«الحشرة الواقفة على مرآة، ترى نفسها أكبر من الفيل خلفها».. حكمة صينية قديمة.
***
كل قصص الحكمة الصينية القديمة تتمتع ببناء فكري وإنساني وأدبي وحضاري وثقافي مدهش، ولهذا يمكن أن تجد في تنوعها ومضامينها ما يناسب العصر، وفي قصة «المتدين النذل» مثال على اكتشاف مستوى القيم عند الإنسان.
يُحكى أن (متدينًا) كان يظهر أمام أهل البلدة الكبيرة في مظهر الواعظ والمرشد، وهكذا عرفه الناس على مدى سنين، غير أن رجلًا حكيمًا كبيرًا في السن، كان يرى في ذلك المتدين واحدًا من أكبر الدجالين الذين يتاجرون بالنفاق ومن أكثر الناس نذالة، وكثيرًا ما كان يكشف للناس نذالة ذلك (المتدين) وخبثه وخساسة طباعه حيث كان يستخدم قربه من الحاكم ونفوذه في الإيقاع بالناس واتهامهم بالباطل.
كان الكثير من الناس في البلدة يخشون حديث الرجل الحكيم، ويخشون أكثر ما يخشون أن يعلم ذلك المتدين النذل بأنهم وقفوا لحظة ما وسمعوا ما يقوله عنه! شكاه إلى الحاكم، وعلى وجه السرعة، استدعى الحاكم الرجل الحكيم وسأله: «مالك ولهذا الرجل المتدين الطاهر؟»، فقال وهو ينظر إلى «النذل»:»بل هو من أشد الناس خبثًا وقذارةً، وإن بقيت أيها الحاكم تقربه منك فستصيبك القذارة وسيكرهك شعبك»، غضب المتدين النذل وخرج من مجلس الحاكم فيما الرجل الحكيم يقترح على الحاكم أن يكتشف أين موقع ذلك المتدين النذل من القيم والأخلاق مقارنةً بالكثير من أبناء البلدة، فاقترح عليه أن يضع صخرة كبيرة في الطريق الذي يسلكه ذلك النذل يوميًا ليرى الفرق بينه وبين الناس.
لا بأس.. استحسن الحاكم الفكرة واختار مع حاشيته موقعًا وضعوا فيه الصخرة الكبيرة وأغلقوا الطريق وجلسوا عن بعد يراقبون (وقيل في بعض الروايات أنه وضع حارسًا أمينًا خلف شجرة يبلغه بردة فعل الناس).
عبر ثلاثة من الشبان ووقفوا بجانب الصخرة وراحوا يسخرون من وضع البلدة وسوء الحكم فيها، ثم تبادلوا الضحكات وهم يصفون من وضع الصخرة بالجاهل والأحمق والفوضوي الشرير.
وحينما سلك (المتدين النذل) الطريق، (وقيل في بعض الترجمات تاجر كبير)، نظر إلى الصخرة غاضبًا مستنكرًا وقرر الذهاب إلى الحاكم في أسرع فرصة ليشكو إليه الأمر ويشير على الحاكم بالقبض على من وضع الصخرة وتوقيع أشد العقوبات عليه.
وبعد عدة أيام، اكتشف الحاكم سوء سريرة ذلك المتدين النذل، فجيء به إلى مجلسه ولكنه أمر الحارس الذي كلفه بمراقبة الصخرة باحضار أحد الفلاحين وثلاثة من أهل البلدة، وطلب الحاكم من الفلاح أن يحكي ما فعله مع الثلاثة فقال :»مررت وإذا بصخرة كبيرة تعترض الطريق.. حاولت دفعها فلم استطع وطلبت المساعدة فمر هؤلاء الرجال الثلاثة واحدًا تلو الآخر فدفعنا الصخرة حتى أزلناها عن الطريق».
سألهم الحاكم وهو ينظر إلى المتدين النذل الذي شعر بخساسة قدره وانكشاف سوء سريرته :»وماذا بعد ذلك؟»، قال الفلاح :»بعد أن أزحنا الصخرة، وجدنا صندوقًا في حفرة تحتها، وعندما فتحناه وجدنا ورقة وبضع قطع ثمينة من الذهب ورسالة قصيرة مكتوب فيها :»من ديوان الحاكم لمن يزيل هذه الصخرة.. مكافأة للإنسان المخلص لبلدته المبادر لحل المشكلات بدلًا من الشكوى والتلويح بالتنكيل والعقاب».
انتهت القصة، ورغم اختلاف ترجماتها وشخوصها، إلا أنها رائعة.. أليس كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4816 - الجمعة 13 نوفمبر 2015م الموافق 30 محرم 1437هـ
اعمال قوم لوط
من أعمال قوم لوط قطع الطرق علي الناس وعمل المنكر في النوادي وأماكن عبادتهم
وهل يوجد من تنفع فيه المواعظ؟
القصص والعبر كثيرة لكن اين الذي يستمع القول فيتّبع احسنه
صباح الخير
قصه أعجبتني وما كثرة النداله والخباثه واللعانه والتجمبز والفوضى الخلاقة التي تعيشها هاده الأمه من تخادل ونفاق واعوجاج الشريف أصبح فيها عار والسارق أصبح فيها مقرب وشريف والكداب مصدق والمصدق كداب المخلص لوطنه خائن وعميل ووووووحتي ينقطع النفس
نعم هي الحشرة
أفهم من المقال شيئًا أعتنقه تماماً.. منذ زمن طويل، وهو أن كل خطيب أو شيخ أو عالم دين أو متدين أو مدعي للتدين في عالمنا العربي والإسلامي ممن يفتي ويكفر ويلعن ويدعو لقتل الناس فإن الحشرة أشرف منه.. المتدين النذل يا أستاذ سعيد هو تاجر ......... وأنت ترى في الخليج العربي ومصر والمغرب وحتى في الغرب هناك مشايخ من السنة والشيعة والمسيح وغيرها من طوائف هم في الحقيقة لا يمثلون الإسلام بل يمثلون أنفسهم وهم يدمرون كل شيء جميل في الحياة وهناك الكثير من المغفلين يتبعونهم
لا اعرف لماذا
بعد قرائتي للمقال لا اعرف لماذا استنتجت بان الكاتب يريد كتابة شيئ لم يكتبه. لذلك انهي المقال بسؤال قصير.
صاده القص زائر 2
يمكن كتبه وصاده القص
\nبس المعنى واضح
\nالقضية واضحة
\n...يحبون المتدين ....
استاد سعيد:
القصه جميله جدا وتحاك واقعنا ف البحرين فكمن متملق يوجدون مع من يملكون القرار فى البلد...........