على رغم الانطلاقة المتعثرة لنادي تشلسي في حملة دفاعه عن لقبه في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وتراجعه للمركز السادس عشر في سلم ترتيب المسابقة برصيد 11 نقطة من 12 مباراة، إلا أن إدارة البلوز وعلى رأسها مالك النادي الروسي رومان ابراموفيتش لاتزال ترفض إقالة مدرب الفريق البرتغالي جوزيه مورينهو وطاقمه الفني، مبدية تمسكها بالسبيشل وان، ومنحه ثقتها الكاملة لمواصلة عمله حتى إشعار آخر، وربما حتى انقضاء عقد إقامته في ستامفورد بريدج.
ولم يكن تمسك إدارة النادي اللندني بالمدرب البرتغالي قراراً عشوائياً، بل كان قراراً اتخذ بعد دراسة وافية، استندت فيها إدارة البلوز على عدد من الأسباب التي حالت دون تفكيرها في إقالته والبحث عن خليفته.
يتعلق السبب الأول بإدارة النادي فهي لاتزال تثق بشكل كامل في المدرب البرتغالي وتراه المدرب الأنسب للفريق والأجدر والأقدر على إخراجه من المأزق الحالي الذي يمر به في قادم الجولات. وتعلم الإدارة جيداً أن مورينهو يتعرض لحملة شرسة من قبل الإعلام الإنجليزي من أجل الإطاحة به بسبب مواقفها منه، كما إنها تدرك بأن إقالة مدرب الفريق ليس هو الحل أو المخرج للأزمة التي يتعرض لها الفريق بقدر ما قد تكون عاملاً مساعداً لتفاقمها.
كما أن التعاقد مع جوزيه مورينهو لتدريب البلوز كان يدخل ضمن مشروع رياضي كبير للنادي يضع التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على رأس أهدافه بعدما نجح في التربع على عرش الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بعد موسم أول فاشل.
أما السبب الثاني فيتعلق بصعوبة إيجاد الخليفة المناسب لمورينهو لو تمت إقالته أو تقدم الأخير لإدارة النادي باستقالته في الوقت الحالي، بسبب شح السوق من المدراء الفنيين الأكفاء، وخصوصاً أن الأسماء التي يرغب جمهور البلوز ومسئولوه التعاقد معها مرتبطة بعقود سارية مع أندية يستبعد فسخها في أي وقت مهما كانت الإغراءات، وخصوصاً أن الوضعية التي وصلها تشلسي تؤكد أن الفريق يحتاج لمدرب ليس فقط ذا كفاءة بل ملمّاً بتفاصيل وخبايا الأزمة التي يمر بها الفريق.
وتكشف المعطيات بأنه لا يوجد مدرباً آخر ملمّاً بأزمة تشلسي أكثر وأفضل من مورينهو الذي يعرف جيداً مكامن الخلل غير أنه يحتاج للمزيد الوقت لمعالجة المشاكل التي يمر بها الفريق وخصوصاً من الناحية الذهنية والمعنوية. كما إن إدارة البلوز لا تريد تكرار تجربة العام 2007 عندما أقدمت على إقالة مورينهو ثم تعاقب على تدريب الفريق 7 مدربين لغاية عودة السبيشل وإن مجدداً لقلعة ستامفورد بريدج، ليتأكد الجميع في النادي بأنه المدرب الأنسب للفريق.
والسبب الثالث هو أن إدارة النادي تدرك تماماً أن الخاسر الأكبر في حال تمت إقالة مورينهو هو النادي سواء على الصعيد المالي أو الفني. فمن الناحية الفنية فإن تغيير المدرب والجهاز الفني المعاون له لن يضمن للفريق تحسن نتائجه بل قد تزداد سوءاً أما من الناحية المالية فإن إقالة البرتغالي تكلف خزينة النادي 40 مليون يورو، وهي ما تمثل إجمالي الرواتب التي يتضمنها عقده الحالي والذي يمتد حتى العام 2019.
كما تدرك إدارة البلوز أن جوزيه سيكون المستفيد الأكبر من إقالته، لأنه فضلاً عن استفادته من حصوله على مستحقاته السنوية لعدة أعوام فهو لن يبقى عاطلاً عن العمل في ظل ترقب العديد من الأندية الأوروبية لكسب خدماته، على غرار موناكو وباريس سان جيرمان الفرنسيين وغيرها الأندية، من أجل الانقضاض عليه بمجرد انتهاء علاقته مع البلوز بشكل رسمي، وبالتالي فإن إقالة مورينهو قد تحدث فراغاً كبيراً في أروقة النادي اللندني مقابل فرصة له بخوض تجربة أخرى ناجحة اعتاد عليها المدربون وربما بامتيازات مالية أفضل.
ويتعلق السبب الرابع بالدعم الذي قدمه جمهور النادي للمدرب البرتغالي، والذي يؤكد بأن الأخير ليس المسئول لوحده عن أزمة النتائج التي يعيشها الفريق هذا الموسم.
ويأتي ذلك بمثابة الرسالة العاجلة من الجمهور لإدارة النادي بأن اللاعبين أيضاً يتحملون مسئولية ما يحدث للفريق بعد تراجع أداء أبرز كوادره وعناصره على غرار الإسبانيين سيسك فابريغاس ودييغو كوستا والبلجيكي إيدين هازارد، والذين راهن عليهم مورينهو إلا أنهم خذلوه هذا الموسم بعد تقديمهم لأداء هزيل، ما جعل الجمهور يساند مورينهو ويضغط على الإدارة للاحتفاظ به ومنحه الوقت الكافي لمعالجة الأزمة خصوصاً مع فتح باب الانتقالات الشتوية بعدما أثبتت المباريات التي خاضها إن الفريق بحاجة إلى صفقات نوعية لتحسين مردوده.
ولا ترغب إدارة تشلسي الدخول في صراع مع الجمهور بسبب مورينهو كما إن خليفته قد يتعرض لضغط أكبر من قبل أنصار النادي ما قد يتسبب في فشل بمهمته.
العدد 4812 - الإثنين 09 نوفمبر 2015م الموافق 26 محرم 1437هـ
للإداريين
أعتقد أن هذا المقال هو بنسبة حصة تدريسية للإداريين في الأندية، يتعلمون منه الكثير