النادي البيئي وسيلة تعليمية وتربوية وظاهرة مهمة في الحراك البيئي المدرسي ومنهج مكمل للوسائل التعليمية المدرسية، وأكدت الأندية البيئية حضورها في تفعيل الأنشطة المدرسية في الشأن البيئي وساعدت المحفزات الإجرائية والتعليمية، وتنمية المهارات في بروز وتطور حركة الأندية البيئية في عدد من البلدان، كما إن مرونة القواعد والإجراءات المنظمة لإدارة الأنشطة المدرسية إلى جانب مساحة الحرية التي تكفلها الأنظمة الإدارية المعتمدة في تنظيم النشاط المدرسي التي تميزت بها بعض البلدان يسرت من عملية انتشار شبكة الأندية البيئية في المدارس.
وساهم ذلك النهج في تنشيط الحراك الطلابي البيئي وتحفيز المبادرات والمعارف البيئية لقطاع واسع من الطلبة وشمل مؤثرات أنشطة الأندية البيئية إلى جانب القطاع الطلابي، الأسر والمجتمعات المحلية أيضاً، وترك أثره الشامل على واقع الوعي البيئي للمجتمع، ويشكل ذلك عاملاً مهماً في تحفيز الاهتمام الاجتماعي بقضايا البيئة، إذا ما أدركنا العلاقة المتبادلة والمتفاعلة بين الأسرة والمدرسة من جانب والمجتمع والمدرسة من جانب آخر وذلك بحكم ارتباط أولياء الأمور بنشاطات أبنائهم واعتدادهم بما يقدمونه من جهد، ويمثل ذلك وسيلة استراتيجية في بناء السلوك البشري وإنجاز أهداف التنمية المستدامة.
الخصوصية الاستراتيجية للنادي البيئي المدرسي عنصر مهم في منظومة العمل البيئي التي ينبغي تَبين فوائدها لاستثمارها في منظومة خطط العمل الاستراتيجي لإنجاز أهداف المشروع الوطني البيئي، ويمكن تحديد جوهر مضمون خصوصية النادي البيئي المدرسي في اتجاهين رئيسيين ويتمثل الاتجاه الأول في التعليم وتنمية المعارف البيئية وبناء القدرات والمهارات في تخطيط وإدارة المناشط البيئية، وإعداد الكوادر البيئية الشابة المدربة على فنون الإدارة البيئية، ويتمثل الاتجاه الثاني في الجانب المهني بالعمل على تعليم وتدريب أعضاء النادي البيئي على طرق وأسس إعداد البحوث والموضوعات التي ترتكز على أهداف مؤسسة علمياً وموجهة لمعالجة القضايا والمشكلات البيئية الناشئة وتحفيزهم في تبني المبادرات الذاتية في تقديم المشاريع البيئية والعمل على إنجازها بما يساهم في تجسيد أهداف ذلك النهج والتوجه التعليمي، وذلك التوجه له بعده الاستراتيجي في تخريج أفواج من الطلبة المدربين الذين يتمتعون بقدرات وكفاءة مهنية في التحصيل الجامعي تغطي متطلبات سوق العمل البيئي.
محددات جوهر مضمون طبيعة النادي البيئي المدرسي تتمثل في مواصفات نشاطه كآلية تطوعية، ومنهج تعليمي وتربوي، ويهدف إلى تحفيز القطاع الطلابي على المساهمة في جهود العمل التطوعي البيئي، وتفعيل الأنشطة والبرامج الموجهة لنشر الوعي والثقافة البيئية، وتعويد الطلبة على الابتكار وممارسة الأدوار القيادية في العمل الاجتماعي والبيئي، وتمارس الأندية البيئية مهام إعداد البرامج والأنشطة وتنظيم الفعاليات والأسابيع والمحاضرات والمعارض المعنية بتنمية الوعي والثقافة البيئية للقطاع الطلابي، والمشاركة في المسابقات وإعداد البحوث والموضوعات البيئية، ولإنجاز أهدافها تعمل الأندية البيئية على تشكيل إدارة من الأعضاء بإشراف ممثل من الكادر التعليمي يتولى توجيه منظومة عمل إدارة المناشط البيئية للنادي البيئي.
تبني الاتجاه المؤسس لبناء الأندية البيئية في المدارس خطوة مطلوبة لتعزيز فاعلية العمل البيئي وإن العمل الموجه للارتقاء بآليات عمل النادي البيئي المدرسي يحقق فوائد مهمة فهو من جانب يساهم في تعزيز فاعليته في تنظيم أنشطة التوعية البيئية، وتنمية الوعي البيئي للقطاع الطلابي ومن جانب آخر يمكن أن تساهم جهود الأندية البيئة في المدارس في إنجاز أهداف بناء السلوك البشري والتنمية المستدامة وذلك يساهم بشكل فعلي في دعم الأهداف الاستراتيجية للمشروع الوطني البيئي.
ومن الطبيعي أن تدرك مؤسسات العمل البيئي الحكومي والمدني الخدمات التي يمكن أن تقدمها الأندية البيئية في تعزيز فاعلية الخطط التنفيدية للعمل البيئي، ما يجعلها تحرص في العمل على تقديم التوجيهات الإدارية والتنظيمية والبرامجية للأندية البيئية، وتأخذ بذلك التوجه العديد من الدول، ذلك ما يجري التأكيد عليه في (دليل النشاطات للنوادي البيئية المدرسية) التي أصدرته الهيئة الاتحادية للبيئة في الإمارات سابقاً ومجلة البيئة والتنمية، والإشارة إلى تبني الهيئة نهج تشجيع إدارات المدارس الحكومية والخاصة على تشكيل لجان العمل البيئي في المدارس، ومتابعة هذه اللجان وتوفير التسهيلات اللازمة لها لتأدية عملها على أكمل وجه.
ويقابل ذلك التوجه الخطط التي تتبناها المؤسسات البيئية المختصة ومؤسسات المجتمع المدني الموجهة في أهدافها للمساهمة في تحفيز القطاع الطلابي المدرسي للتفاعل مع النشاط البيئي، وهناك تجارب حققت جدوى في هذا السياق ومنها المشاريع البيئية التي تبنتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة واستهدفت القطاع الطلابي المدرسي وجرى عرضها في كتاب (التجارب الناجحة في التوعية البيئية في دولة الكويت) وتتمثل المشاريع في مشروع المسار، وبريد الطالب، وشجرة لكل طالب، وجمع وإدارة البطاريات الجافة، وارتكزت المشاريع في جوهر مضامين أهدافها على بناء ثقافة قويمة للحراك الطلابي البيئي المدرسي.
كما أن تجربة دورة الشارقة للتأهيل البيئي تعد من التجارب المهمة في مسارات تعزيز الحراك البيئي المدرسي، ويتمثل ذاك في المنهج الذي جرى اعتماده في بناء المعارف والثقافة البيئية للطلبة، وتعليمهم فنون التخطيط في إعداد المشاريع البيئية، والقيادة، وإدارة اتخاذ القرار وممارسة البحث البيئي، وكان لذلك النهج أثره في تكوين فئة واعية بيئياً وتمتلك الخبرة في تخطيط وإدارة الأنشطة البيئية، وساهمت بشكل عملي في إنشاء الأندية البيئية في المدارس التي عززت من إنجاز أهداف استراتيجية العمل البيئي.
إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"العدد 4815 - الخميس 12 نوفمبر 2015م الموافق 29 محرم 1437هـ
ممتاز يسلم اديكم
أم حسن
نشكر الأستاذ على طرح هذه الفكرة البناءة حقاً، حيث أن جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية هي أول جمعية في منطقة الخليج العربي طبقت فكرة النادي البيئي في مدارس البحرين قبل سنوات طويلة وكان التطبيق ممتاز وتجاوب الكثير من تلاميد المدرسة لأنشطة النادي إلا أنه توقف بقرار من وزارة التربية والتعليم، وقد طبق في مدرسة العلاء الحضرمي
من اين نبدأ 2
تتمةمن اين نبدأ؟
كيف نرجع الى تلك الايام الجميلة المليئة بالمبادء التربوية الجميلة التي تمنيناها ان تنمو معنا فتطور بان ننشئ كما قلت يادكتور مراكز بيئية في مدارسنا
من يضع المناهج لماذا يطرح فيها هذا الموضوع وهو خجلان ان يسترسل فيه فقط روس اقلام وتمر على الطالب مر الكرام ولا يعي اهميتها يعني نبدأ بالممنهجين ومنها تستمر حتى الكبر فتصبح ثقافة لا عادة
من اين نبدأ
من اين نبدأ؟
عندما كنا في الابتدائية كل عام يكون اسبوعا للنظافة يحثنا المعلمون على التعاون وجلب ادوات النظافة في ذلك اليوم وكلا يتسابق في جعل ذلك الفصل هو المتميز في النظافة والترتيب الا ان الزمن تغير حتى وصلنا ان اولياء الامور بدوا كالسلطان على المدرسة والمعلم فلو يطلب معلم من طلابه هذا الامر لكانت جريمة يعاقب عليها الان. هل السبب المدرسة ام اولياء الطلاب؟
مقال جدا مهم أتمنى من وزارة التربية تطبيق ما في المقال والاستعانة بالدكتور الوداعي لتنفيذه
نعاني من مشكلات بيئية عديدة، أهمها وأبسطها الحفاظ على نظافة البيئة وتشجيرها.. أعتقد أن النواة لتغيير سلوك مجتمعنا بشأن البيئة يبدأمن المدرسة. وأجد هذا المقال في غاية الأهمية، فهو يرسم خارطة طريق ستكون ناجحة لمستقبل بيئي سليم وجميل. أتمنى من وزارة التربية أن تأخذ بما جاء في هذا المقال وتعممه على المدارس، وتستعين بالوداعي في تطبيقه سواء عن طريق إلقاء محاضرات أو غيره.
أتمنى أن يلقى ندائي هذا قبولا من المسئولين في الوزارة.. مع العلم أني لا أعرف شخص الكاتب إنما مواطن ولدي أبناء بالمدارس
وشكرا