افتتحت الدورة الثامنة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو، في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري وتستمر حتى الثامن عشر منه. ويهدف هذا الاجتماع الذي يقام مرة كل سنتين إلى وضع خارطة طريق للمنظمة عبر دراسة المشاريع والبرامج والسياسات الهادفة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة قبل عام 2030، التي اعتمدت في نيويورك في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وفقا لما نشره موقع "اليونسكو".
و تستقبل اليونسكو، خلال دورة المؤتمر العام، عدداً غير مسبوق من رؤساء الدول والحكومات أتوا للاحتفال بمرور 70 عاماً على إنشاء المنظمة، وذلك إبان عقد منتدى القادة.
تميّز المؤتمر العام لليونسكو، الذي يضم 195 دولة عضواً، بقبول مونتيسرات بوصفها عاشر عضو منتسب لليونسكو، وكذلك بزيارة سمو الأمير هاكون، النرويج، الذي ذكّر بأهمية الدور الذي تقوم به اليونسكو ومهامها اليوم مثلما كان هو الحال منذ سبعين عاماً.
وقال سمو الأمير: "إن العالم يواجه اليوم أشد الأزمات المتمثلة في نزوح اللاجئين، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية. فإن ستين مليوناً من الأشخاص يفرون من مناطق الحروب والنزاعات؛ ومن ثم فإننا نتحمل مسؤولية مشتركة للعمل إزاء هذا الواقع. واليوم، مثلما كان الحال منذ 70 عاماً، تبقى اليونسكو المجال المميز لتضافر جهودنا وتعزيزها".
أما هاو بينغ، رئيس المؤتمر العام المنتهية ولايته ونائب وزير التربية والتعليم في الصين، فقد كرر التزام اليونسكو بتحقيق الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة.
وأشار إلى "الدور الذي لا عوض عنه لليونسكو في ما يتعلق بإجراء الحوار وإرساء السلام [...] إن إقامة الحوار على قدم المساواة بين جميع البلدان والحضارات هو أمر يتسم بالأهمية أكثر من أي وقت مضى"، حيث أن "العالم يجتاز في الوقت الراهن فترة تغيير وإعادة تنظيم".
ومن جانبه، فإن محمد سامح عمرو، رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو وسفير مصر ومندوبها الدائم لدى المنظمة، أعرب عن هذه المشاعر ذاتها الخاصة بأهداف التنمية المستدامة وأشار إلى "التغييرات الجذرية التي جرت لا في المجال الاجتماعي فحسب، وإنما أيضاً في كافة المجالات الخاصة بأنشطة ومهام المنظمة".
وفيما يخص دور اليونسكو في مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال، شدد رئيس المجلس التنفيذي على أهمية عمل اليونسكو في مكافحة التطرف " الذي ينبغي لنا أن نتصدى له عند بدايته، وذلك من خلال التعليم على وجه الخصوص".
أما المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، فقد أعلنت التزاماً متجدداً بالمبادئ التأسيسية للمنظمة، وذلك بعد مرور 70 عاماً على إنشائها.
وقالت في هذا الصدد:"إن اليونسكو نشأت من مبدأ مؤداه أن السلام والتنمية، إن كُتب لهما الاستدامة، فلا بد من أن يكونا في صميم قلوب وعقول الشعوب. إن هذه القناعة لم تتغير وتبقى البوصلة التي نهتدي بها في خضم التغييرات التي يشهدها العالم اليوم".
اختتم ممثلو الدول الأعضاء أعمالهم في الجلسة العامة بانتخاب ستانلي موتومبا سيماتا، نائب وزير الإعلام والاتصال في ناميبيا، لرئاسة الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو.
وأعلن رئيس المؤتمر العام المنتخب في أول خطاب له أمام المؤتمر العام :"إن اليونسكو مطالبة، في الفترات الصعبة، بأن توفر رؤية وأملاً لشعوب العالم من خلال التعليم، ولاسيما تعليم السلام والتسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك عن طريق العلوم، ولاسيما بفضل نشر المعارف العلمية التي تتيح تحسين الاستجابات لظواهر تغير المناخ غير المسبوقة التي نشهدها في الوقت الراهن، ومن خلال الثقافة التي من شأنها مد الجسور بين مختلف الثقافات، مع صون وتعزيز التراث الثقافي والإبداع، وعن طريق الاتصالات والمعلومات، وبفضل حرية تداول المعلومات والأفكار. وما من شك في أن اليونسكو ستبقى بريق الأمل في عالم يسوده عدم التسامح واليأس".