اتفق الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) على أن تقوم الأمم المتحدة بدور لإنهاء سفك الدماء في سورية، وسط تزايد مساعي القادة لتوحيد موقفهم ضد «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» عقب اعتداءات باريس الدموية.
ووضع بوتين وأباما خلافاتهما جانباً وعقدا لقاءً غير رسمي على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا التي تأتي بعد يومين من هجمات باريس التي أدت إلى مقتل 132 شخصاً، وأثارت غضباً دولياً.
وخيمت هجمات باريس ليل الجمعة السبت على المحادثات، ودفعت القادة المجتمعين إلى الحديث عن مكافحة الإرهاب في القمة التي ستتناول كذلك أزمة اللاجئين والتغير المناخي وتهرب الشركات المتعددة الجنسيات من دفع الضرائب.
وطلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا باريس قبل بدء جلسة المناقشات.
وألغيت جميع الفعاليات الموسيقية ومن بينها عشاء رسمي ليل الأحد الإثنين، احتراماً لأرواح الضحايا، وقال الإعلام التركي إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية المشددة أصلاً حول القمة.
وألغى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مشاركته في القمة، وبقي في بلده التي تسودها حالة من الحزن والتوتر في أعقاب الهجمات، وأرسل وزير خارجيته ليحل محله.
وفي تذكير بالانتشار العالمي للمتطرفيين الجهاديين، دان أوباما اعتداءات باريس والتفجيرين الانتحاريين المزدوجين في أنقرة اللذين أديا إلى مقتل 102 شخصاً الشهر الماضي، وقدم «تعازيه الحارة» لبوتين في تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر في 31 أكتوبر/ تشرين الأول والذي أدى إلى مقتل جميع ركابها وعدهم 224 شخصاً. ويشتبه الغرب في أن مسلحي تنظيم «داعش» أسقطوا الطائرة بتفجير قنبلة.
وأعلنت تركيا أنها أحبطت اعتداءً جهادياً «كبيراً» في إسطنبول كان مخططاً تنفيذه الجمعة في اليوم ذاته الذي نفذت فيه اعتداءات باريس.
ووصف الرئيس الصيني، شي جينبينغ الإرهاب بأنه «عدو مشترك» ودعا إلى «تشكيل جبهة مشتركة للقتال ضد هذا التهديد».
وتعتبر ازمة اللاجئين قضية رئيسية في القمة حيث تأوي تركيا نحو 2,2 مليون لاجئ سوري، إلا أن الاتحاد الأوروبي حث أنقرة على بذل المزيد من الجهود لمنع اللاجئين من عبور المياه الخطرة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
وجددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أمس (الأحد) دعوتها على هامش قمة مجموعة العشرين إلى «توزيع عادل» للاجئين في أوروبا، رافضة أي خلط بين اعتداءات باريس و»العدد الكبير من اللاجئين الأبرياء».
كما دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان-كلود يونكر أن لا تسمم هجمات باريس النقاش الحساس بشأن اللاجئين.
وقال يونكر «إن من ينظمون ويرتكبون هذه الهجمات هم نفس الأشخاص الذين يفر منهم اللاجئون وليس العكس».
وستكتسب المناقشات حول التغير المناخي أهمية أكبر من المعتاد نظراً لأنها تأتي قبل مؤتمر المناخ الذي ستعقده الأمم المتحدة في باريس في نهاية الشهر ويهدف إلى التوصل إلى اتفاق عالمي للحد من الاحتباس الحراري.
العدد 4818 - الأحد 15 نوفمبر 2015م الموافق 02 صفر 1437هـ