تتوالى الأمور الغريبة والمُحيرة المحيطة بمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم قبل ملاقاته كوريا الشمالية في بيونغ يانغ عند التاسعة والنصف من صباح يوم غدٍ (الثلثاء) بالتصفيات الآسيوية المشتركة المؤهِلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 وكأس آسيا بالإمارات 2019، إذ تم استبعاد لاعب نادي الاتفاق السعودي عبدالله عمر من القائمة نظراً لإصابته التي أبعدته عن مباراتين لفريقه سابقاً في دوري الدرجة الأولى السعودي، لكن الغريب في الأمر أن عمر جاهز للعب، إذ خاض أمس (الأحد) الشوط الأول كاملاً من مباراة فريقه الودية في الدمام أمام نادي النور والتي انتهت اتفاقية بخمسة أهداف دون مقابل، وعبدالله عمر أحرز الهدف الرابع للاتفاق!

وهذا الموقف يضعنا أمام ألف علامة استفهام، إذ كيف يُبعد اللاعب عن المنتخب بحجة الإصابة ويلعب مع فريقه بشكل طبيعي؟ صحيح أن مباريات المنتخبات أقوى من مباراة ودية في السعودية لكن الوقت كان كافياً لإعداد اللاعب من أجل الاستعانة به ولو لبعض الوقت في لقاء كوريا، وهنالك عدة أمثلة للاعبين في العالم كانوا غائبين عن أنديتهم بسبب الإصابة وعادوا لفترة بسيطة ثم اختيروا لمنتخباتهم مثل لاعب ريال مدريد الإسباني خاميس رودريغيز الذي غاب لفترة طويلة عن ناديه ثم عاد لـ 25 دقيقة ضد أشبيلية وتم اختياره للمنتخب الكولومبي وسافر ليلاقي تشيلي في مباراة قوية للغاية بالرغم من توقفه سابقاً عن اللعب، وأيضاً سيلاقي غداً منتخب الأرجنتين!

وكانت بعض الأنباء الإعلامية التي نُشرت في اليومين الماضيين قد أشارت إلى أن نادي الاتفاق قد خيَّر عمر إما بالبقاء مع النادي أو إلغاء عقده إذا توجه للمنتخب، وهذا إن كان صحيحاً فإنه يُعد مخالفة صريحة جداً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم بهذا الخصوص، إذ تنص على إلزام الأندية بترك لاعبيها الدوليين قبل 72 ساعة من المباريات التي تقام في نفس القارة، في حالة اختيارهم لقائمة منتخباتهم، إذ إن حتى نادياً بحجم ريال مدريد لم يتمكن من منع خاميس من الانضمام لمنتخب كولومبيا على اعتبار أنه عائد من إصابة منعته طويلاً من اللعب، وأمامه كذلك مباراة «كلاسيكو» ضد برشلونة السبت المقبل.

ويترك هذا الموقف الباب مفتوحاً أمام العديد من علامات الاستفهام في ظل تكرار مثل هذه الأمور، فإذا كان اللاعب غير جاهز للعب بسبب الإصابة واعتذر عن المنتخب بسبب ذلك، فمن غير المعقول أن يخوض في نفس الفترة شوطاً كاملاً ومنذ البداية، علماً بأن هنالك تأكيدات من داخل أروقة المنتخب تُشير إلى أن المدرب الأرجنتيني باتيستا لايستدعي حالياً اللاعبين جيسي جون المحترف في الدوري التايلاندي ولاعب السيلية القطري فوزي عايش لمواقف شبيهة، حصلت في مباراة اليمن في نفس التصفيات، إذ لم يلعبا تلك المباراة وبعدها بأيام قليلة جداً لعبا مع نادييهما، وهو ما جعل باتيستا يغض النظر عنهما، فيما قام اتحاد الكرة بإيقاف لاعب الحد عبدالوهاب المالود حتى إشعار آخر هذه المرة نظراً لعدم سفره مع المنتخب هذه المرة لظروفه الجامعية، فهل بإمكانه إيقاف لاعب يلعب في نادٍ خارج البحرين؟ وهو لم يتعامل بنفس الحزم مع لاعبين آخرين انقطعوا عن تدريبات المنتخب دون أي سبب وحتى أنهم لايجيبون على الاتصالات الهاتفية للإداريين، والغريب أنهم عادوا للمنتخب وكأن (لا من شاف ولا من دري)!

ولا ندري نلوم من هنا، هل اللاعب كونه اعتذر للإصابة ثم لعب؟ أم الجهاز الطبي الذي كان لابد أن يُجري كشوفات شاملة للاعب؟ أم الجهاز الفني والإداري اللذين لم يتابعا الأمر بالشكل المطلوب؟ الأمر يحتاج للتفسير!