لم يتوقع أسوأ المتشائمين في البيت المنامي أن تكون بداية فريقهم الكروي بهذه الصورة السيئة في دوري الدرجة الأولى، فبعد أن كانوا رقماً صعباً، ووصلوا لوصافة الدوري و«البرونز» بالموسمين الأخيرين، باتوا الآن بلا نقطة بعد ثلاث جولات من دورينا وبثلاث هزائم على يد الأهلي والمالكية والرفاع الشرقي، والأدهى من ذلك أيضاً دون تسجيل أي هدف في هذه المباريات الثلاث.

المشاكل الفنية «تفجرت» بعد المباراة الأولى وتمت إقالة الإسباني ميغيل أولمو منذ أول ظهور له في الكرة البحرينية، وحينها الإدارة المنامية كانت مُخطئة، فهي إذا كانت ترى أن هنالك تراكمات عديدة على المدرب كان من الأجدى إبعاده قبل الدوري بفترة والتعاقد مع مدرب جديد، لا أن تنتظر حتى «يقع الفأس في الرأس»، إذ إن التأكيدات تتحدث عن أن مباراة الأهلي الأولى كانت «الشعرة التي قصمت ظهر البعير» وليست البداية بالنسبة لأولمو، وهذه التأكيدات لم يخفها المناميون وذكروها علانية، وقالوا إن استراتيجية الإسباني مع الفريق تحتاج وقتاً طويلاً للتأقلم عليها!.

ووجدت الإدارة المنامية نفسها مُجبرة على منح المهمة لمساعد أولمو «الشاب» إسماعيل كرامي صاحب الإحدى والثلاثين سنة، لكنه بالتأكيد لم يكن بإمكانه بين يومٍ وليلة تغيير السوء الحاصل في الفريق ولذلك جاءت خسارتان أخريان من المنامة والشرقي، ليتوقف الدوري بعدها لمدة ثلاثة أسابيع، إذ سيكون الاستئناف في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، والمنامة سيلعب في اليوم التالي، وبالتالي فإن المناميين كان بمقدورهم التعاقد مع مدرب جديد، لكننا تفاجأنا بتصريح لأحد أعضاء مجلس الإدارة يؤكد منح الثقة في كرامي لثلاث مباريات قادمة فإن توفق فيها سيستمر وإن لم يكن ذلك فسيرحل!، وهذا يعني أن الإدارة المنامية جعلت هذا المدرب «الشاب» على فوهة المدفع، فلم تمنحه الثقة الكاملة حتى نهاية الموسم، ولم تُخفف من الضغوطات عليه، ومعنى الحديث هو إما أن تفوز وإما أن ترحل! وكلنا نعرف إن مسألة التوفيق ليست بيد أي مدرب، وأعتقد أن المناميين لم يتعاملوا مع المرحلة كما يجب، فالاستقرار لم يكن موجوداً، وحالة عدم الاستقرار ستستمر كذلك في حالة لم ينتشل كرامي الفريق من وضعه وحينها من المُمكن أن يتم التعاقد مع مدرب جديد، ولا نعلم ماذا سيحصل له إن لم يتوفق أيضاً! ولكنني أتمنى أن يتوفق كرامي في مهمته كي لا يكون «ضحية» وهو في بداية مشواره التدريبي مع أول تجربة له على صعيد الفريق الأول.