على الرغم من مقاطعة أحزاب اليمين، وتراجع عدد المشاركين في مراسم إحياء ذكرى إسحق رابين، رئيس الوزراء الذي اغتيل سنة 1995، عن السنة الماضية، فإنه قد عادت الحشود الغفيرة تغمر ساحة رابين في مركز تل أبيب، الليلة قبل الماضية، في الذكرى العشرين لمقتله. وحسب تقديرات المنظمين، فقد شارك ما يقارب مائة ألف شخص، هتفوا ضد سياسة الحكومة الحالية المتنكرة لعملية السلام التي بدأها رابين، وفق ما قالت صحيفة الشرق الاوسط .
وكان من بين خطباء إحياء المناسبة، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي بث خطابه المصور على الشاشة،وكذلك الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين. وبرز بين الحضور بشكل خاص، أعضاء حركات الشبيبة اليهود والعرب، بمن فيهم شبيبة اليمين الديني «بنو عكيفا»، الذين ولدوا بعد الطابع الرسمي، والامتناع عن بث رسائل سياسية وحزبية في القضايا المختلف عليها. ومنعوا الرئيس عملية القتل. وحاول ائتلاف «نتذكر القتل نحارب على الديمقراطية»، الذي نظم المهرجان، الحفاظ على الإسرائيلي السابق، وحليف رابين في مفاوضات أوسلو، شيمعون بيريس، من إلقاء كلمة، فحضر المهرجان الإسرائيلي السابق، وحليف رابين في مفاوضات أوسلو، شيمعون بيريس، من إلقاء كلمة، فحضر المهرجان سوية مع رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، وغيرهما من السياسيين مثل بقية المشاركين.
وعلى الرغم من ذلك، ظهرت في مقدمة الساحة، لافتات حركة «سلام الآن» التي كتب عليها «رابين فهم دولتان» و«لا أمن من دون حل سياسي». وقال ريفلين خلال خطابه: «أقول لكاتمي الصوت ومن يهددون،ومن يرفعون القبضات المشدودة، ومن ينتجون صور ضباط النازية، ومن يهددون نواب الكنيست والقضاة والوزراء ورؤساء الحكومة: نحن لا نخاف منكم».
وفي الخطاب المسجل الذي بث على الشاشة، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «في هذه الأيام الصعبة،للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة (...)، ما زلت أؤمن بحتمية السلام العادل والممكن، السلام حتمي لأنه الطريق الوحيد لضمان الأمن الحقيقي والمتواصل للإسرائيليين والفلسطينيين. السلام العادل. اليهود يملكون حق الحياة في وطنهم، والفلسطينيون يملكون الحق بالعيش بحرية في وطنهم. والسلام ممكن، إذا أبدى الطرفان استعدادا لتقديم التسويات وتحمل المخاطر من أجل الحل الحقيقي الوحيد دولتان للشعبين».
وعندما صعد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لإلقاء خطابه، سمعت بعض هتافات التحقير، ورفع شعار يشجب ضلوعه في مسألة إتاوات الغاز في إسرائيل، بصفته يعمل مجندا لشركة «نوبل إنرجي»، التي فازت بامتياز الغاز الذي اكتشفته إسرائيل في عمق البحر الأبيض المتوسط. وتجاهل كلينتون الهتافات، وكرس جل خطابه لميراث رابين، من خلال الغمز واللمز لسياسة بنيامين نتنياهو المتنكر للسلام. وقال: «رأيت بأنه في كل مرة نشأت فيها مشكلة كان رابين يسعى لحلها، ولم يتهرب منها، ولم يدر ظهره لها. عندما وقع على الاتفاق (أوسلو) في 1993، قال إنه فرض على الفلسطينيين وعلينا العيش على الأرض ذاتها. عندما سألته لماذا فعل ذلك؟ قال: لا أريد رؤية إسرائيل تصل إلى مفترق طرق، نضطر عنده إلى الاختيار بين كوننا دولة يهودية أو ديمقراطية». وأضاف كلينتون: «الأمر الأكثر أهمية الذي تعلمته منه، هو أن رابين رفض التخلي عن حلم السلام أمام العنف».
يشار إلى أن غالبية المتحدثين حافظوا على خط رسمي، باستثناء حفيد رابين، يونتان بن آرتسي، الذي ألقى خطابا سياسيا واضحا، قال فيه، إنه «يوجد حل واحد ووحيد، وكل من يريد الخير لشعب إسرائيل وللديمقراطية، وكل من يؤمن بأن على الشعب اليهودي الحفاظ على غالبية يهودية في الدولة، عليه إطلاق صرخة كبيرة من هنا، تطالب الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فورا». وأضاف: «يجب على حكومة إسرائيل استبدال الأسطوانة، وبدل الانجرار والرد، علينا أن نبادر، وأن نقود نحو إقامة دولة فلسطينية. يكفي اتهام الجانب الآخر، يكفينا الجلوس عاطلين وينبغي الانطلاق إلى العمل».
يشار إلى أن كثيرا من نواب المعسكر الصهيوني وميرتس وكتل الوسط، شاركوا في المهرجان، بينما كان غياب نواب اليمين واضحا. وكان النائب نيسان سلوميانسكي، من البيت اليهودي، هو النائب اليميني الوحيد الذي حضر. وقال إنه يحضر هذه الأمسية منذ عشرين سنة، ويريد من خلال ذلك، التأكيد على أنه حتى إذ اساد الخلاف والنقاش فإنه لا يمكن حله بالعنف. وأضاف: «للأسف أنا أصل إلى هنا وفي بعض السنوات أشعر بأنه ليس من السهل علي عمل ذلك، لأنه بدلا من نقل هذه الرسالة، يقوم كل من يستولي على الميكروفون بعرض مفاهيمه وينهي بأن هذا هو ميراث رابين