أدى إدخال التحاليل المختبرية إلكترونياً في مجمع السلمانية الطبي إلى تأخر استلام المرضى نتائج تحاليلهم لمدة تجاوزت السبع ساعات بعد أن كانت لا تستغرق أكثر من ساعتين سابقاً، ما أثار استياء المرضى بعد بقائهم لأكثر من نصف يوم للحصول على علاج. وشكا عدد من المرضى في حديث إلى «الوسط» من تأخر استلام نتائج تحاليل الدم وغيرها في مختبرات السلمانية، ما يؤدي إلى تكدس المرضى في الممرات وتأخر علاجهم، حيث يجبر الطبيب المعالج في الطوارئ بتكديس المرضى في الطوارئ وتأخير علاجهم حتى تجهز تحاليل الدم المختبرية، ما يؤثر على باقي المرضى الذين هم في أشد الحاجة للعلاج المباشر، وذلك في ضوء التأخير الناجم عن استلام التحاليل المختبرية.

وذكرت مجموعة من الموظفين في السلمانية أنه سابقاً كانت تستغرق تحاليل الدم في حالة الضغط الكبير من المرضى على طوارئ السلمانية والمختبر ما يقارب الساعة إلى الساعتين ونصف في أسوأ الظروف، مشيرين إلى أنه الآن يتوجب على المريض الانتظار كحد أدنى أربع ساعات، في حين أن بعض التحاليل تستغرق الحصول على نتيجتها سبع ساعات أو أكثر من هذا الوقت، وذلك ليتمكن الموظفون من إدخالها في النظام الصحي الجديد، ملفتين إلى أن سبب التأخير هو بطء البرنامج في قسم المختبر مع وجود بعض المشاكل في النظام الصحي الإلكتروني، فضلاً عن وجود مشاكل في الأجهزة الجديدة التي تم شراؤها لقسم المختبر في السلمانية والتي سبق أن أشهرت عنها الصحة في الصحف المحلية بأنها أجهزة متطورة وسريعة وغير مكلفة وسوف تخفض من تكلفة التحاليل ومن انتظار المريض.

وقال الموظفون: «إن الأجهزة الجديدة شغلت مساحات كبيرة من المختبر وكل جهاز يتطلب طريقة تشغيل خاصة وغير سلسة ومتابعة مستمرة من الموظف المختص، حتى في كثير من المرات يتم إعادة التحليل لكثرة الأخطاء لقراءة الجهاز للتحاليل، إضافة إلى وجود مشاكل وتعطل في الأجهزة الجديدة عن العمل بشكل يومي ومستمر على حساب موظفي المختبر، في الوقت الذي يستنكر فيه المريض هذا التأخير ويتهم الموظفين بالتقصير في أداء عملهم، في حين أنهم ليسوا السبب في هذا التأخير». وأوضح الموظفون أنه لم يتم تدريب الموظفين على الأجهزة الجديدة في المختبر، إذ إن ذلك حدث سريعاً فقد قامت وزارة الصحة بشراء الأجهزة وإرساء الاتفاقية على الشركة المزودة لهم بالأجهزة خلال وقت قياسي.

ولفت الموظفون إلى أن كل ذلك أدى إلى تأخر حصول المريض على نتائج تحاليل المختبر، في الوقت الذي يتكدس فيه المرضى في الممرات للحصول على نتائجهم، في حين أن بعضهم شكا من وجود خطأ في التحاليل ومرضى آخرين أجريت لهم تحاليل غير مطلوبة لهم من قبل الطبيب، متسائلين ما إذا كان سيؤثر هذا التأخير على الاعتماد الكندي الذي يطالب بجودة الرعاية الصحية، وخصوصاً في تبني الاعتماد الكندي في كل مرافق مجمع السلمانية الطبي.

وعلق المرضى بشأن ما يشاع بوجود مشكلة في النظام أن ذلك ليس من مسئولية المريض، فالأخير كل ما يطلبه هو الاهتمام والسرعة والعلاج المناسب بغض النظر عن مشاكل النظام الصحي أو الأجهزة الطبية أو نقص الموظفين فهده ليست مشكلة المريض، مطالبين المسئولين وضع حلول جدية للمشاكل مع تقييم العملية الصحية و الطبية بشكل مستمر، وذلك لكون تأخر استلام نتائج التحاليل المختبرية لأكثر من سبع ساعات يعني قضاء أكثر من 12 ساعة من أجل الحصول على العلاج المناسب في طوارئ السلمانية.