مضاعفات «السكري» خطيرة... ولكن

من المخيف جدا أن تسمع أن نسبة المصابين بمرض السكري بالبحرين تعدت 20 في المئة وأن مرض السكري تم تصنيفه رقم واحد من الأسباب المؤدية للوفاة في البحرين تليه الأورام ثم ضغط الدم وفق الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة لعام 2013.

ونظرا لخطورة الأمر كان من واجبنا نحن في فريق البحرين للإعلام التطوعي أن نلقي الضوء على كيفية الوقاية من مضاعفات المرض الخطيرة. فهذا المرض الذي قد يستهين به البعض يؤثر على معظم أجهزة الجسم بشكل خطير، حيث انه يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والشعيرات الدموية التي تغذي الدماغ، الكلى، القلب والعين فيؤثر ذلك على وظائف تلك الأعضاء ومن ثم تلف تلك الأعضاء وقد يصل الأمر إلى الوفاة.

فلماذا يفرط الشخص في صحته وحياته مع العلم انه بإمكانه الحفاظ عليها وبإمكانه أن يقي نفسه من تلك المضاعفات أو على الأقل تأخير حدوثها... فعلاج مرض السكري ليس مسئولية الطبيب بالدرجة الأولى، بل أن دور المريض يفوق دور الطبيب من ناحية العلاج فهو العامل الأهم في إنجاح التعايش مع المرض والوقاية من مضاعفاته.

ومن أهم الأمور التي يجب على مريض السكري أن يلتزم بها هو نمط الغذاء الصحي بان يتجنب الإسراف في الطعام وتوزيع كمية الطعام المسموح بها على عدت وجبات بدل من تناول وجبات كبيرة. كما إن الأطعمة يجب أن تحتوي على جميع العناصر الغذائية بنسب محدده يحددها الطبيب أو أخصائي التغذية فهي تختلف من شخص لأخر. ومن ثم يأتي دور الرياضة وضرورة إنقاص الوزن إذا كان زائدا، فالرياضة تلعب دور أساسي في الوقاية من مضاعفات السكر، حيث أنها تسهم في تقليل نسبة السكر بالدم وتقليل نسبة الكلسترول الضار وزيادة نسبة الكلسترول المفيد. كما أن الرياضة تقلل من ضغط الدم وتحسن قدرة الجسم على استعمال الأنسولين والعديد من الفوائد الأخرى التي تم إثباتها بالدراسات. ومن ثم يأتي بعد ذلك الالتزام بالدواء والفحص الدوري لمعدل السكر لتفادي الوقوع فالمضاعفات. كما أن العائلة لها دور كبير في الحفاظ على استقرار صحة مريض السكر فعلى العائلة أيضا أن تعي خطورة مضاعفات المرض وأن تساعد المريض في الحفاظ على استقرار حالته الصحية. فعلى رغم أن المرض خطير، إلا أن المريض باستطاعته التعايش مع المرض ووقاية نفسه من المضاعفات بالتزامه بهذه الأمور البسيطة.

ريهام فتحي عبدالرحمن

فريق البحرين للإعلام التطوعي

كيف تطبق المادة (50) من قانون المرور؟!

صدر أخيراً قانون المرور الجديد رقم 23 حيث تم تغليظ العقوبات على سواق المركبات الذين يقومون بارتكاب مخالفات مرورية جسيمة، نتاجها وقوع حوادث مرورية مروعة يذهب ضحيتها سواق ملتزمون بقواعد المرور، في الوقت الذي يشتد حنق بعض السواق أثناء استخدام الطريق العام؛ لأسباب فجة كالاستعجال أو الاستعراض، حيث يقوم البعض بقيادة المركبة بسرعة طائشة بكل فجاجة، وهنا أشيد وأشاطر ما جاء في قانون المرور الجديد بالأخص المادة (50)، مع العلم بأن هناك ثلة ستتجهم وتتبرم على إشادتنا بقانون المرورالجديد.

نصت المادة (50) من قانون المرور على (مع عدم الإخلال بالتدابير المقررة وفقاً لأحكام هذا القانون أو بأية عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر، يعاقب قائد المركبة بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ديناراً ولا تجاوز مئتين وخمسين ديناراً أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا قام بقيادة مركبة بما يجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة بمقدار (30 في المئة) وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تجاوز ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن مئة دينار ولا تجاوز خمسمئة دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تجاوزت السرعة النسبة المقررة في الفقرة السابقة).

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا نتج عن تجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة على النحو الوارد بالفقرتين السابقتين حادث أدى إلى إحداث إصابة أحد الأشخاص، أو تلفيات بالممتلكات العامة أو الخاصة، وتضاعف العقوبة في حالة الوفاة أو عند ارتكاب فعل من ذات نوع الجريمة خلال سنة من ارتكابها.

بالعودة إلى المادة (50) يتبيّن أن هذه المادة تثير إشكالية ولبساً كبيراً عند التطبيق حيث من المفترض أن تكون النصوص القانونية خصوصاً العقابية منها واضحة الدلالة ومحددة المعنى، ولا تحمل أي تأويل، إذ إن المادة المذكورة غير واضحة في حال تطبيق العقوبة؛ حيث من قام بقيادة المركبة بما يجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة بمقدار (30 في المئة) تطبق عليه المادة المذكوره أعلاه، ولكن وعلى سبيل المثال، إذا كانت السرعة المقررة على الطريق 100 وتم رصد مركبة مخالفة سواء بالكاميرا أو بالرادار، والسرعة التي كانت تسير عليها المركبة 125؛ لا تعتبر مخالفة إذ من حق السائق رفض المخالفة، لأن المادة (50) سمحت له بالسرعة بمقدار أقل من (30 في المئة) للسرعة المقررة على الشارع؟!

لذلك تطبيق تلك المادة على المتهم تشوبهاً إشكالية، وبحاجة إلى إعادة صياغة من قبل السلطة التشريعية، لكي لا يقول المتهم للقاضي «أنت تصدر حكماً يخالف ما جاء في المادة (50) من قانون المرور»! إذن ولتوضيح اللغط في هذه المادة اقترح وضع فقرة واضحة تبيّن العقوبة لمن تجاوز السرعة المقررة على الطريق مباشرة؛ بمعنى إذا كانت السرعة المقررة على الشارع 100 وتم رصد مركبة تسير بسرعة 105 تعتبر مخالفة ويعاقب عليها المتهم بناءً على مادة صريحة وواضحة عند تطبيقها.

محمد ضاحي

اشتياقي للحورة

قضيت أجمل سنيّ طفولتي في منطقة الحورة (البحبوح) أتحدث عن خمسين سنة الى الوراء، عندما كان المطار البحري في المنطقة بين الحورة والقضيبية من الجهة الجنوبية المطلة على البحر، ذلك البحر الجميل بشواطئه ورماله الناعمة وكثرة الأسماك بأنواعها، الحورة هي من احتضنت الشخصيات الفريدة من نوعها... رياضيين، كتاباً، ممثلين، سياسيين، مخلصين للوطن وغيرهم...

ذكرياتي في الحورة من الصعب أن أنساها، ذلك المسلخ الوحيد في مملكة البحرين وهو المصدر والقلب المصدّر لجميع مناطق البحرين، كانت المنطقة مشهورة ببيوتها القديمة الاثرية التي رسمت لوحة جميلة ما زالت لا تفارقني، حياة بسيطة محبة بين الجميع، عندما كنا صغاراً لا نعرف بلداً غير اسم الحورة، احتفالاتها متعددة في رمضان، وبعدها العيد نعتز بفريقنا لكرة القدم (نادي العربي) الذي كنا نفتخر به وبلاعبيه، قصص غريبة كانت تحدث في المنطقة، منها المظاهرات ضد الاستعمار الانجليزي الذي راح ضحيته عدد ليس بقليل من شباب المنطقة، منهم من أبعد عن البلاد، ومنهم من دس في السجون ونال نصيبه من التعذيب، كان هذا الشباب يدافع عن الوطن وليس له أهداف خارجية، حبه كبير لأرضه وليس لغيرها، الشخصية العربية المفضلة هي جمال عبدالناصر... شعارات تندد لا أستطيع أن أنساها، الحورة اليوم ليست كما كانت لقد هجرها أهلها... شوارعها حزينة على فراقهم.

اشتياقي للحورة كبير.

صالح بن علي