أصبحنا في البحرين نعاني كثيراً من غياب المتخصص الفني القادر على تسيير المسابقات المحلية بشكل صحيح وسليم، آخر دلائل ما نقوله، رفض لجنة المسابقات باتحاد الكرة الاستجابة لمطالب مدربي فرق الفئات العمرية من تأجيل المباريات لهذه الفئة بسبب تداخل أيام المباريات مع الامتحانات الدراسية، رغبة منهم في إفساح المجال للاعبين بالتفرغ للجانب الدراسي وعدم استقطاع أوقاتهم وبالتالي عدم تأثرهم في هذا الجانب الهام والحيوي في مستقبلهم الدراسي، غير أن الإجابة جاءت بشكل غريب بعدم القدرة على التأجيل، بمعنى إجبار الأندية على إحضار لاعبيها الصغار في أوقات هم في أمس الحاجة لمتابعة دروسهم، في طريق تحقيق نجاحهم الدراسي إضافة إلى النجاح الرياضي.
منذ متى أصبحت الكرة أهم من الدراسة، ونحن نرى الكثير من الأكاديميات العالمية تولي هذا الجانب أهمية كبيرة كما في أكاديمية أسباير القطرية، التي تعد مثالا متميزاً للعيان، بأن التألق الدراسي يسير في مسار واحد مع التألق الرياضي.
لا اعتقد أن لجنة المسابقات، سواء في اتحاد الكرة أو الاتحادات الأخرى ليس لديها التقاويم المخصصة لإجراء الامتحانات، والتي بالإمكان الحصول عليه بسهولة كبيرة، لكي تكابر لجنة المسابقات بالاتحاد وتقوم بتنظيم مباريات في هذه الفترة الحساسة لأي طالب. ضاربة مصلحة اللاعبين بعرض الحائط نتيجة هذا التخبط.
قمة التخبط هي أن تقوم اللجنة بتأجيل المباريات بحجة تزامنها مع مباراة للمنتخب في تصفيات كأس العالم، ولا تؤجلها بسبب تزامنها مع امتحانات الطلبة، وكأن التأجيل الأول يدخل ضمن المصلحة العامة، والتأجيل الثاني يدخل ضمن المصلحة الخاصة.
لذلك نكرر القول، بأننا بحاجة إلى وجود متخصصين وربما حتى أكاديميين لتسيير عمل لجان المسابقات بشكل سليم واحترافي، فكان من الأجدر بلجنة المسابقات باتحاد الكرة تأجيل هذه الجولة لمباريات الفئات العمرية كهدف أسمى لإنجاح مسيرة الطلبة دراسياً، فروزنامة المسابقات ليست بالقدسية التي لا يمكن تغييرها وليست قرآناً منزلاً لا يمكن استبدالها وتدخيل المتغيرات عليها، وأن تقوم هي نفسها بالتأكيد للأندية التي تطالب بعدم التأجيل رغبة منها في عدم تحمل مصاريف وتكاليف الرواتب وغيرها من الالتزامات المالية، بعدم صحة مطالباتها.
نحتاج لأن نضع أشخاصاً لديهم الإحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم في تغليب المصلحة العامة لهذا الجيل الذي يعد أمل البحرين، فمستقبل اللاعبين الطلبة أهم بكثير من مباراة ربما تكون سبباً في إطاحته دراسياً، ويمكنهم لعبها في وقت آخر، لذلك فإن وجود المتخصص الفني داخل الاتحاد أصبح ضرورة ملحة، في طريق الاحتراف الذي ينشده اتحاد الكرة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4806 - الثلثاء 03 نوفمبر 2015م الموافق 20 محرم 1437هـ