كثير من الفنانين المبدعين يرون بأن الريشة والألوان أبلغ في التعبير عن أفكارهم وما يجول في خواطرهم وما بداخلهم من الكلمات التي ينطق بها لسانهم، لذلك تجد في لوحاتهم تعبيرا حقيقا عن مكنونهم، فأن أنت أنصت لريشة أحدهم لوجدتها انعكاس وصرخة لكل ما يعيشونهم في يومياتهم.
رزان محمد جاسم المقهوي (15 عاما) هي موهبة بحرينية وواحدة من أولئك الفنانين الذين تسير ريشتهم في اتجاهات مختلفة لتعبير عن أفكارها وما ينبض به قلبها من كلمات... فالريشة أكثر صدقا في التعبير عن مشاعرها من الكلمات التي ينطق به لسانها، حسبما تقول.
رزان طالبة بمدرسة غازي القصيبي الثانوية للبنات... موهبة الرسم لديها كانت دفينة بين أوراقها الخاصة منذ طفولتها، ولكنها لم تكن تهتم بتلك الرسوم التي تبدعها أناملها، بل كانت تظن بأن موهبة الرسم موجودة لدى الكثيرين ولن تكون هي المميزة الوحيدة بهذه الرسوم، حتى جاءت الأستاذة صباح الفردان لتحتضن ذلك الإبداع وتبرزه للعلن، وكان ذلك في الصف السادس الابتدائي.
أسلوب الأستاذة صباح وتشجيعها لرزان كان دافعا قويا في مشاركتها في عدد من المسابقات في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. ومن بين تلك المسابقات التي شاركت فيها رزان كانت مسابقة "فن الطفل" التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في البحرين، وذلك في العام 2010.
والدة رزان أحبت أن تشجع وتنمي موهبة أبنتها، فقامت بتسجيلها ضمن المنتسبين لجمعية الفنون التشكيلية، وعن طريق الجمعية شاركت رزان في مسابقة طوكيو للرسم في العام 2012 وفازت بالميدالية الفضية.
وفي العام 2013 تشجعت رزان على المشاركة مرة أخرى لثقتها بقدراتها، وفي هذه المرة حصلت على جائزة "البرمير" وهي الجائزة الشرفية الأعلى من الجائزة الأولى.
شاركت رزان في عدد من المعارض التي أقامتها جمعية المرسم الحسيني- علما بأن مشاركتها كانت قليلة جدا، فهي تفضل الرسم في الأجواء الهادئة وتبتعد عن الأجواء الصاخبة، لكونها لا تحب أن يشاغبها أحد أثناء الرسم- ومن تلك المعارض كان الانتقالية الكبرى لديها في الرسم، حيث كانت رزان تحب الرسم بالفحم، حتى التقت بالفنان البحريني المبدع علي البزاز الذي وقف بجانب لوحتها ذات يوم وقدم لها بعض النصائح الخاصة باستخدامها للألوان، وقد ساعدها في رسم لوحته، حيث لا زالت تتذكر كلماتها التي قالها: "طريقتك في الرسم تدل على أنك تستطيعين التخصص في أشياء كثيرة غير الأسود (الفحم)". وهذا ما دفع رزان للانتقال إلى مرحلة أخرى في مشوارها الفني، حيث سجلت ضمن المشاركين في مركز البزاز للفنون. وتقول رزان بأن انضمامها لهذا المركز قد أضاف لريشتها الكثير.
على رغم أن رزان انتقلت من استخدام الفحم في الرسم إلى استخدام الألوان، إلا أنها ما زالت تفضل استخدام اللون الأسود في رسوماتها لكونه الأقرب إلى قلبها والأصدق في التعبير عن مشاعرها، خصوصا وأن أفضل الأوقات في الرسم لديها هي تلك التي تشعر فيها بالحزن والضجر.
تجد فنانتنا الصغيرة الفنانان البحرينينان علي البزاز ومحمود حيدر قدوه في مشوارها الفني، فهي تحرص على متابعة نشاطهم والسير على منهجهما. كما أنها تحب متابعة نشاطات جمعية الكويت للفنون وتسعى أن سمحت لها الفرصة للمشاركة في المسابقات التي يقيمونها.
رزان تطمح في المستقبل بأن تكون مهندسة معمارية لأنها تجد في هذه المهنة الأنسب إليها كرسامة.
وأخيرا لأصدقائها في "مناهل الوسط" تقول: أنصح أصدقائي ممن يمتلكون موهبة الرسم بأن لا ينقطعوا عن الرسم، وأن يواصلوا في استخدام ريشتهم كل يوم وأن لا يتركوا موهبتهم، وألا فإنهم سيندمون على ترك إبداعاتهم طي النسيان... كما أتمنى أن يحققوا جميعا أحلامهم، وأن لا يترددوا في السعي للوصول إلى ما يطمحون إليه.
العدد 4805 - الإثنين 02 نوفمبر 2015م الموافق 19 محرم 1437هـ
موهبة
ماشاءالله رسمها جدا جميل... بالتوفيق لها والله يخليها ويحفظها لأهلها.
صباح الخير
الصور جدا روعه وريشة فنان
صباح الخير
ب التوفيق انشاء. الله