العدد 4816 - الجمعة 13 نوفمبر 2015م الموافق 30 محرم 1437هـ

الشيخ الدكتور سلطان القاسمي: بعض المثقفين آثروا الصمت...

في افتتاحه لمعرض الشارقة للكتاب

الوسط - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

«دعوه يمر»... هكذا جاء رد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على كريمته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، حين حدثته بقلق عن بعض معوقات مؤتمر الناشرين العرب الذي انطلق في الشارقة يومي 2 و 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. الشيخة بدور التي تشغل منصب الرئيس والمؤسس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين حدثت والدها عن معوقات سببها تأخر «بعض الأعضاء في الحضور»، فجاء رد والدها عبر مكالمة هاتفية لمسئولي مؤتمر الناشرين العرب، حيث قال «دعوه يمر».

حاكم الشارقة أوضح عبارته تلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، إذ قال «مؤتمر الناشرين العرب لا يجتمع لبحث مشاكل النشر والتأليف وحسب وإنما يتحمل مسئولية أخرى وهي دعم وتطوير الناشرين العرب والوصول بالنشر العربي إلى العالمي من خلال الدخول في اتحاد الناشرين الدوليين»، مشيراً إلى أن ذلك شجع الكثير من الدول العربية للرغبة في الانضمام للاتحاد الدولي.

القاسمي، الذي أكد في بداية كلمته أنه لا يحضّر كلماته ولا يكتبها، دعى المثقفين العرب في افتتاحيته للمعرض تلك، إلى مؤتمر يسمى «المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي» يجتمع فيه جميع المثقفين من كل التيارات «للتفكير في مصلحة الثقافة العربية التي نأمل أن نغذي بها العقول التي استولت عليها أفكار شيطانية فلا بد لطرد الشيطان من وجود الآيات القرآنية».

وأكد على أن «أخطر ما يمر على الثقافة العربية هو أخذ البعض إياها تحزباً من خلال مزج الأفكار السياسية الموجهة بالثقافة النقية الصافية وإدخال أفكار ظلامية ممزوجة بمغالطات فكرية ودينية لأغراض حزبية»، وذلك في إشارة إلى «بعض الأصدقاء من المثقفين» ممن «قبلوا الصمت وتواروا في النسيان» في ظل ما يواجهه العالم العربي من صراعات فكرية، مضيفاً «لا نقبل لهم ذلك ونتمنى أن يكونوا بيننا. وهؤلاء وغيرهم أخذوا الثقافة تحزباً».

واستهل القاسمي كلمته بالترحيب بالشخصية الثقافية التي كرمها معرض الشارقة في دورته التي تختتم اليوم، وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. وأشار إلى أن الشارقة ساهمت في دعم الثقافة والمثقفين العرب، وإقامة العديد من المؤتمرات منها مؤتمر الناشرين العرب الثالث الذي أقيم في الشارقة أخيراً (2 و3 نوفمبر 2015)، مضيفاً بأن مثل هذه الملتقيات «تعد ذات أهمية كبيرة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن العربي».

أما عن أهمية الكتاب ودوره المهم في توعية المجتمعات ورقيها وضرورة نشره وتسهيل وصوله للأفراد فقال «نحن اليوم في حضرة الكتاب، وهناك الكثير من الكتب التي تتعارض في أفكارها مع مبادئ الإسلام والثقافة العربية» لذا «أسسنا مدينة الشارقة للكتاب وتحوي منطقة حرة يجلب إليها كل الكتب ولا تخرج إلا بموافقة الجهات الرسمية التي تصحح الأخطاء التي بها لجعلها مقبولة»، مشيراً إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يسمح بكل الكتب إلا التي تتضمن تطاولاً على ذات أو شخصيات أو مبادئ دينية.

من جانبه ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، كلمة الشخصية الثقافية للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض، التي منحت له تقديراً لإسهاماته الثقافية والخيرية والإنسانية، وسعيه إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتشجيعه للحوار والتفاعل مع الثقافات المختلفة.

وجاء فيها «لكل أمر من الله سلطان، وسلطان الثقافة قاسمي، ولكل أمل في الحياة بارقة، وبارقة الآمال شارقة، فاقترن الأمر بالأمل في سلطان الشارقة. شكراً لك أيها الشيخ المثقف باسم كل من ترنم وألف، باسم الكتاب والديوان والقافية والأشجان والمعاني الحسان، شكراً لكل من رشح واختار وفكر ونظم وأدار، وتحية لكل من حرك الحرف إبداعاً، وأضاف لثقافة الإنسان إشعاعاً، وعزف على وتر الكلام إمتاعاً. لا حضارة ولا تطور ولا تقدم إلا بالثقافة والفكر والتعلم، فبالعلم ترتقي الأمم، وترتفع البلاد إلى القمم، بالمبادئ والشهامة والشمم، أيها القيادات العربية الرشيدة، أطفئوا نار الفتنة الزهيدة، وارفعوا شعلة المعرفة المجيدة، فالعرب يستحقون الفرصة الجديدة. عاشت السعودية والإمارات، رمزاً للشعوب والقيادات.

وحضر حفل الافتتاح الذي أقيم يوم الأربعاء الموافق 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وتضمن توزيع جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب وجائزة اتصالات لكتاب الطفل، عدداً كبيراً من الشخصيات الرسمية والثقافية والفكرية، ووزراء الثقافة ومسئولي السلك الدبلوماسي والقنصلي في عدد من الدول، إلى جانب مشاهير المجتمع ونجوم الفن والإعلام، ومن بينهم الممثل المصري محمد صبحي، والسياسي المصري مصطفى الفقي، والإعلامي البريطاني جون مكارثي، والكاتب والشاعر النيجيري بين أوكري، والممثل الهندي موهانلال.

وأعلنت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، أخيراً، عن اختيار الأمير خالد الفيصل، الشخصية الثقافية للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض. وتم تكريم الأمير الفيصل خلال حفل افتتاح المعرض.

وافتتح حفل الافتتاح بفيلم وثائقي يوثق لأبرز الإنجازات والمبادرات والمشاريع الثقافية التي قدمتها الشارقة إلى العالم، بما في ذلك معرض الشارقة الدولي للكتاب. كما ألقى رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري كلمة قال فيها «بما إننا في حضرة الكتاب، دعوني أسرد لكم حكاية... حكاية مدينة تكونت ملامحها الأولى برؤية طفل، دفعه فضوله وشغفه للتعرف والاستكشاف، أن يتوقف عند مكتبة في ركن بيتهم، فوقعت عيناه على أحد الكتب، فتحه وتصفحه، شده سحر الكلمات، تابع القراءة إلى أن لمحه والده، فقال له: ماذا قرأت في ذلك الكتاب؟ فجلس الطفل على الأرض وبدأ يسرد لوالده ما قرأ، وفي تلك الأثناء طلب منه والده أن يصعد ويجلس بجانبه ليكمل معه الحديث. ومنذ تلك اللحظة، وذلك الصعود، أيقن الطفل بأن الكتاب والقراءة ترتقي بالإنسان وتسمو به. وشاءت الأقدار أن يكون لذلك الطفل شأن ومنصب بين أهله وشعبه، فأراد لهم ما أراده لنفسه، وما أصبح إيماناً مطلقاً، وحقيقة واضحة لديه، بأن الكتاب هو سبيل الأمم والشعوب للرقي والتقدم. تلك المدينة أنتم فيها الآن، الشارقة، وذلك الطفل، نحن في حضرته الآن، صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً