نفذت أجهزة الأمن التركية حملة دهم «استباقية» في محافظة أنطاليا التي تستضيف الأسبوع المقبل قمة مجموعة العشرين، طاولت خلايا يُشتبه بأنها لتنظيم «داعش» تخطط لعملية إرهابية قد تستهدف الاجتماع الذي يحضره قادة بارزون، بينهم الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" السعودية اليوم السبت (7 نوفمبر / تشرين الثاني 2015).
حملة الدهم التي طاولت منازل في مدينتَي منافغات وألانيا، أسفرت عن توقيف 21 مشبوهاً، بينهم روسيان وامرأتان، صودرت منهم وثائق وأجهزة اتصال، اعتبرت أجهزة الأمن أنها تثبت تواصلهم مع «داعش» في سورية والعراق.
وجاءت العملية بعد ساعات على توقيف 41 مغربياً، إثر وصولهم إلى مطار اسطنبول آتين من الدار البيضاء، للاشتباه بعزمهم على الانضمام إلى «داعش» في سورية. وأبعدت السلطات التركية 20 منهم إلى المغرب، وما زالت تستجوب الباقين.
وتعوّل الحكومة التركية على قمة مجموعة العشرين المرتقبة في 15- 16 الشهر الجاري، من أجل كسر عزلة الرئيس رجب طيب أردوغان، خصوصاً بعد فوز حزبه في الانتخابات النيابية المبكرة التي نُظِمت الأحد الماضي.
وستنشر السلطات حوالى 11 ألف شرطي لحماية المشاركين في قمة أنطاليا على البحر المتوسط. كما شددت أجهزة الأمن التركية تدابير احترازية في مطارات، خصوصاً مطار اسطنبول.
وكان وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو أعلن أن لدى بلاده خطة عسكرية للتحرّك ضد «داعش» قريباً، علماً أن السلطات تتهم التنظيم بتنفيذ هجومَين انتحاريَّين في الأشهر الأخيرة، أوقعا أكثر من 130 قتيلاً.
وتراقب تركيا التحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ المصرية، خشية تكرار السيناريو على أرضها. وكانت الشرطة التركية نشرت صور سبعة أشخاص، بينهم امرأة أجنبية، ذكرت انهم دخلوا تركيا من سورية لتنفيذ هجمات انتحارية قبل الانتخابات. لكن أجهزة الأمن التركية أعلنت اعتقال أفراد المجموعة، بعد الاقتراع بثلاثة أيام.
على رغم ذلك، تمكّن «داعش» من «نحر» ناشطَين سوريَّين في مدينة أورفا، يعملان في حملة «الرقة تُذبح بصمت» التي تكشف فظائع التنظيم في مدينة الرقة السورية، ما أثار تساؤلات عن قدراته الاستخباراتية والتنظيمية في تركيا.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي إن «التهديد الجهادي» بلغ «نقطة حساسة جداً» بالنسبة إلى أنقرة، مستدركاً أن «هذا التهديد بالنسبة إلى (الأتراك)، يبقى وراء تهديد حزب العمال الكردستاني».
إلى ذلك، أعلن طاهر الجلي، نقيب المحامين في مدينة دياربكر، أنه سيُحاكم قريباً لاتهامه بـ «دعاية إرهابية»، مشيراً إلى انه يواجه حكماً بسجنه اكثر من 7 سنوات، بعدما اعتبر أن «الكردستاني ليس تنظيماً إرهابياً».
في غضون ذلك، اقتحمت الشرطة التركية في أنقرة مقر «اتحاد المقاولين الأتراك» (توسكون) المقرّب من الداعية المعارض فتح الله غولن. وأشارت وسائل إعلام إلى تحقيق يطاول «توسكون» في ما يتعلق بمزاعم عن «تأمين دعم مالي للإرهاب».
واتهم رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو السلطات بقمع الإعلام الحر. وذكّر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بتعهده بعد الانتخابات العمل لمصالحةٍ في تركيا، وسأله: «هل تؤيّد التصريحات المطالِبة بإسكات الإعلام الحر»؟ ونبّه إلى أن «الجيش الإعلامي الذي لا ينتقد الحكومة، سيجلب مصائب وكوارث على تركيا».
إلى ذلك، استخدمت الشرطة رصاصاً مطاطياً وقنابل مسيّلة للدموع، خلال قمعها تظاهرة نظمها طلاب أمام مدخل جامعة اسطنبول، مطالبين بإلغاء مجلس التعليم العالي. واعتقلت الشرطة عدداً كبيراً من المحتجين.