250 قطعة من تصميم دار صناعة المجوهرات الإيطالية المشهورة بولغاري حلّت في متحف طوكيو الوطني الذي يجمع ويعرض ويضمّ مجموعة شاملة من الأعمال الفنية والآثار من اليابان وبلدان آسيوية أخرى، حسب موقع صحيفة "الحياة" اللندنية.
فعّالية أتت للاحتفال بتطوّر أسلوب «بولغاري» Bulgari وإبداعها اللامتناهي، حيث تمتّع الزوّار بقرون من الثقافة الإيطالية.
معرض أرّخ لمسيرة بولغاري Bulgari، من المؤسِّس، سوتيريو بولغاري، المتحدِر من سواحل اليونان، إلى تعقّب هذه العلاقة العائلية عبر تاريخ «بولغاري» Bulgari واللمسات الإضافية من كلٍ منهم على الشركة مع احترام قِيَمها التقليدية.
ينقل المعرض الزوار إلى المراحل المختلفة التي مرّت بها الدار الإيطالية، فبين 1910 والثلاثينات، توجّهت الأنظار إلى مجموعة مرصّعة بالبلاتين والألماس الذي يعكس حقبة العشرينات والعالم العصري. وطرأ تغيّر جذري على التصاميم في الأربعينات، في محاولة لعدم الخضوع للقيود التي فرضتها القيود القانونية والشحّ في المواد نتيجة الحرب، فانتقلت بولغاري إلى تدشين علاقة جديدة بين الذهب والأحجار الملوّنة.
ودخلت حقبة الخمسينات والستينات من الباب العريض بزفّة من الألوان، مستقبلةً النصف الثاني من القرن العشرين. في حين كانت الموضة آنذاك تقضي بدمج الأحجار الملوّنة مع الألماس بدلاً من أحجار ملوّنة أخرى، أخذت الدار تتلاعب بالألوان المختلفة ضمن قطعة واحدة، وباتت رائدة بهذه التقنية اليوم. وقد ابتُكرت سلسلة من الدبابيس على شكل سلّات فاكهة مع أوراق شجر وعُرفت في أوساط صناعة المجوهرات منذ القرن الثامن عشر باسم «جياردينيتو».
وحالما تقول «بولغاري» Bulgari وتدمجها مع حقبة الستينات، تراود بالك فوراً شخصية فريدة وجذابة، إليزابيث تايلور. فمن شدّة عشقها دار «بولغاري» Bulgari، بات اسمها مرادفاً للعلامة وباتت رمزاً أصيلاً لعصرها.
وارتجف العالم ذهولاً عندما قرّرت «بولغاري» Bulgari احتضان روح الحرفية المتقنة والكمال وأطلقت دبابيس الزينة Tremblant في الستينات. خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، صُنعت بعض الدبابيس بنمط زهري مع بتلات مُثبّتة بالقاعدة بواسطة نوابض لجعل رأس الزهرة يهتزّ مع كلّ حركة وبالتالي لابتكار تأثيرات بصرية مفاجئة.
ومع حلول السبعينات، كان جيل عائلة بولغاري الثالث قد تولّى زمام الأمور وأحضر معه أفكاراً مُبتكرة عكست ديناميكية العصر. وكانت «صلاحية الارتداء» تشكّل ميزة مهمة للمجوهرات الحديثة التي حافظت على قيمتها وتجدّدها. والحقبة الأخيرة التي يكرّمها المعرض الاستعادي هي الثمانينات والتسعينات الجريئة والقديرة، حيث القطع الملوّنة والفريدة من الثمانينات لا تترك مجالاً للشكّ في الزمن الذي تعود إليه. وكأنّ الصائغ كان ينسج في خياله طيف ألوان جديدة، لم يتردّد في دمج الأحجار الكريمة القيّمة مع أحجار أقلّ قيمة نسبياً. ولعلّ التصاميم اللافتة أكثر من غيرها صُنعت عبر دمج شجاع لأحجار كانت تُعتبر «متناقضة» تقليدياً مثل البنفسجي مع الأصفر أو الأخضر مع الأحمر. خلال هذه الحقبة، راجَت من جديد الأحجار الكريمة الملوّنة ذات القصّة المعيارية. وغالباً ما كانت تتميّز بقصّة «كابوشون» وليس بقصّة متعددة الأوجه، وتُقصّ بطريقة دقيقة لتثبت على القاعدة بالضبط. وما يميّز هذه القصّة، هو ضرورة إعادة قصّ كلّ حجر والتسبّب بفقدان قيراطات كثيرة في العملية.
جاء أسلوب التسعينات كردّ فعل على سطوع العقد الذي سبقه. فبرز طابع جماليّ أنعم يركّز على ألوان فاتحة وأنماط أقلّ تناسقاً. إنّ مجموعة «ناتوراليا» Naturalia خير تجسيد لهذا التغيير النوعي، إذ ابتُكرت في تلك الحقبة وتضمّنت أنماط زهور ونباتات وعصافير وأسماك طبيعية. وتميّزت المجموعة بدمج ألوان قوية، ورصف أحجار كريمة غريبة جنباً إلى جنب وبقصّات معيارية دقيقة الشغل، فباتت فريدة في طابعها.
يذكر أن «بولغاري» تبتكر منذ الخمسينات، من الجماليات الشرقية عبر استخدام المواد القيّمة ودمجها. يلعب حجر الجاد دوراً مهماً بين هذه المواد، ومنذ العصور القديمة، تتوسّط هذا الحجر القلادة اليابانية التقليدية المقوّسة التي تُعتبر حلية جالبة للحظّ لدى الشعب الياباني.
وتكريماً لحلول «بولغاري» في متحف طوكيو الوطني، صُمّم عقد من مجموعة «بولغاري ديفا» Bulgari Diva خصوصاً للمعرض. في إحياء راقٍ للعقود الطويلة التي كانت رائجة في السبعينات، وتألّقت القلادة بإدخالات ملوّنة من الجاد وعرق اللؤلؤ والكريزوبراز والإسبينل والمرجان والألماس.