العدد 4816 - الجمعة 13 نوفمبر 2015م الموافق 30 محرم 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الاختلاف لا «الخلاف» (2 )

اختلاف أنماط الناس هو شيء إيجابي تكاملي، واختلاف ألوانهم وتعدُّدها يُعطي جمالاً للّوحة، وفاعلية يديك تكمن باختلافهما وتقابلهما، أما عن تطور الحياة والبذل الإنساني الذي يؤدي إلى النماء والازدهار فهو يقوم على مبدأ علاقة الثنائية والزوجية التي أوجدنا الله عليها، فالحمد لله رب العالمين.

وهناك منطق الأكثرية، حيث يحكم البعض دائمًا على فكرته بالصحة؛ لأنها تمثل الأكثرية، بينما وفق المبادئ الإسلامية، ليست الأكثرية دائماً على حق، وهنا لابد للحقيقة أن تُكشف، وهي أننا لا نستطيع اختزال الحقيقة لدين أو مذهب أو فكرة، فلا توجد حقيقة مطلقة لفئة، بل يمكن أن نقول -على أساس الاحتمال- إن فئة معينة لها نسبة كبيرة من المصداقية وفئة لها نسبة معينة من المصداقية فلا يمكن اختزال الحقيقة لطرف دون آخر.

نحن نحتاج إلى تعلّم ثقافة الاختلاف لا الخلاف، فليس كل ما يُعجبك بالضرورة سيُعجب الآخرين، وليس كل ما تؤمن به من أفكار ومعتقدات بالضرورة يكون له لدى الآخرين الاعتقاد والإيمان نفسه أو له الدرجة نفسها من التأثير والأهمية، وليس كل ما تراه صحيحًا هو في نظر ورؤية الآخرين كذلك. ليس كل ما تراه في مفهومك على كونه خطأ قد يبدو على الصورة نفسها في مفهوم الآخرين، كما أنه ليس كل ما يُناسب ذوقك وتعشقه قد يناسب الآخر ويقبله، وكما قيل: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.

ولعلنا قد لا نختلف في أن من حقّ أي إنسان في هذا الكون أن يحبّ ما يشاء، وأن يكره ما يشاء، يؤمن بما يشاء من الأفكار، ويكفر بما يشاء، وأن يرفض كذلك ما يشاء في هذه الحياة من أوضاع أو تصوّرات أو مفاهيم، لكن ليس من حقه أن يفرض كذلك على الآخرين أن يكونوا صورة مكررة منه، كما أنه ليس من حقه أن يقف موقف العداء مع الآخرين في حالة الاختلاف معه، أو أن يُسفّه آراءهم ومعتقداتهم وأذواقهم.

وبطبيعة الحال، لا يمكن لأية دولة من الدول أو مجتمع من المجتمعات القائمة على هذه الأرض، أن ينهض أو يتقدم إلى الأمام من دون أن تتوافر فيه ثقافة الحوار وحرية الفكر والتفكير وحق الاختلاف في الرأي لا حق الخلاف، وفي الوقت نفسه نبذ العنف والتخلي عن ثقافة التهميش والتغييب والإقصاء والاستئصال، باعتبار أن ذلك يشكل الأساس الأول لتقدُّم المجتمعات وتطورها، وأن نهضة أي مجتمع لن تتم ولن تندفع إلى الأمام، إلا من خلال إيجاد أرضية للتعددية والتعايش، والاتفاق على صياغة مجموعة متناسقة من القيم الروحية والأخلاقية التي تأخذ في الاعتبار التنوع الإنساني الخلاق في المجتمع، والتفاعل الحر بكل مكوناته السياسة والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وفتح أبواب الحوار والاجتهاد الحر على مصراعيه، واستبدال ثقافة الاتباع بثقافة الإبداع، وممارسة التجريب الذي لا يتوقف في كلِّ مجال.

باختصار، يمكن القول إن الحوار لا يمكن أن يقوم بقرارات أو أوامر من فوق، ولا يمكن فرضه بالقوة، فهو كالحب والصداقة لا يولد بالضغط ولا بالترغيب. إنما يولد بالتسامح والانفتاح على الآخر المختلف عنَّا، واحترام وجهة نظره، وتفهمه وعدم رفضه، وقبوله كما هو وكما يحب أن يعيش، وكما يرغب أن يكون، لا أن نجعله صورة عنا أو ندمجه فينا، وأن نبتعد نهائيًّا عن الوقوف وراء آراء ومواقف واجتهادات مسبقة، وكأنها مقدسات ثابتة غير قابلة لإعادة النظر فيها أو النقاش حولها.

نحن لن نستطيع استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف وآراء بعضنا بعضاً دون تلاق، ولن نستطيع نحن أبناء الوطن الواحد أن نتقارب أو نتفاهم من دون أن نتحاور في مواقفنا وآرائنا!. فإذا لم يكن هناك حوار بيننا، فسينطوي كل واحد منا على ذاته وتقع القطيعة بيننا؛ لأن البديل الوحيد عن الحوار هو القطيعة بلا أدنى شك، والتي ستؤدي إلى انتشار ثقافة الشك والحذر، التي ستقود إلى نتيجة حتمية واحدة، هي العداء والتصادم والتقاتل.

إن عملية نشر ثقافة الحوار والاختلاف وتشجيعها في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا يمكن أن تكون عملية موسمية أو منحصرة في جانب معين، بل هي عملية متكاملة مترابطة ودائمة ومستمرة، وشاملة لمختلف نواحي الحياة وميادينها، ولن تتحقق هذه العملية دفعة واحدة، بل تحتاج إلى وقت طويل حتى تؤتي ثمارها، المهم الآن أن نخطو الخطوة الأولى نحو الاعتراف النهائي بحقّنا جميعًا في ممارسة حرية الحوار وحق الاختلاف.

سوسن يوسف


«حريم» السلطان يتقاعدن عن العمل

هذا العنوان ليس له دخل فيما أكتبه عن السيدات المتقاعدات فـ «حريم» السلطان هن تلك السيدات اللاتي خدمن في العمل لفترة طويلة من الزمن وقمن على خدمة أزواجهن وتربية أطفالهن وهن عاملات بعيدات عن المنزل، تلك السيدات هن العنصر النسائي المناضل في خدمة الوطن بإخلاص، فاليوم هو نهاية هذا الكفاح وترك الوظيفة إلى الأبد بعد أن تنتقل هذه السيدة إلى مرحلة التقاعد إلى الحياة الجديدة إلى الحرية إلى راحة البال إلى العبادة إلى السفر والسعادة، فهي تستحق كل ذلك فهي من عمل وجاهد في شبابها بإخلاص.

شعور جميل تشعر به السيدة المقبلة على التقاعد عن العمل.

عن نفسي لاحظت الكثيرات من هذا العنصر النسائي وكيف كانت الابتسامة لا تفارق وجوههن ومنهن من أرادت أن تزور بيت الله الحرام (مكة المكرمة) فهذه أول خطوة يفضلنها بعد تركهن الخدمة، ومنهن من قررت أن تدرس القرآن الكريم وتحضر دروسه باستمرار أو تتطوع في الجمعيات التطوعية.

أختي العزيزة المتقاعدة هنيئاً لك هذا الخطوة الجديدة في حياتك، فعليك التقرب الى الله سبحانه وتعالى فقد حان الوقت لتكوني قريبة منه وهو من سيحميكِ... اتركي الهموم خلفكِ

فابتسمي للحياة حفظكِ الله.

صالح بن علي

العدد 4816 - الجمعة 13 نوفمبر 2015م الموافق 30 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 10:32 ص

      م ح م د

      اشكر وزارت الاسكان على تفعله مع شكر للجميع .م ح م د

    • زائر 3 | 12:32 ص

      فقط انتم كلام ياوزارة الاسكان

      اصبر فى المشمش بعدين فكر فى الحصول على المنزل سنوات بعد سنوات والناس فى الانتظار والغريب فى الوطن يكون قريب وابناء الوطن الحقيقيون يكونون على حط الانتظار

    • زائر 2 | 9:32 م

      لجن الاسكان

      لجنة وزارة الاسكان الرجاء النظر الى اصحاب الطلبات القديمة ومن هم فى امس الحاجة من اجل الحصول على الوحدات السكنية فى اسرع وقت ممكن

    • زائر 1 | 9:28 م

      وزارة الاسكان

      وزارة الاسكان اين انتم عن اصحاب الطلبات القديمة متي سيكون الفرج ان شاء اللة 30 عامل من الصبر والانتظار ولقد جف القلم عن الكلام واتمني الجواب من اي مسؤال او قسم العلاقات العامة واليكم رب العالمين يا اصحاب الطلبات القديمة وجميع من هم فى انتظار الحصول على اي خدمة من وزارة الاسكان من المواطن ع ح ع ص

اقرأ ايضاً