تنطلق القمة العربية الأميركية الجنوبية اليوم الثلثاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في العاصمة السعودية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد إقرار وزراء خارجية المجموعتين لمشروع «إعلان الرياض»، إثر تجاوز كل التباينات على بعض الملفات، ومن أهمها الملف الإيراني، حيث حافظت المجموعة العربية على موقفها الداعم لأحقية الإمارات بجزرها الثلاث المحتلة، فيما بقيت المجموعة الأميركية اللاتينية على موقفها المتحفظ تجاه هذا الملف.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أعلن أن الدول العربية ونظيرتها الأميركية الجنوبية استطاعت التوافق على إعلان الرياض ببعض النقاط الخلافية، لكن الإعلان النهائي للقمة لن يبتعد عن اللغة التي وردت في بيان قمة ليما السابقة، وتحديدا في ملف الجزر الإماراتية المحتلة.
وتدعم دول أميركا الجنوبية الدول العربية في مسألة رفض التدخل بالشؤون الداخلية للدول، في إشارة غير مباشرة إلى إيران.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع وزراء خارجية المجموعتين أمس «المواقف السياسية لدول أميركا الجنوبية غالباً ما تؤيد المواقف العربية الجوهرية، وترفض التدخل في شؤون الآخرين»، مؤكدا أن البيان الذي سيصدر عن قمة الرياض سيكون تاريخيا وشاملا، ويغطي أمورا عديدة، وإيجابيا، مبينا أنه لا يوجد تباين في مواقف دول المجموعتين، لأنهما ترفضان التدخل بالشؤون الداخلية.
ووصف الجبير إيران بالدولة الضعيفة، ولا يوجد لديها أصدقاء، وأن أصدقاءها في الغالب ما يكونون من الدول غير المرغوب بها، مؤكدا أن علاقة إيران بدول أمريكا اللاتينية لا تشكل خطرا على الدول العربية، مبينا بأن تقارب العرب بأمريكا اللاتينية سيزيد من عزلة إيران.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أن التصدي للتدخلات الإيرانية لم يعد مسؤولية خليجية فقط، بل مسؤولية عربية، لأن تدخلات طهران طالت كل دول الجوار العربي.
وقال «نحن لا نضمر الشر لهذا البلد، لكن نريد فقط أن يكفوا الشر عنا.
فإن هم أرادوا علاقة طيبة فليمدوا يدهم إلينا بدل أن يمدوا أيديهم داخل بلداننا»، رافضا أي حوار مع الإيرانيين يكون على وقع المدافع والبنادق، فيما رحب بأي حوار جدي يقوم على أرضية صلبة.
إلى ذلك كشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن وجود توجه لدى الدول العربية واللاتينية لدراسة تجربة عاصفة الحزم والسهم الذهبي التي أطلقتها قوات التحالف بقيادة السعودية لتوجيهها لكل الدول التي تعيش ظروفا مشابهة لتلك التي كانت تعيشها بلاده، لجعلها أنموذجا في كيفية حل كثير من المعوقات والأزمات والتحديات التي تواجهها الدول المنكوبة.