قلتها مراراً إن أهم مايجب أن يتحلى به دورينا لتعود الروح إليه أو على الأقل جزء منها هو جانب «الإثارة» الذي كان غائباً لعدة سنوات سابقة لأسباب كثيرة، ومن أهمها أن التنافس على اللقب يكون محصوراً بين ناديين اثنين، وإن دخل أحد معهما على الخط فإن ذلك يكون في سنوات متقطعة ومتفرقة.

أكتب هذه الأسطر قبل انطلاق الجولة الثانية أمس، ولذلك أركز على ماجاء في الجولة الأولى، فصحيح أننا لم نشاهد كثيراً أداءً فنياً يلفت الأنظار، إلا ربما من فريق أو فريقين مثل الأهلي «المُمتع» والسلس في أدائه، إلا أن جانب الإثارة كان موجوداً وبقوة منذ البداية بالإضافة للمفاجآت، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يفوز الأهلي بهذه السهولة ومع الرأفة على المنامة، بالإضافة للتنافس الذي حصل على الفوز حتى النهاية بين الرفاعين، وأيضاً بعد فوز الحد بكأس السوبر، كان هنالك اجماع على أنه سيتجاوز الحالة، إلا أن البرتقالي كان له رأي آخر وفرض التعادل على الحد، وأضف إلى ذلك ماحصل في مباراة المحرق والمالكية من أحداث مثيرة تسبب فيها بالمقام الأول الحكم الدولي جميل جمعة، وهو ما أثار ردة فعل غاضبة لدى أبناء فارس الغربية.

المالكية في تلك المباراة وقبل الرباعية التي تلقتها شباكه، كان نداً قوياً لحامل اللقب وأحرجه في أكثر من فرصة، إلى أن جاءت ركلة الجزاء الغريبة المُحتسبة من الحكم للمحرق في آخر دقائق الشوط الأول وهي التي غيرت كل شيء.

أنا لم أشاهد المباراة كاملة، وفقط شاهدت ملخصاً لها يتضمن بعض اللقطات، وبالفعل المالكية تضرر في المباراة بفعل الأخطاء التحكيمية التي حصلت، وهنا هذا الأمر ليس تقليلاً من فوز المحرق، فالمحرق من المُمكن أن يفوز بمثل تلك النتيجة حتى بدون هذه الأخطاء، لكن فقط نتحدث عن الواقع الذي حصل، وهو استفادة طرف وتضرر طرف من أخطاء تحكيمية تكاد تصل لحد الإجماع من الكل في أنها حصلت بالفعل، ومثل هذه الأخطاء تحدث في كل مكان، وهنا فقط لدي ملامة على جزئية هامة من البيان الذي أصدره نادي المالكية بعد المباراة، بالإضافة لتصريحات مسئوليه والذين نكن لهم كل التقدير والاحترام.

فكل مسئول من حقه الدفاع عن ناديه وعن حقوقه، فنحن نعرف حجم التعب الذي يبذلونه من أجل وضع ناديهم في أعلى المراتب، ولكن أنا شخصياً ضد أن يصل هذا الدفاع لحد التشهير وتوزيع الاتهامات على الآخرين دون وجود أدلة ملموسة ودامغة، ففي جزئية هامة من التصريحات والبيان الملكاوي، تم ذِكر أن تلك الأخطاء التحكيمية كانت مُتعمدة من الحكم جميل جمعة، وهذا يجعلنا نتحول إلى التشكيك في ذمم الآخرين، ويفتح لنا باباً لأمور بعيدة جداً عن ديننا الإسلامي الحنيف لا أريد ذكرها هنا، فإذا كان الملكاويون يؤكدون أن تلك الأخطاء متعمدة فليأتوا لنا بالدليل الدامغ والملموس، لا أن يتم الاستناد لحالات حصلت في الملعب، فنحن حتى على مستوى كأس العالم شاهدنا حالات أقوى وأوضح مما حصل للمالكية مثل كرة انجلترا التي تجاوزت خط مرمى ألمانيا بنصف متر تقريباً في مونديال 2010، ولم يشاهدها الحكم الأورغوياني خورخي لاريوندا ولا مساعده الثاني، ويومها فعلاً تم شن حملة شرسة على التحكيم، ولكن لم يتم ذكر جانب التعمد فيما حصل!.