شهد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء يوم الثلثاء (27 أكتوبر / تشرين الأول 2015) افتتاح معرض "رحلة إلى الأهوار العراقية" يعرض صورا للأهوار العراقية التقطها الصحافي الفرنسي آلين سنيت هيلير عام 1977. آلين، الذي توفي قبل 3 أعوام، قدم هذه الصور منحة للمركز اللإقليمي العربي للتراث العالمي وذلك لعرض الوجه المشرق وتوثيق نمط الحياة اليومية لسكان الأهوار العراقية قبل التجفيف 1990-2003.
افتتح المعرض بحضور مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثلاً رئيسة مجلس إدارة المركز منير بوشناقي، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ووفد وزارة الصحة والبيئة العراقية برئاسة جاسم عبد العزيز الفلاحي وكيل الوزارة الفني، إضافة إلى حضور دبلوماسي وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي، البيئي والتراثي في الوطن العربي.
يهدف المعرض المصور إلى إظهار الجانب المشرق لجهود الفريق الوطني العراقي في تنفيذ اتفاقية التراث العالمي وحماية موقع الأهوار، إضافة إلى زيادة الوعي العام وحشد التأييد والدعم الدولي لأهمية حماية موقع الأهوار العراقية كموقع مهم عالمياً.
وجاء افتتاح المعرض الذي يوثق لحقب مختلفة من موقع الأهوار ويستمر حتى 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ضمن فعالية منقسمة إلى جزأين اختتمت بافتتاح المعرض. أما الجزء الآخر للفعالية فكان اطلاق المركز لحالة دراسية عن عملية العمل من المنبع من أجل إعداد ملف أهوار جنوبي العراق والتي تم إعدادها بمبادرة كريمة من المركز اللإقليمي العربي للتراث العالمي لمدة عام ونصف. ومن شأن هذه الدراسة توثيق عملية إعداد الملف في جميع مراحلها منذ عام 2007 وحتى عام 2014، وعرض الجهود المبذولة من قبل جميع الشركاء وخصوصاً الجانب العراقي. ومثلت هذه الحالة الدراسية إحدى أهم وأول قصص النجاح في عملية العمل من المنبع على المستوى العالمي.
وخلال كلمته في الافتتاح، أشار بوشناقي إلى أهمية التاريخ والتراث العراقي الذي يكتنز آلافاً من السنين الغنية بالحضارة، موضحاً أن موقع الأهوار يعد مثالاً جلياً لهذا الغنى التاريخي والحضاري. وأكد كذلك على التزام المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالاستمرار بدعم ملف ترشيح الأهوار من خلال التعاون القائم مع الجهات المعنية في السلطة العراقية. وحول هذا التعاون، أشار بوشناقي إلى أن أولى ثمار التواصل الفعال ما بين جميع الجهات المعنية بموقع الأهوار أثمرت عن دراسة الحالة هذه التي أنجزت كذلك بتعاون مع منظمات IUCN و ICOMOS وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP.
بدوره توقف جاسم عبد العزيز الفلاحي على أهمية منطقة الأهوار التي تتمتع بخصائص فريدة وتزخر بكم كثير من المقومات الطبيعية والثقافية التي أهلتها للمناقسة على المستوى الدولي والترشح لقائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وسبق أن استقبلت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مساء اليوم في مقر هيئة البحرين للثقافة والآثار الوفد العراقي الذي اطلع على انجازات المركز الإقليمي وثمرة تعاونه مع السلطات العراقية منذ عام 2012 من أجل إعداد الملف المقترح لتسجيل منطقة الأهوار على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. كما توقف المجتمعون عند ورش العمل الست التي أقامها المركز بالتعاون منظمات عالمية مهتمة بالتراث العالمي، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل هذا التعاون وبالأخص التحضير لاجتماع لجنة التراث العالمي في يونيو 2016 بمدينة اسطنبول التركية، حيث ستؤخذ القرارات النهائية بخصوص ملف الأهوار.