العدد 4808 - الخميس 05 نوفمبر 2015م الموافق 22 محرم 1437هـ

5 شخصيات اختفت في ظروف غامضة منذ القرن الماضي

سجل القرن الماضي اختفاء عدد من الشخصيات في ظروف غامضة، ولم تظهر جثثهم ولم يُحلّ لغز اختفائهم حتى الآن. ومن بينهم السياسي، والصحافي، ورجل الدين، والعسكري، إضافة إلى رجل الأعمال. وعلى رغم اختلاف توجهات الأشخاص وطرق اختفائهم، فإن قصصهم لم تخلُ من إشاعات رافقتها على مر السنين، ذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الخميس (5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015).

ومن بين الأشخاص الذين اختفوا منذ بداية القرن الماضي، الإمام موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا خلال عهد الزعيم الليبي معمر القذافي، والطيّار الإسرائيلي رون آراد الذي خُطف واختفى في لبنان... وغيرهم.

الزعيم اليساري المغربي بن بركة

في الأسبوع الماضي، أحيا العاهل المغربي الملك محمد السادس الذكرى الخمسين لخطف الزعيم اليساري المهدي بن بركة، الذي ظل لغز خطفه في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1965 في فرنسا، واغتياله من دون إجابات في شأن الطرف أو الأطراف المتورطة فيه. وأشارت بعض الروايات إلى تورط أجهزة استخبارات دولية بالتنسيق مع نظيرتها المغربية في قضية الخطف والاغتيال.

وكان بن بركة أصغر الموقعين على «وثيقة الاستقلال» في بداية عام 1944، والتي قدمت إلى الملك محمد الخامس، واعتقل على أثر تقديمه تلك الوثيقة. وبعدها بسنة ترأس بن بركة "حزب الاستقلال المغربي"، الحزب الأكبر في المغرب والذي قاد الحركة النضالية من أجل الاستقلال في البلاد.

تعرض لمحاولة اغتيال قرب بوزنيقة في عام 1962، وبسبب الجروح الخطيرة التي أصابته في ثلاث فقرات عنقية، اضطر للسفر إلى ألمانيا، واستبعد من معركة مقاطعة استفتاء 7 كانون الأول (ديسمبر) من العام ذاته.

وفي 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1965، اعترض شرطيان فرنسيان بن بركة في الحي اللاتيني في باريس، وقاداه إلى فيلا في ضواحي العاصمة الفرنسية بحجة لقائه شخصية مهمة. وبعد يومين، أعلن أخوه اختفاءه، فيما أنكرت الشرطة الفرنسية آنذاك ضلوعها في القضية.

وفي الذكرى الخمسين لاختفائه، ناشد عبدالرحمن اليوسفي، الذي كان صديق بن بركة ورفيق دربه، الدولة كشف الحقيقة كاملة «من أجل معرفة الحقيقة في حد ذاتها ووضع حد لجنازة مستمرة منذ 50 سنة، من دون أن يكون للعائلة قبر يضم رفاته وتضع اسماً عليه، ولكي تعود الحياة إلى طبيعتها وتطوى هذه الصفحة».

الإمام الشيعي موسى الصدر

فقد الإمام موسى الصدر، ابن السيد صدر الدين الصدر المتحدر من جبل عامل في لبنان، أثناء زيارته ليبيا في عام 1978، وهو عالم دين ومفكر وسياسي شيعي ولد في مدينة قم الإيرانية في 4 حزيران (يونيو) 1928.

ودرس الصدر العلوم الدينية بعد نيله شهادتين في علم الشريعة الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران في عام 1956. وبعد سنين عدة في قم، توجه إلى النجف في العراق لإكمال دراسته تحت إشراف المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمام محسن الحكيم الطباطبائي، وزعيم الحوزة العلمية آية الله أبو القاسم الخوئي، ثم أقام في مدينة صور اللبنانية في عام 1960.

في 25 آب (أغسطس) 1978، وصل الإمام الصدر إلى ليبيا في زيارة رسمية، برفقة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وكان أعلن قبل مغادرته لبنان أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع القذافي.

وأغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى البلاد ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين القذافي أو بينه وبين أي من المسؤولين الليبيين الآخرين، وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا. وشوهد مع رفيقيه للمرة الأخيرة بعد خمسة أيام من وصوله إلى طرابلس.

وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه مع رفيقيه، إذ أعلنت السلطة الليبية أنهم (الإمام الصدر ورفيقيه) «سافروا من طرابلس الغرب إلى إيطاليا في 31 آب (أغسطس) 1978 على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية»، ووجدت حقائبه مع حقائب الشيخ يعقوب في فندق «هوليداي إن» في روما.

وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بحفظ القضية، بعدما ثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.

لكن كتاب «الجاسوس الجيد» للكاتب كاي بيرد، والذي يروي قصة حياة الجاسوس الأميركي روبرت آيمس ومقتله في تفجير السفارة الأميركية في بيروت في 1983 مع سبعة ضباط آخرين في الـ«سي آي إيه»، ادعى أن «إيران كانت وراء اخفاء الإمام موسى الصدر عندما طلب الإمام محمد بهشتي من القذافي منع الصدر من مغادرة ليبيا، لأنه يشكّل خطراً على الخميني».

وقال الكاتب إن «الرئيس الليبي السابق معمر القذافي دعا الإمام الصدر والإمام محمد بهشتي الإيراني، الحليف المقرب من الإمام الخميني والذي كان يقود المركز الإسلامي في ألمانيا، إلى زيارة ليبيا، لأنهما كانا على خلاف عقائدي. ففيما يؤيد بهشتي إقامة الدولة الشيعية الدينية، كان الإمام الصدر يعارض الفكرة ويعتبر أن العقيدة الشيعية تحرم على رجال الدين الشيعة ممارسة السلطة السياسية مباشرةً».

وأضاف أنه «وفق المصادر الفلسطينية، فإن بهشتي لم يأت إلى ليبيا، بينما أتى الصدر وجلس ينتظر للقاء القذافي. وعندما طال انتظاره أياماً في فندقه ولم يستقبله القذافي، قرر الرحيل، فتوجه إلى المطار مع رفيقيه. في هذه الأثناء اتصل الإمام بهشتي بالقذافي وطلب منه أن يمنع الصدر من السفر بكل الطرق الضرورية. وأكد بهشتي للقذافي أن الصدر عميل غربي. حينها أمر القذافي رجال أمنه بإجبار الصدر على تأجيل مغادرته وأن يجري إقناعه بالعودة إلى الفندق، لكن رجال أمن القذافي أساؤوا معاملة الصدر وأهانوه، فحصل جدال واعتداء على الصدر ورميه في سيارة. وهكذا، تدهورت الأمور وخرجت عن السيطرة، فأخذ الصدر إلى السجن»، وفق رواية الكاتب الأميركي.

وكشف الكاتب نقلاً عن مصادره أن «القذافي غضب عندما علم بما حدث، لكنه شعر بأنه لا يستطيع الإفراج عن الصدر من دون إحراج سياسي له، لذلك مكث الصدر في سجن في طرابلس الغرب مدة شهور، وجرى بعد ذلك إعدام الصدر ورفيقيه ودفنهم في الصحراء».

الإسرائيلي رون آراد

سقطت طائرة الطيار الإسرائيلي رون آراد في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1986 في جنوب لبنان، عندما نفذت إسرائيل غارات على صيدا حيث أسرته «حركة أمل» في ذلك الوقت، ثم صار مصيره مجهولاً، إذ يتردد أن «حركة أمل» سلمته إلى «حزب الله».

في كانون الثاني (يناير) 2006، قال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله إن الطيار مات وفقدت جثته، فيما أكد بعدها بسنة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت أن إسرائيل تلقت رسالة يُعتقد أنها من رون.

والتقدير السائد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو أن «آثار أراد فقدت أو أنه قتل في اليوم الذي اجتاح فيه مظليون مدينة صيدا». ومن المحتمل أنه نقل من يد «حركة أمل» إلى أيدٍ إيرانية. غير أن الأمر المؤكد أن أثره فقد تماماً في أيار (مايو) 1988.

وكان الجيش الإسرائيلي في التسعينات ينوي إعلان أراد «جندياً مجهولاً»، عقب معلومات وصلت من إيران بوساطة ألمانية، تؤكد وفاته.

غير أن عائلة الطيار رفضت هذا الإعلان لانعدام إثبات قاطع على وفاته. وأقرت لجان تحققت لاحقاً من المعلومات كافة في شأن القضية أن احتمال بقاء رون أراد على قيد الحياة يكاد يكون معدوماً، لكن لا يمكن إعلان وفاته من دون شك.

يذكر أنه كان من المقرر إمكان إرجاع آراد من الأسر في مقابل إطلاق سراح 400 معتقل وبعض الملايين من الدولارات، إلا أن وزير الدفاع آنذاك إسحاق رابين رفض تنفيذ الصفقة كرد فعل على صفقة تبادل الأسرى مع منظمة أحمد جبريل.

وفي عام 2008، أكد "حزب الله" (الذي يعتبر أراد أسير حرب) عبر تقرير له أن أراد قتل في عام 1988 بينما كان يحاول الهرب، كما نفى الحزب احتمال نقل الطيار الإسرائيلي إلى إيران، لكن تحقيقاً خاصاً بصحيفة «يديعوت أحرونوت» أظهر أن الطيار الإسرائيلي أسر في لبنان من جانب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأكدت تامي، زوجة آراد، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت العام الماضي، أنها لا تتعامل مع قضية دفنه في إسرائيل بالقدر الذي لا تعرف أي شيء عن مصير زوجها الذي ذهب ولم يعد إلى الآن، «كل ما نريد معرفته، هو ماذا حدث له. نحن لا نعرف أي شيء عنه».

الصحافي المصري رضا هلال

اختفى الصحافي المصري رضا هلال في ظروف غامضة في 11 آب (أغسطس) 2003. وبعد ذلك التاريخ بسنتين، أعلنت جماعة «الجهاد الإسلامي» مسؤوليتها عن اغتياله، إلا أن ذلك لم يتأكد، ولم تقدم أجهزة الأمن المصرية تفسيرات عن حادثة اختفائه، كما ترددت شائعات عن وجود دور ما لأحد أجهزة الاستخبارات في اختفائه.

وفي أوائل آب (أغسطس) 2009، تناقلت أنباء غير مؤكدة مصدرها بعض الصحف المصرية، نقلاً عن شقيق رضا هلال، أنه «ما زال على قيد الحياة، لكنه قيد الحبس الانفرادي في أحد سجون مدينة الاسكندرية»، ولم يتم تأكيد هذه الأخبار أو نفيها.

شغل هلال منصب نائب رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، وعمل صحافياً في صحيفة عراقية إبان حرب الخليج الثانية، وصحافياً لصحيفة «العالم اليوم» وله كتب مؤلفة ومترجمة.

رجل الأعمال غوما أغيار

في حزيران (يونيو) 2012، اختفى المليونير ورجل الأعمال الإسرائيلي- الأميركي غوما أغيار في ظروف غامضة، وكان شوهد لآخر مرة خارجاً من منزله في فورت لودرديل في ولاية فلوريدا في 19 من الشهر ذاته. وفي اليوم التالي عُثر على قارب الصيد الخاص به وأنواره مضاءة ومحركه يعمل، إذ جنح نحو الشاطئ، ووُجدت حافظة نقود أغيار وهاتفه الجوال في القارب، غير أن عمليات البحث التي استمرت أسبوعين، لم تجد له أي أثر.

ولد أغيار في البرازيل، وتنتقل في إقامته بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعيّن نائباً لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة الطاقة «ليور إنيرجي». كما ترأس مؤسسة «ليليان جان كابلان» التي تقوم بعدد من النشاطات الخيرية.

تبرع رجل الأعمال بنحو 8 ملايين دولار لتمويل نشاطات منظمة «نيفيش بنيفيش» الصهيونية، والتي تشجع على الهجرة اليهودية الجماعية من أميركا الشمالية والمملكة المتحدة إلى إسرائيل. كما أنه من أبرز المؤيدين لمؤسسة «مسيرة التعايش» والتي تنظم برامج تعليمية في بولندا وإسرائيل، لتمكين الطلاب من فهم أفضل للمحرقة اليهودية (هولوكوست)، وبعث الصهيونية وإقامة الدولة الحديثة الصهيونية في إسرائيل.

اعتبرته صحيفة «جويش ويك»، اليهودية في نيويورك، من أبرز اليهود الذين تقل أعمارهم عن 36 سنة تأثيراً في الشأن اليهودي والصهيوني، نظراً إلى دعمه المالي السخي.

أسس أغيار جائزة «المدافع عن القدس» لتكريم الشخصيات ذات المواقف الفريدة في دعم القدس. ومن بين الشخصيات التي منحت هذه الجائزة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وحاكم ولاية أركنساس السابق والمذيع في قنوات «فوكس» مايك هاكابي، وحاكم ولاية تكساس ريك بيري، وعضو الكونغرس إليانا روس.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 9:13 ص

      هتلر

      هتلر كان لازم يكون اول واحد في الليسته

    • زائر 7 | 5:54 ص

      زائر 3 خبر اليوم وfresh

      لكي اطمأنك بأن السيد مظفر آبادي حي يرزق ، أبارك لك هذا الخبر وقرة الأعين.

    • زائر 6 | 3:53 ص

      اممم

      قالوا لك منذ قرن

    • زائر 3 | 1:15 ص

      وماذا مظفرآبادي؟؟

      سفير إيران السابق في لبنان مظفرآبادي أيضا اختفى في منى مع فاجعة الحجاج ولم يعرف عنه شئ الى الآن....!

اقرأ ايضاً