ما يذكره تقرير ديوان الرقابة المالية في كل مرة، صار أشبه بغابة تسمع فيها صوت الغراب ولا تراه؛ أشبه بالإذاعة التي تسمع فيها صوت المذيع ولا تعرف شكله، يشبه صمت الأصم الذي يتحدث بالكثير من غير أن تعرف له نبرة.
يتحدث التقرير عن فساد أشبه باللقيط لا أم تعرف له ولا أب.
يتحدث بلغة واضحة لا يختلف عليها اثنان وهي لغة الأرقام، يتحدث عن دنانير بالملايين اختفت وسرقت وبعثرت من غير أن يكون وراء اختفائها أي يد وكأن من فعلها يلبس «طاقية الإخفاء».
في كل عام يصدر غنياً بعدد صفحاته، وبعدد ما يحمل من تجاوزات وسرقات تشير -لو أراد الجهاز الأمني في البلاد أن يرى- إلى فاعلها ومرتكبها؛ فالقوانين لدينا مثل بيوت العنكبوت، بإمكانها الإمساك بالذباب الصغير، لكنها تسمح للدبابير بالمرور، كما يقول جوناثان سويفت.
كما يصدر التقرير غنيا بالغصص التي يفرقها على الشعب فرداً فرداً، حين يرى المواطن المطحون بالدليل الرسمي ما يفعله المسئولون به وبمستقبل أبنائه، والأهم ما يفعلونه بوطنه الذي يرونه مجرد بحر للمال الجاهز للسرقة حين لم يستطع أحد أن يشير لهم بالاسم، فيجازيهم القانون على أفعالهم ليكونوا عبرة لمن يجلس بعدهم على نفس الكرسي، فصار إهدار المال العام هو الأمر الذي لا يعاقب عليه القانون.
في كل عام يرمي تقرير ديوان الرقابة المالية الكرة في مرمى الأجهزة الأمنية التي يجب أن تحاسب المفسد، ويرمي الكرة في مرمى الصحافة المحلية التي بح صوتها وجف حبرها وهي تتحدث عنه مقالات وتحقيقات و»كاركتيرات» من غير أن يسمع صوتها أحد وكأنها تحدث نفسها.
في كل عام يتحدث الإعلام حتى التعب عن التقرير وما يحويه من حقائق صارت عادية؛ لأنها صارت متوقعة في ظل ثقافة الإفلات من العقاب التي انتشرت في بلادنا للأسف الشديد، وتتحدث الندوات والملتقيات والمنتديات حوله لتفكك ما جاء به، بل وتضيف عليه ما وجدته من فساد غير مذكور، ولكن صار هذا أشبه بالإجراء الروتيني الذي يقام كي يتنفس من يقيمه ولا يصاب بسكتة قهرية بسبب كمّ ما قرأه ووجده ولامسه من فساد ينخر المؤسسات الرسمية، حتى باتت مهلهلة كغربال لم يعد قادراً على إخفاء ما يحدث خلف جدرانها وتحت طاولاتها. صار الجميع يتحدث ربما لكي لا تتحقق لدينا مقولة ربيحة الرفاعي حين صرخت:
«نحن الذين بنينا بسكوننا كل تلك الأصنام القابعة على صدورنا ونحن قادرون على إسقاطها وتحطيمها».
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4809 - الجمعة 06 نوفمبر 2015م الموافق 23 محرم 1437هـ
الحكومة والنواب كله صح
الشعب دائما غلطان وكله يطالب الحكومة بحقه
الحكومة ترد وتقول للشعب ليس لك حق واذا طالبت سيصير مصيرك السجن
يعنى الحسبه ضا يعة والشعب هو المتهم ونفوض امرنا الى الله هو الي راح ياخد حقنا المنهوووب وهنيئا لك ايها الاجنبي لقد حصلته على حكومة تدعمك ولا تقصر وياك قاتل الله الجهل
ان الله يرى
ان الله يمهل ولا يهمل للظالم يوم سيمرغ انفه بالتراب
الفساد لا يحل إلا برلمان قوي يمثل الشعب
من يراقب أداء الحكومة والفساد هو البرلمان لهذا الحكومة تريد برلمان ديكور أو برلمان مذاهب لايمكن أن يتفقوا بينهم
فساد بلا مفسدين
فقط في البحرين
من امن العقوبة
كل سنة يأتي التقرير بمزيد من الفساد والأهوال والعجائب لكن من يحاسب المفسدين؟ لو كانت هناك محاسبة لما تفاقم الأمر
وما خفي كان أعظم
هذا ما استطاع كشفه طيب هل هناك امور لم يكشفها هذا التقرير؟
طيب ما الذي اوصل العجز بالميزانية لأرقام فلكية
كل شيئ تمام
نحن من صنعنا المفسدين فلا تتباكون على الفساد والأموال المهدرة نحن من انتخبنا نوابا مجاملة ونكاية لآخر نحن من قلنا اللي تشوف الحكومة احنا ما نشوفك واللي يشوفونه الشيوخ احنا ما نشوفه نحن من قلنا كل شيء زين ألله لا يغير علينا نحن من قلنا هذا الوزير سرق وشبع ولن يسرق مرة ثانية نحن من صنع كل ما يجري والآن نقول فساد ومفسدين