جددت منطقة الحورة الحدادة، عهدها وتشبثها بمهرجانها المسرحي السنوي، بعد أن قدمت مساء الجمعة الماضي (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، نسخة العام 1437هـ من المسابقة.

«الوسط»، كانت حاضرة هناك، حيث المهرجان الذي تحول لأيقونة الحي المتواري، ما أحال ساحته المحاذية لمدرسة المأمون الابتدائية للبنين، نقطة جذب لأعداد غفيرة من المشاهدين رجالاً ونساء، ممن اكتظت بهم مدرجات الفعالية، والتي «باتت تحتل الصدارة في سلم أجندتهم اليومية»، كما يقول المنظمون.

جدير بالذكر، أن المهرجان الذي يحمل اسم «مسابقة الحورة للمسرحيات القصيرة»، يأتي ضمن باقة مشاريع عاشوراء البحرين، التابعة لجمعية التوعية الإسلامية، مصحوباً ذلك، بتأكيدات هذه الأخيرة على عزمها استنساخ التجربة الناجحة التي تخوضها مع «الحورة الحدادة»، وذلك عبر دعم مناطق أخرى لإقامة فعاليات متعددة.

وحظيت نسخة هذا العام التي تحمل الرقم (6)، بمشاركة (4) فرق مسرحية، تمثلت في فرقة باب الحوائج، فرقة الفجر للانتاج الفني، فرقة عشاق المنتظر، وفرقة العروج للتمثيل، حيث تنافست جميعها، عبر الأعمال التي انحصرت في شخصية هذا العام (جون بن حوي)، القادم من الحبشة والذي كان عبداً قبل أن يحرره الإمام علي (ع)، مختتماً حياته شهيداً في الذود عن الإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء.

وبحسب حديث المسئول الإعلامي لمسابقة الحورة للمسرحيات جعفر الحداد، فقد انتهت مشاورات لجنة التحكيم، المكونة من عدد من الفنانين والمختصين في النقد المسرحي من بينهم محمد الصفار، حبيب حيدر، علي مرهون، عبدالحسين مرهون، جاسم العالي، إلى ترجيح كفة فرقة عشاق المنتظر عن عرضها «حنان الرب»، تلتها فرقة الفجر الفني عن عرض «مسك الحرية»، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل أول للفنان علي بدر من عرض «المرآة» لفرقة باب الحوائج (عج)، أما جائزة أفضل مخرج فذهبت لجعفر البصري، مخرج عرض «حنان الرب»، إلى جانب جائزة أفضل نص لرابحة عيسى، كاتبة عرض «حنان الرب»، في حين توج عرض «حنان الرب» لفرقة عشاق المنتظر بجائزة الجمهور.

من جانبه، تحدث رئيس اللجنة المنظمة محسن العرادي، عن استعدادات مهرجان هذا العام، بالقول «بدأت الاستعدادات قبل شهر رمضان، وذلك عبر الإعلان عن شخصية النسخة السادسة، وروعي في ذلك ما يمر به العالم من تطورات وتمييز عنصري وطائفي وعرقي، ولذلك جاءت شخصية جون لإبراز القيمة التي أضافها الإمام الحسين (ع) للدنيا وكيفية تعامله مع هذا الموضوع».

وأضاف «بعد ذلك، تم توجيه الدعوات للفرق، كما تم الحصول على مبادرات الخير لدعم هذا العمل الفني، الذي يستهدف الارتقاء بالطرح الحسيني ويعمل على مجاراة كل ما هو جديد في الساحة».

وتابع «عملنا على تجهيز ساحة العرض الكائنة بمحاذاة مدرسة المأمون الابتدائية للبنين، على مدى 3 أيام، من أجل توفير احتياجات العروض المسرحية والتي تقدم في الساحة المفتوحة»، مشيداً بالدعم اللوجستي والمادي الذي تقدمه جمعية التوعية الاسلامية للمهرجان، الأمر الذي يمنحه زخماً وحضوراً أكبر من قبل الشارع المهتم بهذا النوع من الفنون.

وبشأن جديد هذا العام، قال «عملت اللجنة المنظمة على استقطاب الفرق الفنية التي أبدت استعدادها للمشاركة إلى جانب فرقة العروج التي ستشاركنا من قرية السنابس للمرة الأولى، كما تم تكبير حجم المدرجات والساحة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المشاهدين، واستضافة فرقة موسيقية هي فرقة الوعد الصادق من منطقة رأس رمان».

وفيما إذا كانت المسابقة قد تمكنت من تثبيت أقدامها، قال «وأنا اتجول في أزقة المنامة في ليالي عاشوراء، كان الناس يتساءلون عن موعد المسابقة، وهذا الأمر كان قبل نشر الإعلان الرسمي، ما يعني أن الناس باتت في حالة ترقب لهذا المهرجان ومعرفة تاريخه لتتمكن من الحضور».

وتقييماً لتعاون الجانبين الرسمي والأهلي، قال «رسمياً، نحن على تواصل مع مسئول شئون المجتمع في محافظة العاصمة أحمد ربيع، والذي أتحفنا بخدمته الجليلة منذ 6 سنوات، حيث نبدأ بإرسال رسالتنا لإقامة المهرجان، ليتولى هو مشكوراً القيام بالدور اللازم عبر إعلام وزارة الداخلية لتأمين الطرق وأخذ التصاريح اللازمة، إلى جانب مخاطبة وزارة التربية والتعليم لفتح مواقف السيارات بمدرسة المأمون، ما يعطينا دافعاً للاستمرار في ظل التسهيلات الممتازة المقدمة من محافظة العاصمة، وبقية الجهات».

وأضاف «أما مجتمعياً، فإننا ننوه إلى أننا في القرن الواحد والعشرين، ولابد من ابتكار وسائل جديدة لإيصال قضية عاشوراء ورسائل ومبادئ الإمام الحسين (ع) المستمدة من الإسلام للعالم بطرق جديدة تواكب عصر الانفتاح، جنباً إلى جنب الحفاظ على الموروث الحسيني ممثلاً في المنبر»، مطالباً المجتمع بمضاعفة الاهتمام بالفعاليات الفنية بوصفها الوسائل الحديثة القادرة على مواكبة التطور في العالم.