المنامة - حوراء جمعة
بأسلوبه العفوي البسيط وبخفة ظله جذب الشاب البحريني الانتباه في صفحة «الأسك» عبر الشبكة العنكبوتية حيث كان يناقش مشاكل المجتمع ويقدم النصيحة بطريقة شبابية يتقبلها الجميع في حل المشكلات التي يواجهونها في الحياة مع علاقاتنا الاجتماعية.
فمن صفحة بسيطة بدأ البحريني الشاب حمد الوطني الذي يبلغ من العمر (23 عاماً)، تقديم برنامجه الإذاعي على اذاعته الخاصة التي اطلق عليها اسم «أثير إف إم»، ليكون أول بحريني ينشئ إذاعة عن طريق الإنترنت، حيث وصل عدد متابعي الإذاعة بحسب تقرير موقع «سبريكر» إلى 30 ألف مستمع، كما حقق عدد مرات تشغيل بالآلاف.
نقطة البداية دائماً أصعب
أفاد حمد الوطني أنه في البدء، كان الأمر يقتضي أن تكون صفحة تواصل لتضييع الوقت، إلا أن الأمر قد كبر تدريجيّاً باستشارات بسيطة وأخذ وجهة نظره كشاب بحريني في بعض الأمور، حتى تطور الأمر لفكرة الإذاعة؛ لأنه حسبما أفاد، أن الكتابة لا توفي حق الإجابة على كثير من الأسئلة واعتمد جملة البداية للبث الإذاعي «أثير إف إم من القلب إلى القلب».
وأشار الوطني إلى أن برنامجه يستهدف الفئة العمرية من 17 إلى 25 عاماً، كما أن جمهوره لا يقتصر على البحرينين فقط، فهم يمثلون حسب احصائيات الموقع المستضيف للإذاعة نحو 80 في المئة من مستمعي البرنامج، و7 في المئة من السعودية، و13 في المئة من دول الخليج والمبتعثين في الاردن وماليزيا والصين وبريطانيا بالاضافة إلى اميركا، اذ يقوم باختيار الموضوعات التي يتم طرحها في الحلقات بنفسه، وفقاً لما يشعر بأنه يستحوذ على اهتمامه واهتمام الشباب من عمره.
وأضاف المذيع حمد في حواره أنه، بدأ بتقديم برنامجه من غرفة صغيرة، بمجهود فردي كان يقوم به بالكامل، حتى ساعده بعض الاصدقاء والزميلات، وعلى رغم ذلك نجح العمل في أن يحقق جماهيرية واسعة حتى تطورت الامكانيات والمعدات. كما أن البرنامج يعتمد على درجة كبيرة من تفاعل المستمعين، ويهتم كثيراً بإذاعة ردود المستمعين التي تصل إليه، مشيراً إلى أنه يعتمد على التلقائية والعفوية خلال البرنامج، وكأنه يتحدث مع الأصدقاء او الاهل من دون اصطناع.
مواهب وتفاعل
إذاعة «أثير إف إم» التي تبث باللغة العربية من موقع استضافة أميركي مدفوع التكاليف من أمواله الشخصية تستهدف الشباب، إذ يناقش موضوعات مختلفة تهمّهم، وهي عبارة عن تجارب ودروس في الحياة، خاضها او سمع عنها أراد نقلها إلى المجتمع بطريقة جديدة حوارية، وقبل طرح أية معلومة يتقصى عنها ويجري بحثاً طويلًا للتعرف على تبعاتها وأسبابها وأهدافها، ثم يقوم بعرضها بأسلوب مبسط وبلهجة عامية شبابية؛ لتكون أكثر وصولاً إلى فئة الشباب.
تجاوز العقبات
كل، ولقد قال إنني مررت بالكثير من العقبات في طريق تحقيقي ما وصلت إليه. فعلى رغم أني تدربت في العديد من المجالات، وجربت الكثير من الأمور، فإنني فشلت في الحصول على وظيفة في المجال الإعلامي، لكن لم أيأس بل حرصت على استغلال (الاعلام الاجتماعي المتاح عبر الانترنت)، لصالحي، وأنشأت برنامجي الخاص بإدارتي وإمكانيات بسيطة، وهذه رسالة لكل من يملك مواهب وطاقات في أي مجال كان، أا يسمح للانتقادات أن تكون عائقاً، فهناك العديد من الوسائل التي بإمكانه استغلالها وصولا إلى ما يأمل ويجب أن يبدأ الإنسان الناجح من حيث يتوقف الجميع وأن يعلم أن الكثير ممن ينتقدونه لو سنحت لهم الفرصه لأرادوا أن يكونوا في مكانه والإخفاق ما هو إلا أول خطوة لدروس النجاح.
دعم
لا أخفي أن في بادىء الأمر كان من الصعب تقبل زوجتي هذه الفكره حيث ضغوط المجتمع والقيل والقال، إلا أنها مع مرور الوقت تقبلت الأمر، إذ إنني أتلقى الكثير من دعم الأصدقاء الذين يشرفون على الإنتاج، والتصوير الفوتوغرافي، والهندسة الصوتية، ووسائل الإعلام الاجتماعية حيث إنني أعتمد على مواهب شبابية تتطور معي مع مرور الوقت وما يجعلني متفائلاً هو حبهم للعمل كحبي للثرثرة على ذاك المايكروفون.
وقد سألنا الوطني عن شعوره أثناء الحديث وعلى ماذا يعتمد، فأجاب: «إنني لا أكتب إلا النقاط التي أريد أن أناقش بها، وأما بقية الوقت فيكون الحديث مرتجلاً فأنا لا أحب أن أتقيد بنقاط معينة أو أسلوب محدد، بل أتخذ من حديثي جاذباً للناس بعفويته لكي لا يدخل المستمع في دوامة، كما أنني أحس أن الإذاعة هي غرفة فضفضتي لما أراه في هذا المجتمع من سلبيات أو انتقادات بناءة».
واضاف «كل طموحي أن ينظر المستمع لهذه الحياة من زاويتي لتبادل الأفكار والحوار، فأنا أيضاً أخذ بنقاط ووجهات نظر مستمعيَّ عبر صفحتي الشخصية في برنامج «الأسك كي» لا أنحصر فقط بزاوية رؤيتي بل أوسع نطاق العدسة التي أنظر من خلالها للحياة».
خطط مستقبلية
على رغم ما حققه حمد الوطني من نجاح لاتزال لديه خطط مستقبلية، منها تحويل «أثير إف إم» إلى برنامج مصور، يعرض على إحدى المحطات التلفزيونية، أو على موقع «يوتيوب»، لصعوبة عرضه تلفزيونيا، فالإنترنت فتحت مجالاً واسعاً لكل من يرغب في تقديم عمل أو فكرة أو مشروع خاص به، كما يقول، مضيفاً أنه بدلاً من الاستسلام إلى البطالة يمكن للشباب الذين يملكون مواهب وأفكاراً خاصة تقديم برامج عبر الانترنت، فذلك يفتح أمامهم مجالاً للعمل والنجاح والثقة بالنفس بشكل كبير، ولكن أفاد أنه توقف مؤقتاً لإنشغاله بعمله وحياته الأسرية، لكن السبب الرئيسي هو عدم وجود الداعم الحقيقي لهذه الإذاعة. وكما أفاد فإنه يدفع مبلغاً من أمواله الشخصية للاستضافة و للأدوات؛ كي يطور من هذه الإذاعة، وعندما سألناه عن إمكانية توفير داعم له للاستمرارية، أجاب: «لا أخفي عليكم كان يوجد داعم لي من دون ذكر أسماء، لكن أراد تحويل الأمر إلى مشروع عبر فتح باب الاتصال بتكلفة معينة ما جعلني أتردد، وذلك خشية من نظرة الناس إليّ في المستقبل، وتراود بعض الأفكار على أنني أريد الربح، ففضلت أن أكون أنا من يدفع أفضل من أن أكون من يدفع له، كما أن الداعم سيحصرني بمواضيع معينة». وتابع «أنا أريد أن تكون كلماتي كالطيور وصوتي كحريتها لا أحب أن يملى علي ما أقول وما أفعل فتراود أفكاري لكل موضوع يأتيني عبر تجربة يومية أو شيء معين لفت انتباهي كما افدتكم أو عبر المستمعين الذين يتابعوني».
أجمل المواضيع
أحببنا أن نسأله عن أجمل موضوع قدمه فأجاب، «عقرة حريم الذي تناول موضوع النساء وكيفية نظرتهم للأمور واختلافهم وكان الموضوع الرئيسي عن حفلات الزفاف وعلى رغم مصاريفها المكلفة فإن بعض النساء بعد أن يأكلن ويكملن ضيافة ينتقدن الشيء وقد حظيت الحلقة بإقبال كبير وأسلوب هزلي، وشاركت بعض الفتيات في تقديم الحلقة لأخذ وجهات نظرهن بالأمر ما جعل الحوار يكون جماعيّاً».
العدد 4808 - الخميس 05 نوفمبر 2015م الموافق 22 محرم 1437هـ
يستاهل
يستاهل حمد الوطني كل خير ولكن للأسف موهبه مهمله في هذا المجتمع رغم اسلوبه الجميل
امك تحييك .
سلمت يداك يا ابنتي ، فرحتي بابداعاتك لا توصف ..
حوراء عبدعلي جمعة تلك الطالبة الجميلة المتفوقة باتت كاتبة اعلامية اليوم .
سدد خطاك المولى وتوالت توافيقك يارب .
سلمت يداك .
متزنه ايتها الكاتبة حوراء عبدعلي جمعة .. وفقك الله وسدد خطاك.