تحت رعاية وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، بدأت مساء اليوم الثلثاء (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) أعمال الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي والذي يعقد على مدى ثلاثة أيام، بعنوان (هواجس أمنية) وذلك بمشاركة نخبة متميزة من كبار المسئولين والخبراء المتخصصين في المجالات الأمنية والقانونية، بما من شأنه إثراء أعمال الملتقى من الناحيتين النظرية والعملية بما يسهم في تحديث وتطوير الفكر الأمني وتطبيقاته.
وقد ألقى وزير الداخلية كلمة أعرب في مستهلها عن شكره وتقديره للمشاركين في أعمال الملتقى من دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً تقديره للجهود المبذولة نحو بلورة تفكير وطني مخلص تجاه الأمن الداخلي الخليجي والذي لم يعد مقتصراً على كل دوله، حيث أننا في منظومة واحدة نواجه فيها تحديات مشتركة.
واستعرض الوزير بعضاً من التحديات المستقبلية والتي من بينها التطرف الفكري والطائفي، معتبراً هذه التحديات دافعاً نحو تبني استراتيجية للمستقبل تستهدف الشباب الذين كانوا جزءاً من المرحلة السابقة التي مرت بها المنطقة.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية وضعت مستقبل شباب البحرين في مقدمة أولوياتها بهدف حمايتهم من هذا الخطر، معرباً في الوقت ذاته عن تقديره للجهود الوطنية التي تساعد في إصلاحهم ووضعهم على الطريق الصحيح، منوهاً إلى أننا انتقلنا من مرحلة إلى أخرى حيث كانت هناك تجاوزات وممارسات خاطئة استخدم فيها الإعلام والمنظمات الحقوقية، إلا أنه تم احتواؤها وتوثيقها وتحديد الدروس المستفادة منها.
وتابع: "أما المرحلة التي انتقلنا إليها فإن أدواتها مختلفة من خلال التطرف في أعمال العنف والإرهاب، ومثلما تعاملنا مع المرحلة السابقة فإننا سنتغلب على التحديات الحالية من خلال إعداد استراتيجية لمستقبل أمن البحرين".
وأكد الوزير أن هذا الأمر يتم من خلال جهود مشتركة، استناداً إلى تعاوننا في المرحلة السابقة والتي شهدت حضوراً وطنياً متميزاً، والصورة واضحة لدينا، فمثلما تمسكنا بالقانون في المرحلة السابقة سنظل كذلك في جميع المراحل، منوهاً أن من أبرز مظاهر تجاوزنا لهذه المرحلة كانت الانتخابات النيابية عام 2014 والتي أفرزت مجلساً نيابياً وطنياً منتخباً.
وأعرب الوزير عن اعتزاز مملكة البحرين بما لديها من رصيد من الإصلاحات السياسية، مشيداً في هذا الشأن بما حققه المشروع الإصلاحي الشامل لحضرة صاحب الجلالة الملك، منوهاً إلى أهمية هذا الملتقى الذي يضم نخبة من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ومعرباً عن تطلعه لما سيصدر عنه من توصيات ومقترحات تثري العمل المشترك.
من جهته، أعرب أمين عام الملتقى الخليجي للتخطيط الاستراتيجي فهد إبراهيم الشهابي عن شكره وتقديره لوزير الداخلية، على رعاية معاليه أعمال الملتقى، وهو ما يعد دافعا لمواصلة العمل والعطاء لخدمة الوطن على جميع الأصعدة.
وأوضح في كلمته خلال حفل الافتتاح أن الإرهاب نتيجة حتمية للتطرف الذي هو بذرة للتطرف العنيف، و هو ما يعد تمهيداً للإرهاب، الأمر الذي يضع أمامنا مهمة بالغة التعقيد متمثلة في محاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن اختيار موضوع انعقاد الملتقى هذا العام يرجع إلى ما تمر به المنطقة من أحداث متسارعة باتت تؤرقنا جميعا، فأي متابع يمكنه بسهولة ملاحظة ما آلت إليه الأمور في الفترة الأخيرة، منوهاً إلى أن هذه الدورة للملتقى تسعى إلى بلورة دورنا كمثقفين ومهتمين في رسم ملامح خطط المرحلة القادمة، كل في مجاله، خصوصاً أننا في أمس الحاجة الآن للمزيد من التفكير الاستراتيجي.
وفي ختام حفل الافتتاح، قام وزير الداخلية بتكريم المتحدثين ومديري الجلسات والشركاء في الملتقى ، مشددا على أهمية انعقاده وداعيا إلى الاستفادة مما يتضمنه من معلومات وخبرات، حيث سيناقش الملتقى في يوميه الثاني والثالث، مجموعة من المحاور المهمة والمتعلقة بالأمن السياسي والإعلامي والداخلي والاقتصادي والاجتماعي.