اعلنت وزارة الخارجية الاميركية اليوم الاربعاء (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) ان 120 الف سوري على الاقل اضطروا الى النزوح داخل بلادهم منذ بدء روسيا تدخلها العسكري نهاية ايلول/سبتمبر.
وخلال جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في الكونغرس، هاجم دبلوماسيتان من وزارة الخارجية التدخل الروسي في سوريا وقالتا انهما تتحديان روسيا في قدرتها على دفع دمشق الى وقف قصفها لشعبها.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لمنطقة الشرق الاوسط آن باترسون امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس "منذ بدء الضربات الروسية في سوريا، نزح ما لا يقل عن 120 الف سوري نتيجة العمليات الهجومية للنظام مدعومة بضربات جوية روسية في محافظات حماه وحلب وادلب".
واصدرت الامم المتحدة هذه الارقام الاسبوع الماضي بدون ان تذكر روسيا. لكن هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها الادارة الاميركية باستخدامها وتتهم موسكو مباشرة.
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الاوروبية فيكتوريا نولاند التي ادلت بافادتها الى جانب باترسون امام اللجنة "منذ بدء العمليات الروسية في سوريا، سجلت اليونان تدفقا للمهاجرين هو الاعلى اسبوعيا خلال عام 2015، مع حوالي 48 الف لاجئ ومهاجر انتقلوا من تركيا الى اليونان".
وقالت باترسون ان "التدخل العسكري الروسي (في سوريا) فاقم بشكل خطير بيئة معقدة اصلا".
واتهمت مرة أخرى روسيا "بانها استهدفت حتى الآن في الغالب المناطق التي لا وجود فيها لتنظيم "داعش" وبأنها استهدفت المعارضة السورية المعتدلة".
وكانت واشنطن رأت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان نحو تسعين بالمئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف معاقل تنظيم "داعش" بل مجموعات المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وبالتزامن مع نشاطاتهما العسكرية في سوريا، ترعى الولايات المتحدة وروسيا عملية دبلوماسية بدأت في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في فيينا لمحاولة رسم ملامح انتقال سياسي في سوريا.
لكن المشاركين في المؤتمر في العاصمة النمساوية مختلفون على مصير الاسد الذي تطالب واشنطن برحيله وتريد روسيا ان يبقى في منصبه.
وقالت باترسون ان عمليات "الانتشار (الروسية) لا يمكن ان تستخدم لتعزيز مقاومة نظام الاسد لانتقال سياسي".
وذكرت ايضا روسيا "بمسؤوليتها الكبرى لوقف الممارسة الفظيعة للنظام (السوري) فورا المتمثلة بعمليات القصف بالبراميل المتفجرة واستخدام غاز الكلور ضد شعبه".
واضافت الدبلوماسية الاميركية محذرة ان "الاسرة الدولية تنظر الى روسيا لتحمل هذه المسؤولية".