البحرين، وحضورهم في مدارس التعليم الحكومي. مؤكدةً حجم التسامح والألفة التاريخية الأصيلة التي احتضنت ديانات ومعتقدات مختلفة لم تتحملها دول كبرى.

ومن جهته، تداخل القس هاني عزيز في ورقته المشار إليها أعلاه، معلقاً: «التسامح والتعايش المذهبي والعقائدي والمحبة والانفتاح الموجود في البحرين وثقه التاريخ البحريني، كما وثقه المجتمع البحريني بسلوكه وأعرافه وتقاليده، وهو في نفس الوقت منفتح على الحضارات والشعوب الأخرى، وحتى لو وردته أدوات تحويل إلا أنها ستكون مستعصية عليه، ولذلك كونت لها البحرين تاريخا كبيرا في أصالة التسامح والتآخي على كل المستويات»، مستدركاً «من جهة أخرى، فإن الوثائق والصروح التاريخية تؤكد هذا الحديث، فهناك 18 كنيسة مسجلة تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، وهذا عدد كبير في بلاد صغيرة، وهو ناتج من تسامح القيادة والشعب، لكن توجد أكثر من 100 كنيسة تجتمع في فنادق وبيوت وقاعات لأن مفهوم الكنيسة أن مجموعة مؤمنين يجتمعون للصلاة إلى الله، وهنا نلتمس التعايش والقبول للوضع، لكن قبل 5 سنوات حصلت مشكلات في بعض الأحياء، أن هذه الكنائس في بعض المنازل والقاعات كانت تسبب مشكلات مرورية في المنطقة، وقد استطعنا بالتوافق مع المسئولين بقلب مفتوح أن ندعو هذه الكنائس للصلاة في الكنيسة الانجيلية الوطنية».

ودعا القس عزيز المسئولين إلى البحث تاريخياً عن المسيحية في منطقة الدير وسماهيج وقلالي في المحرق، مبيناً أنه من خلال قراءتنا وجدنا أن المسيحية موجودة في البحرين منذ القرون الأولى، حيث وجدت في الدير مسجد الراهب.