بدأت لجنة دولية مؤلفة من خبراء روس ومصريين وفرنسيين في تحليل بينات الصندوق الأسود التابع للطائرة الروسية المنكوبة، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم".
وقال متحدث باسم مكتب النائب العام المصري إن اللجنة بدأت اليوم الأحد (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) بدراسة أحد الصندوقين الأسودين الموجدين على متن الطائرة، مشيرا إلى الصندوق الأسود الذي كان موجودا في قمرة القيادة.
ويشارك خبراء روس وفرنسيون نظراءهم المصريين التحقيق في حيثيات كارثة الطائرة المنكوبة في سيناء، التي قال بعض سكانها إنهم رأوها تحترق في الجو قبل سقوطها.
ولهذا الغرض توجه وزيرا النقل والطوارئ الروسيان مكسيم سوكولوف وفلاديمير بوتشكوف بصحبة محققين روس على متن مروحية من القاهرة إلى مكان تحطم الطائرة في سيناء صباح اليوم.
وعشية انطلاقه إلى المكان قال وزير النقل الروسي إن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة بحالة جيدة، وإن تعرضا لأضرار بسيطة.
وأعلن سوكولوف أن الجانب الروسي سيشارك بأكبر قدر من الفعالية في التحقيق الدولي حول أسباب الكارثة. وقال سوكولوف: "نحن على اتصال دائم بجميع المراقبين الجويين"
في هذه الأثناء دعا رئيس اللجنة الروسية للتحقيق في الحادث فلاديمير نيرادكو إلى عدم استباق الأمور والخروج باستنتاجات خاطئة وترقب نتائج فحص الصندوقين الأسودين الذي من المحتمل أن يتم في مصر، وهو ما أكد عليه أيضا رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل أمس.
من جهته أعلن مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لسلامة الطيران المدني، أنه سيوفد الأحد إلى مصر اثنين من محققيه وستة مستشارين بشركة "إيرباص" لتصنيع الطائرات (مقرها فرنسا)، للمشاركة في التحقيقات الجارية حول سقوط الطائرة الروسية.
بدورها شددت وزارة النقل الروسية على عدم وجود دليل على أن الكارثة حصلت نتيجة عمل إرهابي.
وكان تنظيم ما يسمى بـ "ولاية سيناء" وهو فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" في مصر استغل الغموض حول أسباب تحطم الطائرة ليعلن بعد نحو 7 ساعات مسؤوليته عن الكارثة، مدعيا أنها جاءت ردا على التدخل الروسي في سوريا.
لكن إضافة إلى وزير النقل الروسي سوكولوف يشك العديد من الخبراء العسكريين بإمكانية إسقاط الطائرة لأن تنظيم "ولاية سيناء" التي تعد منطقة شمال سيناء معقله، لا يملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم.
وكان الاتصال قطع مع الطائرة عندما كانت على ارتفاع ثلاثين ألف قدم (9144 مترا)، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ.
ووفقا لموقع "فلايت رادار "24 على الإنترنت وهي خدمة لتعقب الطائرات تدار من السويد فإن الطائرة كانت تهبط بسرعة 1800 متر في الدقيقة حين فقدت إشارة الاتصال بها مع المراقبة الجوية.
وعثرت طائرات عسكرية مصرية على حطام طائرة الركاب الروسية التابعة لشركة "كوغاليم آفيا"، في منطقة جبلية في محافظة شمال سيناء. وأكدت مصادر أمنية وطبية مصرية إضافة إلى السفارة الروسية في القاهرة أنه لا ناجين من حادث تحطم الطائرة .
وأوردت رئاسة الوزراء المصرية "من واقع الكشوف الرسمية فقد كان على متن الطائرة 224 شخصا بينهم 138 سيدة و62 رجلا و17 طفلا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة" المؤلف من سبعة أشخاص.
جدير بالذكر أن معظم الركاب من مواطني روسيا، وكان على متن الطائرة 4 ركاب من أوكرانيا وراكب واحد من بيلاروس.
قررت شركات "اير فرانس" الفرنسية و"لوفتهانزا" الألمانية و"إميراتس" الإماراتية وقف التحليق فوق سيناء كتدبير سلامة، وذلك بعد تحطم الطائرة الروسية.
وأعلنت متحدثة باسم "اير فرانس" أن الشركة توقف تحليق طائراتها "حتى إشعار آخر" فوق منطقة سيناء "كتدبير وقائي" بانتظار "توضيحات" حول أسباب تحطم الطائرة.
وقالت متحدثة باسم الشركة الألمانية إن "لوفتهانزا" اتخذت القرار نفسه "كإجراء سلامة".
ويعود آخر حادث تحطم طائرة في مصر إلى يناير 2004 وأدى إلى سقوط 148 قتيلا بينهم 134 سائحا فرنسيا. وسقطت حينذاك طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الطيران المصرية "فلاش ايرلاينز" بعد دقائق على إقلاعها من مطار شرم الشيخ.
وطائرة "إيرباص أيه321" هي طائرة للرحلات المتوسطة دخلت الخدمة منذ عام 1994. وتعمل منها 1100 طائرة حول العالم وسجلها جيد في مجال الأمان. وهي طائرة أوتوماتيكية بشكل كبير إذ تعتمد على أجهزة كمبيوتر لمساعدة الطيارين على البقاء في حدود الارتفاع الآمن.
وقالت شركة "إيرباص" إن الطائرة المنكوبة صنعت عام 1997 وتشغلها متروجيت منذ 2012. وطارت 56 ألف ساعة في نحو 21 ألف رحلة وهي مزودة بمحركات صنعها اتحاد شركات "إنترناشيونال إيرو إنجينز".