قال مصدر في لجنة تفحص محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة اليوم الاثنين (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) إن الطائرة التي سقطت في مصر لم تتعرض لهجوم خارجي ولم يصدر قائدها أي إشارات استغاثة قبل اختفائها من على شاشات الرادار.
ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل لكنه اعتمد في تصريحاته على الفحص المبدئي للصندوقين الأسودين للطائرة -وهي من طراز إيرباص أيه321_ التي سقطت في شبه جزيرة سيناء يوم السبت وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وقالت الحكومة المصرية إن خبراء مصريين وروسا يفحصون الصندوقين الأسودين للطائرة إلى جانب متخصصين ألمان وفرنسيين من إيرباص ومن أيرلندا التي كانت الطائرة مسجلة فيها. وقالت أيضا إن البحث لا يزال جاريا في موقع تبلغ مساحته تسعة كيلومترات مربعة.
وقالت مصادر أمنية إن جهات مخابرات حصلت على نسخة من قائمة ركاب الطائرة.
وقال مسؤولون روس إن الطائرة التي كانت تقل سياحا من منتجع شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج انشطرت في الهواء على الأرجح لكنهم قالوا أيضا إنه من السابق لأوانه الحديث عن سبب سقوط الطائرة.
ووصلت الدفعة الأولى من جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة على متن طائرة روسية حكومية إلى مطار بولكوفو في سان بطرسبرج حيث وضع مواطنون روس أكاليل الورود تعبيرا عن حزنهم.
وشاهد مصور من رويترز شاحنة بيضاء تغادر المطار برفقة سيارات تابعة للشرطة.
وتوجهت الشاحنة إلى مشرحة سان بطرسبرج حيث سيجري التعرف على هوية الجثث.
وقالت مصر إن الطائرة كانت تحمل 196 جثة. وكان مقررا أن تغادر طائرة ثانية مطار القاهرة صباح اليوم الاثنين.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن يوم الأحد يوما للحداد الوطني إن حادث سقوط الطائرة مأساة كبيرة.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن بوتين قوله "دون شك يجب بذل قصارى الجهد حتى توضع صورة موضوعية لما حدث كي نتمكن من معرفة ما حدث."
وردا على سؤال حول ما إذ كان عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الاثنين إنه لا يمكن استبعاد أي نظرية في الوقت الحالي.
وزعمت جماعة إسلامية متشددة في مصر مرتبطة بتنظيم "داعش" وتسمي نفسها ولاية سيناء في بيان أنها أسقطت الطائرة ردا على الضربات الجوية الروسية لمواقع التنظيم في سوريا وقتل مئات المسلمين هناك. لكن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قال إن هذا الزعم "لا يمكن اعتباره دقيقا."
* "ليس خطأ الطيار"..
قال الكسندر سميرنوف نائب المدير العام لشركة الطيران الروسية كوجاليمافيا التي تشغل الطائرة تحت اسم تجاري هو (متروجيت) إن الحادث قد لا يكون سوى نتيجة "لعمل تقني أو مادي" تسبب في انشطار الطائرة في الهواء.
وأضاف في مؤتمر صحفي بموسكو "كانت الطائرة في حالة ممتازة. نستبعد أي عطل فني وأي خطأ من جانب الطاقم."
وقال أندريه أفريقانوف نائب المدير العام للشركة للشؤون الهندسية إن حادث 2001 حين اصطدم جزء من ذيل الطائرة بالمدرج أثناء الهبوط قد تم إصلاحه ولا يمكن اعتباره من أسباب الحادث.
وقالت شركة الطيران إن محركي الطائرة خضعا للفحص في موسكو يوم 26 من أكتوبر/ تشرين الأول ولم تظهر أي أعطال.
وحصلت الطائرة الروسية على شهادة صلاحية للطيران في وقت سابق هذا العام من الجهات التنظيمية المختصة في أيرلندا.
وتشن روسيا -وهي حليفة للرئيس السوري بشار الأسد- غارات جوية على جماعات المعارضة في سوريا ومنها تنظيم "داعش" منذ 30 من سبتمبر /أيلول.
ودعا التنظيم المتشدد الذي يسيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا للجهاد ضد روسيا والولايات المتحدة ردا على الغارات الجوية التي تستهدف مقاتليه في سوريا.
وسيناء مسرح عمليات لمتشددين موالين للدولة الإسلامية قتلوا المئات من أفراد الجيش والشرطة المصرية واستهدفوا مصالح غربية خلال الأشهر الماضية.
ولا يعتقد أن المتشددين في المنطقة يملكون صواريخ قادرة على إصابة طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم.
وزعمت مواقع إلكترونية تابعة للدولة الإسلامية في الماضي مسؤوليتها عن هجمات لم يكن من الممكن الجزم بأنها نفذتها.
وقال جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية في واشنطن "لا نملك أي دليل مباشر على تورط الإرهابيين (في الحادث) حتى الآن."
وتعقيبا على قدرة المتشددين على استهداف طائرة مدنية قال كلابر "هذا أمر غير مرجح.. لكني لم أكن لأستبعده."
وكان 214 روسيا على متن الطائرة بالإضافة إلى ثلاثة أوكرانيين على الأقل وشخص واحد من روسيا البيضاء.
وكان أغلبهم في طريق العودة بعد قضاء عطلة على ساحل البحر الأحمر وهو مقصد شهير للروس الباحثين عن الدفء في الشتاء.
ولروسيا ودول أخرى من دول الاتحاد السوفيتي سابقا سجل سيء في السلامة الجوية خاصة في الرحلات الداخلية.
وكان يلقى باللوم في بعض هذه الحوادث على استخدام طائرات قديمة لكن خبراء في صناعة الطيران يشيرون إلى أسباب أخرى من بينها التدريب الضعيف لأطقم الطيران والمعايير الحكومية المتساهلة.
والطائرة أيرباص إيه321 طائرة للرحلات المتوسطة ودخلت الخدمة منذ عام 1994. ويعمل منها 1100 طائرة في أنحاء العالم وسجلها جيد في مجال السلامة.
وقالت شركة إيرباص إن الطائرة المنكوبة صنعت عام 1997 وتشغلها متروجيت منذ عام 2012.
وطارت 56 ألف ساعة في نحو 21 ألف رحلة وهي مزودة بمحركات صنعها اتحاد شركات إنترناشيونال إيرو إنجينز.
وقالت وزارة الطيران المدني المصرية إن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من الإقلاع وكانت على ارتفاع 31 ألف قدم (9400 متر).
ووفقا لموقع فلايت رادار 24 على الإنترنت -وهي خدمة لتعقب الطائرات تدار من السويد- كانت الطائرة تهبط بسرعة 1800 متر في الدقيقة حين انقطع اتصال المراقبة الجوية بها.