فشلت الأسعار الجديدة للحوم التي طرحتها شركة البحرين للمواشي في إنعاش سوق المنامة المركزي. فرغم استلام القصابين عدداً من الذبائح المخفضة إلا أن حركة البيع لم تشهد تغيراً ملحوظاً سوى من بعض المستفسرين عن الأسعار الجديدة. من جهة أخرى، أعلن قصابو المحرق أنهم سيعقدون صباح غد (الثلثاء) مؤتمراً صحافياً في موقع السوق، يدعون فيه الجهات الإعلامية والمواطنين للحضور. إذ سيتحدثون فيه بصورة شاملة عن أزمة اللحوم وموقف الجهات الرسمية منها.

ورصدت «الوسط» في سوق المنامة المركزي للحوم صباح أمس الأحد (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) توفر كميات كبيرة من لحوم الأغنام الأسترالية المذبوحة محلياً وفي الخارج. وذلك بعد أن أعلنت شركة البحرين للمواشي عن تصريف مخزونها ليصل سعر بيع الكيلوغرام على القصابين بـ 1.800 دينار بالإضافة لإعطاء القصاب ذبيحة مجانية مع كل عشر ذبائح يشتريها.

وبحسب القصاب سيد محمد الحليبي فإن هذا العرض فشل في إعادة الحياة للسوق. وقال إنه اشترى ذبيحة واحدة فقط ليجرب ما إذا كان هذا العرض سيعيد الزبائن للسوق من جديد أم لا علماً بأنها الذبيحة الأولى التي يشتريها منذ بداية الأزمة. يقول «منذ بداية الأزمة اقتصرت على بيع لحوم البقر فقط واليوم اشتريت هذه الذبيحة لأجرب حال السوق فوجدته لم يتغير. فمنذ الصباح لم أستطع بيع ولا كيلوغرام واحد. وضع السوق لا يشجع، سأحاول تصريفها ولن أشتري غيرها ما لم يتم حل الأزمة».

ويضيف الحليبي أن بعض الزبائن البحرينيين حضروا اليوم للسوق، ولكنهم لم يشتروا شيئاً. حضروا فقط للسؤال، كحال الزبون الذي يقف معه وهو مهدي عبدالله حميد الذي قال «أتيت اليوم للسوق كي أعرف الأسعار الجديدة. أخبروني أن سعر الزبون هو ديناران، وهذا السعر بالنسبة لي مازال غير مقبول، وعليه سأخرج دون أن أشتري».

من جانبه، قال محمد القصاب إن الذين استلموا اللحوم اليوم نسبة قليلة مقارنة بعدد المحلات. ثلاثة منهم فقط استفاد من عرض الذبيحة المجانية مع كل عشر ذبائح يشتريها القصاب. وهؤلاء هي المقاصب التي لديها زبائن دائمون من المطاعم والفنادق. معللاً سبب تراجع الإقبال على شراء اللحوم اليوم لـ «بالإضافة لضعف عمليات البيع يوجد أيضاً تكدس للحوم لدى المقاصب والتي اشتروها الأيام الماضية ولم يستطيعوا بيعها».

وطافت «الوسط» بعدد من المقاصب في السوق، وعاينت تكدست اللحوم لديها والتي اشتروها يوم أمس الأول. فأفاد أغلبهم بعدم استلامهم اليوم للذبائح، وسينتظرون حتى تنفذ الكميات التي اشتروها الأيام الماضية. كما عبروا عن معاناتهم مع الزبائن في فهم الأسعار. قائلين إن الزبائن عرفوا من خلال الصحف عن إعلان تخفيض الأسعار لـ 1.800 دينار فأتوا للسوق معتقدين أن سعر البيع على الزبون هو هذا السعر. بينما الحقيقة أن هذا السعر هو سعر بيع الشركة على المقاصب. وهي بدورها تزيد بين 200 إلى 300 فلس على الكيلوغرام أثناء البيع كربح. مشيرين الى أن سعر البيع على الزبائن في الوقت الحالي يتراوح بين دينارين إلى 2.200 دينار.

من جهة أخرى، دخل يوم أمس القصابون في سوق المحرق المركزي شهرهم الثاني وهم ممتنعون عن شراء وبيع اللحوم. ولم يطرأ حسب القصاب عبدالسلام عبدالغفار، أي جديد بخصوص موقفهم من الأزمة. كما أشار إلى أن «قصابو المحرق سيعقدون مؤتمراً صحافياً في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم غد (الثلثاء) داخل سوق اللحوم بسوق المحرق المركزي. وندعو لهذا المؤتمر جميع وسائل الإعلام والمواطنين. إذ سنتحدث بصورة شاملة عن أزمة اللحوم وموقف الجهات الرسمية منها».