حقق النظام السوري انتصارين مهمين خلال يومين لأول مرة منذ بدء التدخل العسكري الروسي الذي أعرب عن استيائه ازاء واشنطن قبل محادثات جديدة في فيينا حول النزاع في سوريا.
وفي لبنان، اوقع تفجيران انتحاريان مزدوجان في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله أكثر من 40 قتيلا وأسفر عن حوالي مئتي جريح، في اعتداء هو الاكثر دموية منذ الكشف عن تورط الحزب في النزاع في سوريا المجاورة.
وسيطر الجيش السوري والمجموعات المسلحة المتحالفة معه الخميس (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) على بلدة الحاضر، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي، في تقدم هو الثاني من نوعه منذ مطلع الاسبوع في هذه المحافظة الواقعة في شمال البلاد.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس "سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بشكل كامل على بلدة الحاضر" التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مدينة حلب، مركز المحافظة.
وكانت البلدة الاستراتيجية تحت سيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة أبرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن مصدر عسكري السيطرة على البلدة "وتكبيد الارهابيين خسائر جسيمة".
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله على "اجزاء كبيرة من البلدة"، مشيرا الى "معارك عنيفة" مستمرة بين الطرفين داخل البلدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الحاضر "تعد المعقل الابرز للفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي"، موضحا ان "سيطرة قوات النظام على البلدة تجعلها قريبة من طريق دمشق حلب الدولي" الذي تسيطر الفصائل على اجزاء كبيرة منه منذ عام 2012.
وتابع المرصد ان قوات النظام تمكنت ايضا من دخول بلدة العيس قائلا "تمكنت قوات النظام مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من استعادة السيطرة على بلدة العيس ومحيطها في ريف حلب الجنوبي، عقب معارك عنيفة في البلدة، مع جبهة النصرة والفصائل المقاتلة والإسلامية".
واضاف المرصد "بذلك فإن قوات النظام سيطرت نارياً على ريف حلب الجنوبي".
وتنفذ موسكو منذ 30 سبتمبر/ ايلول ضربات جوية في سوريا تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية" وتتهمها دول الغرب والفصائل المقاتلة باستهداف المجموعات المعارضة أكثر من تركيزها على الجهاديين.
وتأتي سيطرة قوات النظام على بلدة الحاضر بعد 48 ساعة على فكها الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، والذي كان محاصرا من تنظيم الدولة الاسلامية منذ ربيع 2014.
ويعد فك الحصار عن المطار الاختراق الاهم الذي سجلته قوات النظام منذ بدء عملياتها البرية بأسناد جوي روسي الشهر الماضي.
واحصى المرصد الخميس مقتل "ستين مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية مقابل مقتل عشرين مقاتلا على الاقل من قوات النظام السوري و13 مقاتلا ايرانيا وثمانية من حزب الله اللبناني" في معركة فك الحصار عن المطار.
وتشهد الجبهة الغربية والجنوبية الشرقية لمطار كويرس وفق عبد الرحمن، "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يتركز وجوده بشكل اساسي في الريف الشرقي لحلب، ولا سيما في مدن الباب ومنبج ودير حافر".
وبحسب المصدر، فان "مطار كويرس ليس قاعدة جوية فحسب، بل قاعدة عسكرية متكاملة، والسيطرة عليه ستوفر للقوات الروسية والسورية نقطة متقدمة للانطلاق منها في عمليات أخرى".
واضاف "يستعد الجيش السوري لبدء عمليات عسكرية في منطقة لم تحدث فيها اشتباكات منذ أكثر من ثلاث سنوات"، في اشارة الى مناطق مجاورة تحت سيطرة الجهاديين.
- محادثات في فيينا -
وقبل الاجتماع الدولي المرتقب في فيينا السبت التقت مجموعتا عمل الاولى مكلفة تحديد "المجموعات الارهابية" والثانية قائمة المعارضين الذين يمكن ان يشاركوا في المفاوضات مع النظام، حسبما افاد مصدر دبلوماسي، بينما تبدا مجموعة ثالثة، انسانية عملها الجمعة.
وتختلف ايران وروسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين والعرب حول المجموعات التي يجب تصنيفها "ارهابية" وتلك التي يمكن اعتبارها جزء من المعارضة السورية.
وابدت موسكو استيائها من واشنطن واتهمتها ب"تنظيم لقاءات مجموعات العمل على عجل يومي 12 و14 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا دون استشارة روسيا".
واشار دبلوماسي اوروبي في بيروت الى ان "موسكو ارادت التعبير عن استيائها لقيام واشنطن على حد قولها باضافة دول في اللحظة الاخيرة مثل اليابان واستراليا والنمسا وهولندا دون استشارة روسيا".
من جهته، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان الولايات المتحدة لا تتوقع الاتفاق على خطة لإنهاء الحرب في سوريا خلال المحادثات الدولية التي ستجري السبت وسط الخلاف بين المشاركين فيها حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.
الا انه قال انه توجد ما يكفي من الارضية المشتركة بين الاطراف الرئيسية واشنطن وموسكو والرياض وطهران لإكمال المساعي "لوضع جدول زمني للتحرك بناء على خطوات اولية".
تشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية عام 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل أكثر من 250 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.