سجلت أول طائرة تجارية يابانية خلال نصف قرن، أولى رحلاتها أمس (الأربعاء) في خطوة هائلة نحو طموح تأجل طويلاً للبلاد، من أجل تأسيس صناعة طائرات قادرة على منافسة بعض الصانعين الرئيسيين في مجال الطيران عالمياً ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الأربعاء (12 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
وانطلقت »ميتسوبيشي ريجونال جيت« في رحلة عودة مدتها ساعة من مطار ناغويا لاختبار قدرة شركة »ميتسوبيشي اركرافت« على ضم الطائرة ذات المئة مقعد للأسطول العامل لنقل الركاب بعد ثلاث سنوات من التأجيل. وتأمل وحدة »ميتسوبيشي« للصناعات الثقيلة، التي صنعت الطائرة المقاتلة »زيرو« إبان الحرب العالمية الثانية أن تساعد الطائرة الإقليمية التي تبلغ تكلفتها 47 مليون دولار في خطف موقع شركة »بومبامدير« الكندية كثاني أكبر مصنع للطائرات الصغيرة لنقل الركاب بعد »إمبراير« البرازيلية. وهذه أول طائرة تجارية تصنعها اليابان منذ الطائرة »واي اس« ذات 64 مقعداً التي بدأت العمل قبل 50 عاما.ً
ومن المقرر بدء تسليم الطائرة الجديدة في حزيران (يونيو) العام 2017 إلى شركة »إيه إن إيه هولدينجز« أكبر شركة طيران في اليابان. وتطمح »ميتسوبيشي« أن تتجاوز مبيعاتها من هذا الطراز 2000 طائرة في قطاع السوق التنافسية. وتلقت الشركة حتى الآن 223 طلب شراء كان اخرها في كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما طلبت شركة الخطوط اليابانية شراء 32 طائرة. وكانت أكبر طلبية للشراء وبلغت 100 طائرة مقدمة من شركة »ترانس ستيت هولدينجز« الأميركية للطيران الإقليمي.
وذكرت »ميتسوبيشي« أن »ميتسوبيشي ريجونال جي« تستهلك وقوداً أقل بواقع الخمس، مقارنة مع الطائرات الأخرى ذات نفس الحجم، وذلك بفضل جيل جديد من المحركات تصنعه برات آند ويتن« التابعة إلى شركة يونايتد تكنولوجي.« وباءت أخر محاولة لليابان من أجل صنع طائرة تجارية بالفشل. وتوقف مشروع الطائرة »واي اس11 « التي شاركت في تصنيعها شركات عدة، من بينها »ميتسوبيشي هيفي« بعد بناء 182طائرة فقط. لكن ذلك المشروع ساعد »ميتسوبيشي هيفي« وشركات أخرى على خلق علاقات بينها وبين »بوينغ« ليتحولوا إلى موردين رئيسيين وشركاء لشركة صناعة الطائرات الأميركية وساهم في إحياء صناعة الطيران التي تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية. وبنت هذه الشركات اليابانية 35 في المئة من طائرة »بوينغ787 « المتطورة من ضمنها الأجنحة وهو الجزء الأكثر تعقيداً في التصنيع. وتملك كل من »تويوتا موتور« أكبر مصنع للسيارات في اليابان وشركة »ميتسوبيشي « 10 في المئة بالتساوي من أسهم مشروع الطائرة الجديدة.