العدد 4811 - الأحد 08 نوفمبر 2015م الموافق 25 محرم 1437هـ

الأوروبيون متأهبون لمواجهة أزمة لجوء حادة

بدأ الاوروبيون اليوم الاثنين (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في بروكسل سلسلة اجتماعات جديدة لتنسيق الجهود في مواجهة ازمة هجرة يبدو ان وتيرتها لن تتباطأ قريبا.

واجتمع وزراء داخلية دول الاتحاد الاوروبي بعد ظهر الاثنين في بروكسل، قبل يومين من موعد عقد قمة سيمارس فيها رؤساء الدول والحكومات الاوروبية ضغوطا على نظرائهم الافارقة في مالطا للتعاون من اجل اعادة المهاجرين الاقتصاديين الى افريقيا.

ولا يتوقع اقرار اي اجراء في ختام اللقاء الذي نظم الاثنين في بروكسل، لكن العواصم الكبرى تريد التنسيق في ما بينها حول القرارات المتخذة في الاسابيع الاخيرة.

وقال المفوض الاوروبي المكلف الملف ديمتريس افراموبولوس ان الدول الاعضاء الـ28 "اتخذت التزامات سياسية واضحة حيال ادارة الحدود واعادة توطين (اللاجئين) والمساعدة الانسانية. حان وقت تسريع اعمالها من اجل تحويل هذه الوعود الى حقيقة على الارض".

وصرح وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير "نحن بكل بساطة نعاني من البطء في مواجهة العدد المرتفع للاجئين الذين يواصلون المجيء".

كما اشار الى بطء اعادة توزيع اللاجئين على الدول انطلاقا من مراكز استقبال وتسجيل في اليونان وايطاليا "لا تعمل بالشكل المناسب". فمن بين 160 الف لاجئ يجب اعادة اسكانهم في الاتحاد الاوروبي تم ذلك مع 150 شخصا فحسب.

وعلق نظيره الفرنسي برنار كازنوف بالتاكيد على "وجود وضع طارئ اليوم" وناشد الدول الاعضاء "تسريع التحرك" على مختلف الجبهات.

وبالموازاة مع اعادة الاسكان اصر الوزير على ضرورة اسراع الاوروبيين في ترحيل "كل من لا يتاهل للحصول على وضع لاجئ في اوروبا" الى الحدود الخارجية.

ويواصل الاف المهاجرين التوافد الى ابواب الاتحاد الاوروبي في زوارق من السواحل التركية الى الجزر اليونانية في بحر ايجه وفي عبارات الى القارة وكذلك سيرا وفي القطارات والحافلات، لعبور منطقة البلقان باتجاه شمال اوروبا.

وانقطع تدفق المهاجرين عدة ايام بسبب اضراب العبارات اليونانية بين جزر ايجه والبر القاري. لكن منذ انهائه الجمعة نقل حوالى 15 الف مهاجر الى ميناء بيريوس، حيث واصلوا طريقهم شمالا.

على جزيرة ليسبوس اليونانية استمر توافد المهاجرين المنطلقين من تركيا نتيجة الطقس الجيد نسبيا في الموسم الحالي.

وشاهد مصور في وكالة فرانس برس صباح اليوم الاثنين حوالى 10 زوارق يحمل كل منها عشرات الركاب بداوا النزول الى شواطئ شمال الجزيرة.

وفي ايدوميني على الحدود المقدونية صباح الاثنين، تشكل صف طويل من حوالى 100 حافلة.

وصرح ممثل مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين في المكان الكسندر فولغاريس لوكالة فرانس برس ان الحافلات تواصل التوافد محملة باللاجئين الذين علقوا في الايام الاخيرة في الجزر اليونانية نتيجة اضراب العبارات. الوضع ليس سهلا، لكن يمكن التعامل معه".

وقدر عدد المهاجرين الذين سيعبرون الحدود خلال اليوم بحوالى 10 الاف.

ووصل اكثر من 750 الف لاجئ ومهاجر الى اوروبا منذ مطلع العام بحسب الامم المتحدة التي تتوقع وصول 600 الف شخص الى اوروبا في الاشهر الاربعة المقبلة عن طريق تركيا.

وتلقت السويد بين 2 و8 تشرين الثاني/نوفمبر 10 الاف طلب لجوء في رقم قياسي جديد، ما رفع عدد الطلبات المقدمة الاجمالي الى 122 الفا في البلاد منذ مطلع العام، فيما يقدر ان يرتفع العدد الى 190 الفا هذا العام.

واشار استطلاع لمؤسسة سيفو نشر الاثنين ان 41% من السويديين على الاقل باتوا يؤيدون تقليص عدد اذونات الاقامة الممنوحة، فيما كانت نسبتهم 29% في يلول/سبتمبر.

في بروكسل سيبحث وزراء خارجية الاتحاد التطورات في الدعم المالي الموعود الى دول البلقان التي تخشى كارثة انسانية مع اقتراب الشتاء، وتعهدت الى جانب اليونان الاستعداد لاستقبال 100 الف شخص.

كما ستبحث قمة مالطا الاربعاء والخميس كذلك تعزيز مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد ومكافحة المهربين وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

ويلتقي رؤساء الدول والحكومات الاوروبيون في العاصمة المالطية فاليتا نظراءهم الافارقة لبحث "الاسباب العميقة" التي تدفع بهذا القدر من الرعايا الافارقة الى التوجه الى اوروبا مجازفين بحياتهم.

وبعد ظهر الخميس يجتمع القادة الاوروبيون مجددا فيما بينهم بدعوة من رئيس مجلس اوروبا دونالد توسك.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً