نشرت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا)، صوراً جوية لمنطقة وادي «المسيلة» شرق اليمن، قبل إعصار «تشابالا» وبعده، تظهر تأثيراته في تلك المنطقة الصحراوية، حسبما نقلت صحيفة الحياة اليوم الأربعاء (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).
وتقول «ناسا» أنه منذ بدأ تسجيل الأعاصير المدارية التي تضرب اليابسة في اليمن للمرة الأولى في العام 1940، كان «تشابالا» الذي ضرب الصحراء شرق اليمن في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الإعصار الثالث في ستة عقود الذي يضرب اليابسة في شبه الجزيرة العربية.
ويقدر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، أن ما يصل إلى مليون شخص تأثروا نتيجة العاصفة.
وبيّنت الصور التي التقطتها «ناسا» في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي و4 تشرين الثاني الجاري، التغير الكبير الذي طرأ على مناطق شرق اليمن قبل «تشابالا» وبعده، وأظهرت كيف أن المياه غمرت اليابسة في شكل واضح.
وأوضحت «ناسا» أن الصورتين استخدم فيهما مزيج من الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء، التي تجعل من السهل رؤية مياه الفيضان مثلما هي في الحقيقة.
وفي الصورة التي التقطت في 4 تشرين الثاني، أي عقب الإعصار، تظهر ظلال من اللون الأزرق والأخضر لتكشف المناطق الخضراء أو المياه المتدفقة، وتظهر الصور بوضوح مسار الأنهار أو الأودية، مثل «وادي المسيلة»، حيث تبدو على جانبي الوادي وعلى طول مساره مناطق خضراء كانت قبل الإعصار صحراء قاحلة.
وتظهر الصور مسارات المياه المتّجهة من الجنوب والغرب إلى الوادي ومنه إلى خليج عدن، وتبدو فيها المياه وقد غمرت كيلومترات عدة من الأرض نتيجة كثافة الأمطار وقوة العواصف.
وذكرت وكالة الفضاء الأميركية، أن بيانات تقدير نسبة هطول الأمطار في اليمن في 3 تشرين الثاني، من الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينتش) إلى الساعة 03:00 (00:00 بتوقيت غرينتش) من اليوم التالي، وفق التقديرات الإقليمية التي ذكرت من جانب محطات الرصد الأرضية، تشير إلى أن نسبة هطول الأمطار تجاوزت بكثير الكميات التي كانت تتلقاها المناطق نفسها قبل الإعصار.
وأضافت أن نسبة الأمطار في هذه المنطقة اقتربت من 180 ميليمتراً على مدار اليوم، في المتوسط، في الوقت الذي لا يتلقى اليمن أكثر من 100 ميليمتر من الأمطار في العام الكامل، والمناطق الساحلية منه تتلقى أقل من 50 ميليمتراً.
وقالت «ناسا» أن هذه البيانات لنسبة هطول الأمطار قدمت بعد مراجعة الصور المتعددة للأقمار الاصطناعية، التي تحسب تقديرات هطول الأمطار من أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، الموجودة في العديد من الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى بيانات شهرية لتقديرات نسبة هطول الأمطار السطحية في المنطقة التي يقع اليمن ضمنها.
وهذا العمل جزء من شراكة بين «ناسا» و «وكالة استكشاف الفضاء اليابانية» التي عملت جنباً إلى جنب مع الوكالات الوطنية.
وكان الإعصار المداري «تشابالا» ضرب مدن الساحل اليمني على بحر العرب في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة بعد تجاوزه جزيرة سقطرى، مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح شديدة وهيجان أمواج البحر، ما أدى إلى خسائر كبيرة في البنية التحتية والممتلكات.
وامتدت مياه البحر في مدينة المكلا (عاصمة محافظة حضرموت) مسافة 7 كيلومترات، وغمرت الفيضانات شوارع المدينة، وأدت الرياح العاتية إلى قطع الكهرباء وتدمير الطرق التي تربط المدينة بالمناطق المجاورة.
من جهة ثانية، قال مسؤول محلي يمني، أن ثاني إعصار قوي ونادر في أسبوعين اجتاح أول من أمس (الأحد)، جزيرة سقطرى مثيراً رياحاً قوية، ما أدى إلى مقتل امرأة ونزوح نحو خمسة آلاف شخص من ديارهم.
وذكرت «منظمة الأرصاد الجوية العالمية»، أن من المتوقع اجتياح الإعصار الجديد الذي يحمل اسم «ميغ»، الساحل الشرقي لعدن نحو الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم (الثلثاء)، برياح تبلغ سرعتها 90 كيلومتراً في الساعة.
وقال «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق العمليات الإنسانية»، أن أكثر من 230 ألف شخص سيكونون عرضة لرياح عاتية وأمطار غزيرة في البر الرئيس لليمن، وستكون محافظتا أبين والبيضاء أكثر المناطق تعرضاً للخطر.