شاركت منتخباتنا الوطنية لكرة القدم في الكثير من البطولات الخارجية في الفترة الماضية من دون نتائج إيجابية على أقل تقدير، عدا منتخب الشباب الذي حقق إنجازين فريدين الأول حصوله على فضية البطولة الخليجية والثاني ذهبية الألعاب الخليجية.

أصبحت المشاركات مجرد للمشاركة فقط، من دون طموح النتائج الإيجابية والصعود على منصة التتويج، فمنذ فترة وجيزة ذكرت عن إخفاق منتخب الناشئين في بطولتين الأولى في الخليجية والثانية في التصفيات الآسيوية، وبعده المنتخب الأولمبي الذي تراجع خطوات كثيرة للوراء بإخفاقه في التصفيات الآسيوية وغرب آسيا، فضلاً عن تراجع المنتخب الأول في المشوار المونديالي بعد أن كان رقماً صعباً في القارة الآسيوية.

بغض النظر عن إنجازي أحمر الشباب، ومشاركة المنتخب الأول في التصفيات، حتى هذه اللحظة لم نرَ تقييماً لمشاركات المنتخبات الأخرى في البطولات المذكورة، وهو ما اعتدنا عليه في سنوات سابقة أن تمر المشاركات مرور السحاب من دون النظر للسلبيات الكثيرة التي رافقت المنتخبات.

بحسب معلوماتي، إن مدرب المنتخب الأول الأرجنتيني سيرجيو باتيستا، أبدى غضبه في الفترة الأخيرة على مستوى المنتخبات الوطنية، إذ إنه يعمل من جديد على تأهيل اللاعبين على رغم أنهم يمثلون المنتخب الأول، فبعضهم لا يمتلك مقومات اللاعب الذي بإمكانه ارتداء قميص الأحمر الكبير، فكيف كان تدرجه في الفئات العمرية وخصوصاً مع المنتخبات الوطنية؟

لو كان اتحاد الكرة يقيم المشاركات بشكل سليم، لما وصلنا إلى هذا التراجع الكبير في المنتخبات الوطنية، فالتقييم عامل مهم للغاية سواء في الفوز أو الخسارة، وحبذا لو كان بعد كل مباراة لاحتواء الأزمات التي تتفاقم بعد كل لقاء!

بعيداً عن التقييم، أرى أن خطوات باتيستا باحتواء اللاعبين الصغار، خطوة موفقة ومهمة جداً، وخصوصاً أننا افتقدناها في السنوات الماضية من خلال المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الأحمر، فخطوات باتيستا تؤكد حرصه على بناء جيل جديد قادر على المنافسة في السنوات المقبلة، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الصبر مطلوب على المدرب وإعطائه المساحة الكاملة للعمل.

لدينا الكثير من المواهب التي تحتاج إلى اهتمام وصقل، وأتمنى أن لا تنحصر أسماء الذين يتشرفون بارتداء قميص المنتخب على لاعبي الدرجة الأولى فقط، فهناك الكثير من النجوم البارزين في الدرجة الثانية وهم رهن الإشارة.