قال المؤلف العالمي الشهير والخبير الرائد في شئون الطاقة الدكتور دانييل يرغين، إن العوامل الجيوسياسية باتت تعيد توجيه دفة سوق الطاقة العالمية، مضيفاً أن الاكتشافات النفطية والتطورات التقنية المتسارعة تلعب هي الأخرى دوراً كبيراً في إحداث التحول بمشهد الطاقة العالمي.
وجاءت تصريحات يرغين خلال كلمة رئيسية ألقاها أمس (الإثنين) في افتتاح أعمال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2015. وأوضح الخبير الدولي الحاصل على الجوائز أن قطاع النفط والغاز بات يشهد تحولات واسعة جعلت الاهتمام يمتد إلى مناطق أخرى غير اقتصادات البرازيل وروسيا والهند والصين، وأسواقها الناشئة، وهي البلدان التي اختصرت مؤسسة "غولدمان ساكس" الأميركية أحرفها الإنجليزية الأولى في كلمة "بريك".
وأكّد يرغين أن الاهتمام بدأ يتحرك في الوقت الراهن باتجاه الزيت الصخري المنتشر في أماكن عدة بأنحاء العالم، معتبراً أن قطاع الطاقة العالمي بات يقف على أبواب ما أسماها "الحقبة الصخرية"، وأنه "انتقل من فترة شهدت ارتفاعاً في الطلب ونقصاً في المعروض إلى فترة تشهد وفرة في المعروض وضعفاً في الطلب".
واعتبر الخبير ذو الآراء المؤثرة أن ما يحدث اليوم هو "إعادة توازن" للاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن "المعنيين غالباً ما يقللون من شأن التقنية وقوتها، كتلك التقنيات التي أطلقت العنان أمام قطاع الطاقة لاستغلال احتياطيات الزيت الصخري، ولعبت دوراً في تمهيد الطريق أمام سوق الطاقة في الوقت الراهن".
ودعا الدكتور يرغين، الفائز بجائزة "بوليتزر" الدولية المرموقة، الشركات إلى اتباع نهج يتسم بمستويات تنافسية أعلى، ويتم فيه اختيار الاستثمارات بعناية أكبر وتقييم الاستراتيجيات تقييماً أشمل وأدقّ من أجل اكتساب رؤية أبعد مدىً للأعمال التجارية، بدلاً من التركيز على ما يجب فعله عند مواجهة المنعطفات فحسب، وفقاً لما قال.
وأضاف: "على شركات النفط والغاز اليوم إظهار قدر كبير من المرونة، فالابتكار والتطور التقني من الأمور بالغة الأهمية لتلبية الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية المتنامية في العالم، كما أن فعاليات مثل أديبك تساعد في تحريك النقاشات التي من شأنها تمهيد الطريق أمام تحقيق مستقبل مستدام للطاقة".