كان سعر أسهم شركة أبل يتخبّط منذ أشهر، مع شعور وول ستريت بالقلق بشأن مستقبلها. كيف يُمكن أن يكون سعر السهم أعلى مما كان عليه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عندما أنهت الشركة الربع الأكثر ربحية على الإطلاق؟ هل يُمكن أن تستمر مبيعات جهاز آيفون في التوسّع بوتيرة سريعة؟ هل يُمكن للتباطؤ الاقتصادي الصيني إعاقة آفاقها تماماً في اللحظة الخاطئة؟ ، وفق ما نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم الجمعة (30 أكتوبر / تشرين الأول 2015).
تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، لم يكُن مقتنعا بأي من ذلك. في مكالمة متوترة في بعض الأحيان مع مُحللين مساء يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن تغلّبت الشركة على توقّعات المحللين لهذا الربع، بدأ يشرح لماذا يعتقد أن المُتشكّكين مُخطئون. هذه التصريحات لم تنجح على الفور في تحويل أسهم الشركة عند التداول بعد ساعات الدوام، لكن ثقة كوك تعتمد على خمسة أركان.
سوق الهواتف الذكية في الصين هي الأكبر وواحدة من الأسرع نمواً في العالم. وقال كوك في وقت سابق "إن الصين ستُصبح في نهاية المطاف أكبر مصدر دخل لشركة أبل".
مع تباطؤ الاقتصاد على نطاق أوسع، وتأرجح البورصة والتشكيك في ثقة المُستهلكين، فإن الصين هي "الدليل (أ)" في قضية توقّع انخفاض أسعار الأسهم في "أبل". قال كوك "إن بعض الشكوك تنبع من سوء فهم أوسع للاقتصاد الصيني". تضاعفت إيرادات شركة أبل في الصين العُظمى، التي تتضمن هونج كونج وتايوان، في الربع الأخير، مع ارتفاع مبيعات جهاز الآيفون بنسبة 87 في المائة.
وقال "بصراحة، لو أغلقت الإنترنت وأغلقت جهاز التلفزيون ونظرت فقط إلى عدد الزبائن الذين يأتون إلى محالنا، بغض النظر عما إذا كانوا يشترون، وعدد الناس الذين يأتون إلى الإنترنت، وإضافة إلى ذلك النظر إلى اتجاه مبيعاتنا، فلم أكُن لأعرف أن هناك أي مشكلة اقتصادية على الإطلاق في الصين". تُمثّل مبيعات الصين العُظمى 24 في المائة من إيرادات الشركة، بارتفاع من 15 في المائة العام الماضي. اعترف كوك أن اقتصاد البلاد لم يكُن ينمو "بشكل سريع كما كان"، لكنه أكّد أن الشركة تنظر إلى أبعد من التقّلبات الربعية.
وأضاف "نحن نستثمر في الصين.. للعقود المقبلة"، ويتوقّع أن يستمر مزيد من الناس في الانضمام إلى الطبقة المتوسطة ورؤية جهاز الآيفون باعتباره رمزا للمكانة. كوك هو ضد الرأي الشائع عن الأسواق الناشئة الأخرى، أيضاً. حيث اعترفت شركة أبل بأن البرازيل وروسيا وتركيا كانت صعبة، لكن كوك قال "إنه مُعجب بتقدّمنا في فيتنام وإندونيسيا والهند – وهي أسواق طالما كانت حصة جهاز الآيفون -كانت تقليدياً- أقل بكثير". وأضاف أن "الانتقال المتواصل لشبكة الجيل الرابع - شبكات خلوية أسرع ستعمل على تحسين سرعة الاتصال لمزيد من الهواتف الذكية - سيجعل جهاز الآيفون أكثر جاذبية في مثل هذه المناطق". ويرى كوك أن أي شكوك في الاقتصاد الكلي الأوسع هي مجرد "نوع انتقالي. نحن نستثمر على المدى الطويل".
الشركات
نجحت شركة أبل في البداية مع جهاز الآيفون من خلال استهداف المُستهلكين بدلا من الشركات، لكن الشركة بنت بهدوء بيع أعمال كبير إلى زبائن من الشركات بعد عقد صفقات شراكة مع شركات من أمثال آي بي إم، وسيسكو سيستيمز، وبوكس.
قال كوك "إن شركة أبل حقّقت إيرادات بقيمة 25 مليار دولار خلال الشهور الـ 12 الماضية من المبيعات للشركات، بزيادة بنسبة 40 في المائة على أساس سنوي لتُصبح تُمثّل أكثر من 10 في المائة من إجمالي إيرادات الشركة". وقال "لا ينبغي التقليل من أهمية أعمال الشركات. انتشارنا منخفض، لكن لدينا إجراءات مهمة جارية من أجل تعميق ذلك حقاً".
إلا أن هذا النجاح لم يُنقذ أعمال جهاز الآيباد، التي شهدت انخفاض المبيعات الربعية إلى أقل من عشرة ملايين للمرة الأولى منذ أربعة أعوام ونصف العام، لكن يبدو أن جهاز الآيباد برو ذا الحجم الكبير من شركة أبل، الذي يأتي مع لوحة مفاتيح وقلم، يستهدف بشكل مباشر هؤلاء الزبائن من الشركات التي تتحوّل بالفعل إلى جهاز الآيفون بأعداد كبيرة. المُتحوّلون من نظام الأندرويد لأعوام، الرواية السائدة في سوق الهواتف الذكية كانت أن الأجهزة الأرخص، المدعومة بنظام التشغيل أندرويد من شركة جوجل، ستسلب المبيعات من جهاز الآيفون، خاصة أن المنافسين مثل شركة تشياومي الصينية تعرض تصميما وجودة على غرار شركة أبل بسعر أقل بكثير. حصة جهاز الآيفون لا تزال تتقلّص، لكن سوق الهواتف الذكية تنمو، وقد بدأت شركة أبل تفوز ببعض الزبائن الذين كانوا زبائن لشركات أمثال سامسونج وإتش تي سي.
وقال كوك "إن نحو 30 في المائة من مُشتري جهاز الآيفون في الربع الأخير تحوّلوا من الأجهزة العاملة بنظام الأندرويد"، مُضيفاً أن "هذا هو أعلى معدل على الإطلاق" منذ بدأت شركة أبل بإحصاء الأرقام قبل ثلاثة أعوام، حتى إن الشركة أطلقت تطبيقا لنظام الأندرويد يُسمى "الانتقال إلى نظام التشغيل iOS" في وقت سابق من هذا العام لجعل التحويل أسهل. وفقاً لمتجر التطبيقات في شركة جوجل، تم تحميله أكثر من نصف مليون مرة - على الرغم من أن الملاحظات السلبية للموالين لنظام الأندرويد تعني أن تصنيفه هو نجمتان من أصل خمس نجوم.
خطط التحديث
إطلاق شركة أبل نظام التمويل الشهري الخاص بها لجهاز الآيفون كان بين أكبر المفاجآت في حفل إطلاق منتجها في أيلول (سبتمبر) الماضي، بدلاً من الشراء مُقدّماً أو من خلال إحدى شركات الهواتف الخلوية، فبإمكان الزبائن الآن الحصول على جهاز آيفون جديد مُتصل مباشرة من شركة أبل.
بإمكانهم أيضاً دفع ثمنه على أقساط والتحديث إلى أحدث موديل من الجهاز بعد عام، طالما كانوا يُعيدون الهاتف الأصلي. معظم شركات الهواتف الخلوية في الولايات المتحدة تُقدّم صفقات مماثلة.
في الوقت الذي تُصبح فيه الأجهزة المنافسة العاملة بنظام الأندرويد أكثر تنافسية بكثير فيما يتعلّق بالسعر، عرض الدفع بالأقساط هذا، الذي يبدأ من نحو دولار يومياً، يجعل جهاز الآيفون ميسورا أكثر من قبل. قال كوك "إن بعض برامج التحديث هذه الموجودة في السوق، تبدأ لتبدو كأنها أعمال اشتراك بالطريقة التي تعمل بها. نحن نعتقد أنه بالإجمال قد تعمل على تخفيض دورات التحديث". وأضاف أن "مثل هذه الخطط هي طريقة أخرى لجذب ثُلثي مالكي جهاز الآيفون الذين لم يُحدّثوا بعد إلى النموذج 6 أو 6S للقيام بذلك".
شركة التحليل بايبر جافراي تتفق مع ذلك. حيث كتبت في مذكرة للعملاء "نحن ما زلنا نعتقد أن دورة استبدال تحديث جهاز الآيفون يُمكن أن تتقلّص من نحو 22 شهرا في الولايات المتحدة إلى 15 شهرا على مدى الأعوام القليلة المُقبلة". النظر إلى أبعد من جهاز الآيفون يُمثّل جهاز الآيفون ما يُقارب ثُلثي المبيعات في شركة أبل، لكن على الرغم من أن هذا الاعتماد الواضح على مُنتج واحد وبدون وريث واضح، في الوقت الذي تنخفض فيه مبيعات جهازالآيباد، إلا أن كوك واثق بشأن وحدات الأعمال الأخرى في "أبل". وقال "إن جهاز تلفزيون أبل، الذي تم إطلاقه هذا الأسبوع، بدأ بداية رائعة، وساعة "أبل" تنمو على أساس ربعي، ومتجر التطبيقات وصل إلى أرقام مبيعات قياسية في الربع الأخير، فهي تنمو بنسبة 25 في المائة على أساس سنوي".
فاشل
ههههه دعاية متواصلة بعد فشل ايفون الجديد