قام الرائد المهندس علي حسن ناصر الراشد، قائد سرية التقنيات الأمنية بقوة الأمن الداخلي القطرية (لخويا)، الحاصل على بكالوريوس الهندسة في علوم الحاسب من جامعة قطر، وعلى الماجستير في أمن الكمبيوتر، وصاحب العديد من الاختراعات والابتكارات التطويرية في الأنظمة الأمنية، ذلك وفق ما أفاد موقع "بوبة الشرق" أمس الثلثاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).
إذ عمل على دراسة وتحليل الأجهزة الخاصة بكشف محتويات الشاحنات والحاويات، وكذلك الأجهزة الخاصة بكشف المواد المشعة والنووية، بالإضافة للأجهزة الخاصة بالطرود والصناديق بمختلف أحجامها وأنظمتها... وانتهى وفريق العمل معه إلى وضع مجموعة من المواصفات عالية الجودة بناء على هذه الدراسات، وقدموها للشركات العالمية القائمة على تنفيذ المنظومة التأمينية لإضافتها على الأجهزة والمعدات الخاصة بميناء الدوحة.
ونجح الرائد مهندس علي الراشد في التوصل الى ثلاثة ابتكارات في مجال الكشف عن محتويات الشاحنات الابتكار الأول يخص تحليل الصورة للحاويات حيث قام فريق العمل بتطويره مع مركز الأبحاث بالشركة المصنعة لجهاز فحص الحاويات، بحيث نتمكن من تحليل صورة الحاويات والكشف عما إذا كانت تحمل مواد ممنوعة، مثل المخدرات والأسلحة والمتفجرات حتى وإن كانت مخبأة بين المواد الكثيرة داخل الحاويات.
أما الابتكار الثاني فيعمل على دمج جهاز الكشف عن المواد النووية والمشعة مع جهاز فحص محتوى الحاويات، بحيث يتمكن من اكتشاف كل المواد الممنوعة بمجرد مرور الشاحنة في مرحلة واحدة، وقد عمل هذا الدمج على اكتشاف المواد المشعة ونسبة قوتها في داخل الصورة الخاصة بالحاوية، اعتمادا على اللون ومنحنى الخطورة، كما وفر في نفس الوقت إمكانية الكشف عن المواد الممنوعة مثل المخدرات والمتفجرات والأسلحة عن طريق البرنامج التحليلي للصورة الذي تم تطويره أيضا... مما يختصر الوقت والجهد... أما عن طريق هذه الابتكارات وبالتواجد والتجريب مع المسئولين في مركز الأبحاث بالشركة المنتجة، فإن الشاحنة بمجرد مرورها في جهاز الفحص وفي غضون ثوان يمكن التعرف على مكوناتها وبدقة عالية.
كشف المتفجرات
والابتكار الثالث يتضمن تطوير نظام كشف المتفجرات والمخدرات في أجهزة الطرود والصناديق ذات الطاقة العالية... فتم تطوير هذه الخاصية لتصبح الطرود والصناديق الخشبية التي تأتي إلى الميناء، وعند مرورها على الأجهزة، تستطيع أن تكتشف المخدرات والمتفجرات وأماكن تواجدها فيه بدقة.
وبعد اجتماع الخبراء والمسؤولين لدى الشركة أشادوا بهذا الابتكار التطويري وقامت الشركة المصنعة بمنح المهندس علي الراشد ثلاث شهادات، فقد منحته شهادة على نظام تحليل الصور الفريدة من نوعها والحصري لدولة قطر، والذي يعتمد على وضع معالج سريع في نظام التشغيل يمكن بواسطته التمييز بين العناصر، وتحديد أماكن المواد الممنوعة حتى لو كانت مخفية بصورة عمدية.
إن هذه الشهادات الثلاث فريدة من نوعها، وتميز دولة قطر وميناءها، وتجعلها في صدارة الدول التي تتميز منافذها وموانئها بدرجة أمان وحماية عالية من خلال أنظمة بالغة الذكاء عالية التأمين، من خلال تيسير عملية التفتيش وتميزها بالسرعة دون أي تأخير أو تزاحم للحاويات... وتضع ميناء الدوحة في مصاف الموانئ الكبرى على المستويين الإقليمي والدولي من حيث الأمان والسرعة.
نظام ذكي
إن هناك الكثير من موانئ العالم تستورد وتورد العديد من الحاويات والشاحنات... وبهذه الابتكارات يكون بإمكان ميناء الدوحة استقبال ثلاثة أضعاف ما تستقبله الموانئ الأخرى، من خلال نظام ذكي يقوم بفحص الحاويات بدون مغادرة السائقين لشاحناتهم وتخليص كافة معاملاتهم وهم في أماكنهم داخل الشاحنة، فيما تقوم الأجهزة الذكية بكشف الحاويات وتفاصيلها.
لقد توافرت في موانئ العالم أنظمة كشف الحاويات الكبيرة وكذلك أنظمة فحص الطرود والصناديق ذات الأحجام الصغيرة والكبيرة، وهذه الأنظمة ذات معايير وقدرات متعارف عليها في جميع الأجهزة، غير أن الإعداد لمشروع ميناء حمد الجديد، الذي يعد واحدا من أكبر المشاريع في دولة قطر ومن أهم موانئ العالم، بحكم الدراسات والأنظمة التي تم التخطيط لتنفيذها في هذا المشروع، جعل الرائد علي يقوم بعمل الدراسات على كل جزء في الميناء من الناحية الأمنية.
كل أنظمة ومعدات الكشف عن محتويات الحاويات والطرود والصناديق لها حدود متعارف عليها في قدرتها على كشف المحتويات، وتحليلها واكتشاف ما بها من مواد مهربة أو أسلحة ممنوعة أو مواد مخدرة... ولكن الرائد المهندس علي الراشد يقول إنه استطاع، بفضل الله، ومن خلال أحد ابتكاراته، أن يحلل ويكشف بدقة عن محتويات الشاحنات العابرة على الأجهزة مهما كانت تفاصيل أو كثافة حمولتها، وهو الأمر الذي طالما عانت منه أنظمة الكشف في الموانئ... هذا إضافة إلى ابتكار ثان خاص بتطوير أنظمة الكشف عن المواد المشعة والنووية، عن طريق تعديل نظام معايرة الحساسيات، بما يمكن من اصطياد هذه المواد وتحديد أماكنها بدقة داخل الحاويات مهما كانت ضآلة كميتها... كما عمل على الدمج بين مرحلة تحليل محتويات الشاحنة، ومرحلة الكشف عن المواد النووية والمشعة بما يعمل على اختصار مراحل الفحص وتوفير المجهود ورفع مستوى الدقة.
لقد أصبح بالإمكان القول إن ميناء حمد وبما توافر له من إمكانات لوجستية وأنظمة كاشفة تم تعديل مواصفاتها بفضل ابتكارات أبناء الوطن، واحدا من أهم الموانئ العالمية إن لم يكن يتصدر قائمة الأفضل على مستوى العالم.