قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، لـ»الوسط»: إن مملكة البحرين بتاريخها هي بلد التعايش، والتفاؤل حاضر دائماً، في أن تنهض البحرين باستمرار».
جاء ذلك، على هامش مشاركته أمس السبت (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، في الجلسة العامة بمؤتمر حوار المنامة المنعقد بفندق الريتز كارلتون بضاحية السيف، مضيفاً في رده على سؤال عما إذا كان انعكاس الحديث عن عناوين التعايش وحلول التنمية المستدامة، محتملاً على الواقع البحريني، «بلا شك، ففي كل بلد، الظروف المحيطة تنعكس إيجاباً أو سلباً عليه، والمنطقة تمر حاليّاً بظرف صعب، ما يعني انسحاب ذلك على الدول كافة، ونحن نتطلع إلى الحلول المشتركة».دوليّاً، قال وزير الخارجية «وجهنا الدعوة إلى الإيرانيين للمشاركة في مؤتمر حوار المنامة، وهم اختاروا عدم المشاركة»، منوهاً في هذا الصدد إلى عدم وجود ممانعة لبحث القضايا المهمة مع إيران، مفضلاً التريث للتعرف على نتائج اجتماع فيينا، ومعبراً عن أمله في الخروج بنتائج إيجابية.
وفي اليمن، تحدث الوزير بنبرة متفائلة، مؤكداً وجود مؤشرات لقرب استعادة استقرار البلد بعد 8 أشهر من بدء عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وعقب على ذلك بالقول: «لسنا دعاة حرب». وبشأن حصاد «حوار المنامة» بعد 11 نسخة، قال: «حوار المنامة مؤتمر مهم، يجمع أطراف المنطقة، أما الحصاد فيتجلى من خلال الوفود المشاركة من مختلف دول العالم، حيث يدلي كل بسياسة بلاده، وتطرح الأسئلة المهمة، وكل ذلك نراه ويراه الجميع جزءاً من سياسات الدول، وهذا هو التأثير غير المرئي».
وعما إذا كانت كلمة سمو ولي العهد في افتتاح النسخة الـ 11 من المؤتمر، ترسم معالم مرحلة جديدة تختص بالانتقال إلى عناوين التعايش والحلول المستدامة، قال: «نحن في البحرين، لدينا تعايش بمستويات متقدمة تاريخيّاً وهذا ما نريد الحفاظ عليه ونشره في المنطقة كافة، فنحن جزء يمثل المنطقة في مجال أصغر». على رغم ذلك، قال وزير الخارجية: «نحن لسنا نموذجاً لأحد، فنحن نموذج لأنفسنا، لكن البحرين بلد متسامح ومتعايش، ولن يتغير هذا الأمر على رغم كل الظروف»، مضيفاً «نتطلع إلى أن يمتد هذا المثل إلى المنطقة كلها».
وفيما يتعلق بوجود نية لعودة العلاقات الدبلوماسية البحرينية الإيرانية، بعد سحب السفير البحريني من طهران، اكتفى وزير الخارجية بالقول: «لنترك المسألة للتطورات».
وفي الشأن السوري، رفض وزير الخارجية اعتبار زيارة وزير الخارجية العماني لسورية، تبايناً في وجهات النظر حيال الأزمة السورية، فـ»الزيارة للتو تمت ولم نجتمع كوزراء خارجية لدول الخليج لبحثها، وصحيح أننا في هذه المرحلة لا نعلم تفاصيل ونتائج ذلك، لكن عرضها علينا في الاجتماع المقبل من قبل وزير الخارجية العماني أمر محتمل»، معبراً في السياق ذاته أن يسهم التدخل الروسي في سورية لإيجاد حل للأزمة وإعادة الاستقرار وإبعاد شبح التدخل الإقليمي هناك، دون هدم لمؤسسات الدولة.
بدوره، علق الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمر موسى، على سؤال لـ»الوسط» عن رؤيته لواقع الدول العربية، حيث قال: «واقع هذه الدول مضطرب جداً ومؤسف، والأمر كله يتوقف على طريقة علاج هذه المشاكل المتنامية والمتشابكة بواسطتنا نحن أهل المنطقة، وأن نكون واعين لمناطق الفشل الذي تسببنا فيه بأنفسنا، وللتدخلات والمناورات الخارجية»، مؤكداً أن «الكرة في ملعبنا كشعوب عربية بكل تأكيد».
العدد 4803 - السبت 31 أكتوبر 2015م الموافق 17 محرم 1437هـ