قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) لتركيز الضربات الجوية الروسية في سوريا على متشددي تنظيم داعش.
وكانت روسيا قد بدأت القصف في سوريا في سبتمبر أيلول دعما للقوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد ولكن واشنطن تتهمها بأنها تستهدف بشكل أساسي جماعات أخرى غير تنظيم داعش ومن بينها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال كاميرون للصحفيين أمس الأحد (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) قبل اجتماع مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا "لدينا خلافاتنا مع روسيا لأسباب أهمها أنهم بذلوا جهودا لتقويض فصائل معارضة للأسد ليس بينها "داعش" وهم أشخاص يمكن أن يكونوا جزءا من مستقبل سوريا".
وتابع قوله "المحادثة التي أريد أن أجريها مع فلاديمير بوتين هي ان نقول... هناك شيء واحد نتفق عليه هو أننا سنكون أكثر أمنا في روسيا... سنكون أكثر أمنا في بريطانيا إذا دمرنا "داعش". هذا ما ينبغي أن نركز عليه".
وقال مصدر في مكتب كاميرون إن بريطانيا تأمل بأن يكون هذا الاجتماع فرصة لإجراء "حوار أعمق" بشأن الوضع في سوريا ولاسيما بشأن مستقبل الأسد. وسيكون هذا أول اجتماع بين الجانبين منذ عام.
وأضاف المصدر إن "المقترحات التي طرحها الروس تناقش الانتقال من الإرهاب إلى الإصلاح الدستوري وإلى الانتخابات ولكنها لم تهتم فعلا بالاعتراف بعملية التحول ولذلك فهذه هي أنماط القضايا التي نريد مناقشتها".
إننا واقعيون... هناك الكثير الذي مازال يتعين عمله.
"نرى فرصة المباحثات هنا ولاسيما في أعقاب الأحداث التي وقعت في باريس وشرم الشيخ محاولة لإقناع بوتين بضرورة التعاون لدحر تنظيم داعش".
والتقى الرئيس الأميريي باراك أوباما وبوتين في قمة مجموعة العشرين يوم الأحد واتفقا على ضرورة حدوث تحول سياسي تقوده سوريا يشمل المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية عملت معا قبل اجتماع القمة لضمان أن تتخذ "موقفا واضحا ومتناسقا" تجاه روسيا بشأن سوريا.
وسيلتقي أوباما ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد ظهر الاثنين لبحث مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والقيام بجهد منسق بشأن العملية السياسية في سوريا.
كما قال كاميرون يوم الأحد إن الهجمات في باريس جعلت من الضروري هزيمة متشددي التنظيم سواء في العراق أو في سوريا.
وتشارك بريطانيا في حملة الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق لكنها لن تمد مهمتها إلى سوريا ما لم يوافق نواب البرلمان وهو أمر يبدو غير مرجح حتى الآن.
وقال كاميرون للصحفيين إن أطرافا أخرى "تقوم بأعمال في سوريا وهو أمر ندعمه ونشجعه لكن ينبغي أن نواصل التشديد على أننا سنكون أكثر أمنا في المملكة المتحدة وفي فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا إذا دمرنا عصابة القتل هذه إلى الأبد".