قالت وزيرة الدفاع الألمانية أرسولا فون دير لين في منتدى حوار المنامة مساء أمس السبت (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، في الجلسة الرابعة لحوار المنامة المنعقد في فندق الريتز كارلتون في ضاحية السيف إن «ألمانيا على مدى 10 أسابيع كانت تستقبل 10 آلاف لاجئ يومياً».
واعتبرت الوزيرة الألمانية أن «هذا الأمر يعتبر هاجساً أساسياً بالنسبة إلى أوروبا لإلحاق الهزيمة بداعش من أجل استقرار المنطقة وإيجاد أرضية للأمل لهؤلاء اللاجئين».
وشددت على أن «النزاعات العنيفة كثرت في العالم، فيما قلت التحالفات القادرة على ضبطها، وقوى التجزئة والترهيب تبدو أكثر قوة من القوى الداعمة للسلام، لذلك أشدد على أننا في أوروبا لسنا مجرد متفرجين فقد تم استهدافنا في بلجيكا وفرنسا ونحن مصدومون لرؤية الآلاف الجثث الهائمة على شواطئ إيطاليا، وهناك مئات الآلاف على حدود دولنا، لذلك هذه النزاعات باتت في دائرة اهتمامنا».
وأضافت «لابد أن نكافح الإرهاب سواء المتمثل في داعش أو القاعدة ليس على المستوى لعسكري بل على المستوى السياسي».
وتابعت «لابد من إرساء الاستقرار في دول سورية والعراق وليبيا وأفغانستان، من أجل أن نعطي لشعوب هذه المنطقة إمكانية التطلع إلى الحياة الكريمة في دولهم».
وأكملت وزيرة الدفاع الألمانية «نحن نعيش لحظة حاسمة في تاريخنا المشترك، أوروبا تحاول أن تدفع بالقوات المتناحرة إلى طاولة المفاوضات، نحاول أن ندعم المجتمعات المقدامة مثل تونس، والبلدان الهشة مثل أفغانستان».
وواصلت «نحن نعطي مئات الآلاف من اللاجئين ملاذاً آمناً، ونقوم بدور كبير في المساعدات الإنسانية في العراق، ونقوم بتدريب القوات العسكرية والمسلحة في الصومال ونتحمل مسئولية حماية المنطقة الشمالية في أفغانستان».
وأفادت «توجد تحالفات اليوم، هناك 15 دولة اجتمعت في فيينا للتحادث عن سورية، وهناك التحالف الدولي ضد داعش، ولكن هل يكفي ذلك؟ نحن ندعو إلى شراكة جديدة مستندة على الالتزام، بل عن إرادة سياسية مشتركة، جهد واحد لإبراز التضامن مع مئات الملايين الذين يعانون من النزاعات».
وبينت الوزيرة الألمانية «عزمنا في مواجهة أي نوع من الإرهاب هو المطلوب، إلى جانب الوقوف مع تلك الدول التي تستضيف اللاجئين، والأهم زرع بذور الأمل لعودة أولئك اللاجئين إلى بلدانهم، ونحن قادرون على مواجهة الإرهاب من خلال إرسال رسائل موحدة ورأي واحد مشترك، وشراكة قائمة على الالتزام».
ورداً على أسئلة الحضور قالت الوزيرة «بالنسبة إلى النزاع في أوكرانيا توجد اختلافات بين أوروبا والولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا، ولابد من الذهاب إلى حل النزاع ولو بصورة جزئية، تلك كانت الخطوة الأولى، وذلك لا يعني أن كل الأمور باتت محلولة، فقد كنا مختلفين حول ضم روسيا إلى جزيرة القرم، ولكن على رغم ذلك كنا قادرين على الجلوس على طاولة حوار واحدة والوصول إلى اتفاق مينسك».
وقررت «لذلك اعتبرها طريقة لحل المشاكل في المنطقة، فالاجتماع الذي جرى في فيينا من قبل الأطراف الفاعلة يمكن أن يؤدي إلى أمر ما، وما تعلمناه من أزمة أوكرانيا هو أن هناك أطرافاً كثيرة تؤثر على الأحداث في سورية يمكن أن تجلس مع بعضها، لذلك أرحب بمشاركة البلدان الـ 15، الذين جلسوا حول طاولة واحدة، بالطبع الخلافات العميقة ولكن الحوار قد انطلق».
وأشارت إلى أنه «طرأت تطورات على طريقة نظرنا إلى المنطقة في السنة الماضية، نحن نتشارك في مصالح أساسية على مستوى محاربة التطرف سواء فيما يتعلق بداعش أو بالهجمات في أوروبا، كذلك علينا المشاركة في خلق مبررات للأمل لهؤلاء اللاجئين».
وذكرت أنه «خلال العشرة الأسابيع الماضية، كان في كل يوم يصل إلى ألمانيا 10 آلاف لاجئ، وهذا هاجس أساسي بالنسبة إلى أوروبا لإلحاق الهزيمة لداعش من أجل استقرار المنطقة وإيجاد أرضية للأمل للعرب الذين يأتون إلى أوروبا من أجل أن يتمكنوا من تطوير مستقبلهم».
وختمت الوزيرة الألمانية «نرى تأثيراً لإيران في العراق أسوة بتأثير دول أخرى كثر في العراق وسورية، لذلك علينا أن نجلس على طاولة واحدة للوصول إلى حل، ولكن إذا مكثنا نوجه اتهامات للآخر لن نصل له، هناك اختلافات كبرى، ولكن لابد من الجلوس إلى أرضية مشتركة، لأن عدونا الأكبر هي داعش، وهذه هي خطوتنا الأولى».
العدد 4803 - السبت 31 أكتوبر 2015م الموافق 17 محرم 1437هـ