قدمت فرنسا أمس الإثنين الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار يطالب بانهاء اعمال العنف التي تتكثف في بوروندي وتذكر بشبح الابادة في رواندا المجاورة عام 1994 في حين اكدت الحكومة البوروندية ان "البلاد لا تحترق".
وعرضت باريس مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على منفذي الاضطرابات ويدعو الاطراف الى "رفض كل اشكال العنف" وذلك خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك استمر حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة.
ودعا مساعد سفير فرنسا لدى الامم المتحدة الكسي لاميك مجلس الامن الى "التحرك" وتحمل "مسؤولياته".
وقال "اذا تركنا التصعيد يتفاقم من دون القيام باي شيء فان البلاد باسرها قد تشتعل".
واضاف "نحن قلقون جدا لما نراه في بوروندي، هذا المستوى العالي من العنف السياسي وخطاب الحقد هذا في منطقة هي مقلقة خصوصا".
وقد يطرح مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه على التصويت خلال الايام المقبلة.
ولكن تبقى معرفة ما اذا كانت روسيا ودول افريقية اخرى تدعم هذه العقوبات اذ ان بعض الدول لا تريد التدخل في اضطرابات تعتبرها بانها مشاكل داخلية في البلاد.
ورد مساعد السفير الروسي لدى الامم المتحدة بيتر ايلليشيف ب"لا" عندما سئل ما اذا كانت العقوبات قد تساعد على حل الازمة. وقال "يجب ان نجد مقاربة تساهم في العملية السياسية".
ومن ناحيته، قال وزير العلاقات الخارجية البوروندي الان ايميه نياميتوي الذي تحدث بالفيديو من بوجمبورا امام مجلس الامن الدولي ان "بوروندي لا تشتعل"
واكد ان "البلاد باسرها هادئة وان المواطنين يتوجهون الى اعمالهم بكل اطمئنان الا في بعض الاماكن ضمن بعض الاحياء في بوجمبورا حيث لا تزال تنشط مجموعات اجرامية صغيرة مسلحة".
ووعد بان الحوار مع المعارضة "سوف يتواصل" وطلب عدم اللجوء الى عقوبات من شأنها ان "تزيد من تطرف وجهات النظر".
ومن ناحيته، طالب السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماتيو ريكروفت باتخاذ اجراءات قوية للانتهاء من اعمال العنف ومنع البلاد من الغرق في ابادة.
وقال "نحن نتذكر ماذا جرى في المنطقة في رواندا المجاورة قبل 21 عاما".
واضاف "لا يجوز ان نترك التاريخ يعيد نفسه".
واوقعت الابادة في رواندا بين نيسان/ابريل وتموز/يوليو 1994 حوالى 800 الف قتيل خصوصا من اقلية التوتسي.
ومن جهة اخرى، سيستمع مجلس الامن المجتمع في نيويورك منذ الساعة 20,00 تغ الى المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد رعد الحسين الذي سيبلغه ب"تدهور سريع للوضع في بوروندي".
وقتل شخصان على الاقل وجرح شرطي الاثنين في بوجمبورا بعد مقتل تسعة اشخاص السبت بينهم موظف في الامم المتحدة.