واصلت قوات «البيشمركة» الكردية أمس عملية تحرير ما تبقى من قرى قضاء سنجار، فيما هاجمها انتحاريون من تنظيم «داعش» قرب سد الموصل. ووصف مسؤولون بعد يوم واحد على تحرير مركز قضاء سنجار بأنها «كوباني ثانية» إثر التدمير الذي لحق بها، والعثور على مقبرة جماعية ضمت إيزيديين ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" السعودية اليوم الأحد (15 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
في غضون ذلك، أعلنت القوات الأمنية تحرير عدد من البلدات في الأنبار جنوب الرمادي وغرب قضاء العامرية، مع استمرار مساعي القوات الأمنية لتحرير مركز المدينة بإسناد من قوات «التحالف الدولي».
وقالت مصادر أمنية كردية لـ «الحياة» أن قوات «البيشمركة» تمكّنت أمس من تحرير ثلاث قرى جنوب قضاء سنجار، هي كرجامع وزكدخان وكري بيردي، فيما تتواصل المعارك في قرى أخرى. وأضافت المصادر أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم عدداً من جثث الإيزيديين قرب المعهد التقني في منطقة صولاغ شرق سنجار، كما تم العثور على أنفاق تابعة لـ «داعش» فتم تدميرها بالكامل. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن «البيشمركة» لم تعثر على مخطوفين إيزيديين خلال عملية تحرير سنجار بعد أن قام «داعش» بنقلهم منذ شهور إلى تلعفر والموصل والرقة في سورية.
وأوضحت المصادر أن معارك تُجرى بين «البيشمركة» ومقاتلين من «داعش» في مناطق مفرق كرزرك وخراب بازار وأبو خشب وتل العرج، فيما شوهدت حرائق في المباني والمنازل بمناطق كرعزير وتل قصب وتل بنات وكوجو والحاتمية، وهي آخر معاقل «داعش» في القضاء. ووصف قائمّقام سنجار محما خليل حالة المدينة بأنها «كوباني ثانية» بسبب الدمار الذي لحق بها، لافتاً إلى أن حجم الدمار يصل إلى 60 في المئة، لكنه أكد أن سنجار آمنة الآن.
وأشار خليل إلى أن «سنجار آمنة، لكن لم تفتح جميع شوارعها خوفاً من العبوات الناسفة والمكامن التي خلفها داعش بعد انسحابه من القضاء»، ودعا الجهات الأمنية إلى تسجيل أسماء المتورطين مع «داعش» وتسليمهم إلى القضاء ومحاسبتهم. وأردف في بيان أن «مناطق القضاء تعرضت لدمار كبير بسبب القتال وعمليات تخريب نفذها داعش»، داعياً حكومة إقليم كردستان إلى تنظيم مؤتمر لإعادة إعمار سنجار، مشيراً إلى أن «90 في المئة من منظومة الكهرباء مدمرة بالكامل.
إلى ذلك، شن «داعش» هجمات انتحارية على قوات «البيشمركة» في منطقة سد الموصل شمال نينوى، فيما أعلن مجلس أمن إقليم كردستان إحباط محاولة تفجير انتحاري داخل أربيل. وقالت مصادر في «البيشمركة» أن ثلاثة انتحاريين يضعون أحزمة ناسفة حاولوا التسلل أمس إلى المواقع الأمامية للبيشمركة في قرية الدواسة بمحور سد الموصل، لكن عناصر «البيشمركة» صدت الهجوم وقتلت الانتحاريين. وزادت أن قوات «البيشمركة» أحبطت أيضاً هجمات انتحارية شنها «داعش» بالأفراد وبالعجلات المفخخة على مواقعها في ناحية زمار شمال غربي الموصل، وأكدت عدم وقوع أية خسائر في صفوف «البيشمركة».
وأعلن النائب عن كتلة «الحزب الديموقراطي الكردستاني» عرفان أكرم خلال مؤتمر صحافي أمس أن «رئيس الإقليم مسعود بارزاني قصد بأمره رفع علم كردستان في قضاء سنجار منعَ رفع الأعلام الحزبية، وليس القصد منه منع رفع العلم العراقي».
وفي الأنبار، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية علي داود أمس أن القوات الأمنية تمكّنت من اقتحام منطقة معامل البلوك في محيط حي التأميم جنوب الرمادي وتطهيرها، بعد معارك مع عناصر داعش الإرهابي، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم. وتابع أن القوات الأمنية تستعد لاقتحام حي التأميم من محاور عدة بعد انهيار صفوف التنظيم، مشيراً إلى أن «ساعة الصفر اقتربت في اقتحام الرمادي بعد تدمير الخطوط الدفاعية للتنظيم في محاور المدينة التي باتت غالبية مناطقها تحت قبضة القوات الأمنية، ومنها القاطع الشمالي والغربي للرمادي». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان أمس أن القوات الأمنية من الفرقة الثامنة تمكّنت أمس من تطهير منطقتي البومناحي والبودعيج التابعتين لقضاء العامرية جنوب الفلوجة.